﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

الأضرار التي لحقت المسلمين بسبب تلك الثورات:
أما الأضرار التي نالت المسلمين من تلك الثورات، فهي أضرار فادحة ومن أعظمها ما يأتي: المضرة الأولى: المذابح الجماعية التي ذهب ضحيتها ملايين الأفراد وآلاف الأسر من المسلمين، حيث ذكرت كتب التاريخ أنهم فقدوا في تلك المعارك ربع عددهم، وكان ذلك سبباً في قلة المسلمين بعد كثرتهم التي تمكنهم من زيادة الانتشار في البلد والاختلاط بغير المسلمين، وهما ـ الانتشار والاختلاط ـ من عوامل دخول الناس في الإسلام، وبخاصة إذا كان المسلمون قدوة حسنة في معرفة دينهم والعمل به. المضرة الثانية: ضياع آلاف الأسر من النساء والأطفال والعجائز، بسبب فقد أولياء أمورهم من الرجال المقاتلين، الذين كانوا يجلبون لهم الرزق ويحمونهم من التشرد، وتسلط أعدائهم عليهم الذي أفسد حياتهم الدينية والاجتماعية. المضرة الثالثة: القضاء على كثير من علمائهم ـ وقد كانوا هم قادتهم ـ إما في أثناء المعارك وإما بقتلهم بعد أسرهم أو استسلامهم مضطرين، بعد هزائمهم في ساحات القتال. وفَقْدُ المسلمين علماءَهم من أعظم خسائرهم، لما في ذلك من غياب العلم النافع بغياب أهله، وما يترتب عليه من جهل بالإسلام وبُعْدٍ عنه. المضرة الرابعة: هدم مساجدهم وغصب أملاكهم، واتخاذ الوسائل التي تضطرهم إلى أكل ما حرم الله عليهم، كحظرهم ذبح البقر عليهم، ليأكلوا لحم الخنزير. المضرة الخامسة: زيادة التضييق على المسلمين في الصين، بقطع الصلة بينهم وبين إخوانهم المسلمين في خارج الصين، وقد كان اتصالهم بالمسلمين في البلدان الإسلامية من أسباب زيادة تفقههم في الدين بالتتلمذ على العلماء والاطلاع على ما جد من الكتب الإسلامية المطبوعة، وصرم حبل هذا الاتصال حرمهم من ذلك كله. المضرة السادسة: منعهم من القيام بأداء ركن الإسلام: (الحج) الذي كانوا يستفيدون منه ـ إضافة إلى أداء مناسكه ـ الاجتماع بإخوانهم المسلمين، وبخاصة العلماء، وتبادل الآراء في شئونهم ومشكلاتهم، وما يمكن أن يُقتَرح لها من حلول. [1]. ولكن يجب أن ننبه ـ هنا ـ إلى أن بعض هذه الأضرار لم يكن سببها ثورات المسلمين للدفاع عن دينهم فقط، بل كان الحكام المنشوريون ـ وبخاصة بعض حكام الولايات ـ يكنون للمسلمين الحقد ويضيقون ذرعاً بدينهم وعاداتهم، كما مضى، فلا يبعد أن يؤذوا المسلمين ويحدثوا بهم هذه الأضرار أو بعضها، ولو لم يقوموا بتلك الثورات، وإن كانوا ـ المنشوريون ـ اتخذوا تلك الثورات ذريعة للهجوم على المسلمين وسفك دمائهم...
1 - الإسلام في الصين (ص: 102، 103) فهمي هويدي



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect