﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

المبحث الأول: نصوص تدل على قرار المرأة في بيتها
بعد أن حمَّل الرسول صلى الله عليه وسلم ذكور الأمة الإسلامية مسؤوليتهم، شرع في بيان مسؤولية نساء تلك الأمة. ويلحظ من الحديث أنه لم يعين مكاناً لمسؤوليات الأصناف المذكورة فيه، إلا المرأة فقد عين مكانها حيث قال: ((راعية في بيت زوجها)). ففي الحديث إشارة إلى ما قررته نصوص الشريعة من أن الأصل في حق المرأة القرار في البيت، والخروج منه خلاف ذلك الأصل، يباح عند الحاجة بقدرها، فإذا انتهت الحاجة رجعت إلى ما هو أصل في حقها وهو القرار في البيت. وقد أمر الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالقرار في بيوتهن، وجعل ذلك وسيلة من وسائل تطهيرهن من الذنوب والمعاصي. والأصل في الأحكام المتعلقة بالنساء أن يستوي فيها كل امرأة، من غير فرق بين نساء الرسول صلى الله عليه وسلم وغيرهن من نساء المؤمنين، كما يستوي هو وأمته في الأحكام؛ إلا إذا دل دليل خاص على اختصاصه كما مضى في قصة الواهبة، أو اختصاصهن بحكم معين.. مثل كونهن أمهات المؤمنين. وأيضاً فإن الطهر والعفة والمغفرة مطلوبة لكل النساء، وقد جعل الله قرارهن في البيوت من وسائل الطهر. وأيضاً فقد نهاهن الله سبحانه وتعالى عن التلبس بصفات نساء الجاهلية الأولى، كالتبرج وهو أمر لا يختص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم، بل كل المسلمين منهيون عن اتصافهم بصفات الجاهلية. قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}. [الأحزاب: من الآية33]. وأتبع ذلك بما لا يختلف فيه اثنان، أنه ليس من خصائصهن، وهو الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله. ولا ينافي ذلك قوله في أول الآية: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً}؛ [الأحزاب:32]. لأنه بيان لمكانهن من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا يضاعف لهن ثواب الطاعة وعقاب المعصية. وقد دلت نصوص السنة التي توضح القرآن وتبينه على ما ذكر، من أن الأصل في حق المرأة القرار في البيت حيث حظر عليها الخروج إلا بإذن. وبين أن صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، مع أن الجماعة في حق الرجال تضاعف إلى سبع وعشرين درجة. والمقصود من ذلك كله، صيانتها والمحافظة على عفتها وكرامتها وقيامها بواجبها الثقيل في بيتها، من حقوق زوجها وأولادها، وواجبها الذي لا يشاركها فيه الرجل غالباً. والإسلام حينما جعل بيت المرأة مثابة لها، نظر إلى واقعها وإلى النتائج التي تترتب على لزوم بيتها، وحينما حظر عليها الخروج من البيت لغير حاجة نظر كذلك إلى واقعها، وإلى النتائج المترتبة على خروجها.. فقرر الحكم إيجاباً أو سلباً على الواقع ونتائجه؛ لأن الله تعالى هو الذي قرر هذه الأحكام ودعا إليها، وهو يعلم ما هو نافع وما هو ضار، بخلاف غيره من المخلوقين، فإنهم يقررون الأمور حسب ما يظهر لهم من المصالح والمضار المترتبة على ذلك، إن كان قصدهم جلب المصالح ودفع المضار. وقد يظهر لهم بعد فترة من الزمن أن ما رأوه قبل نافعاً هو ضار، وما رأوه ضاراً هو نافع، وقد يقررون الأمور اتباعاً لشهواتهم وميولهم، بصرف النظر عن كون ذلك نافعاً للمجتمع أو ضاراً به، كما هو الواقع في كثير من البلدان.



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect