﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

المصالح التي جناها المسلمون من معاركهم ضد الدولة:
إنه لمن الظلم المجحف أن يذكر الكتاب والمؤرخون للإسلام والمسلمين في الصين، الآثار السيئة التي عادت عليهم من معاركهم مع الدولة المنشورية، دفاعاً عن أنفسهم وعن دينهم وأعراضهم وأموالهم، وينسوا المصالح المترتبة على تلك المعارك. ومن الإنصاف أن تذكر هذه وتلك، لما فيهما من الدروس والعبر، للحاضرين من أجيال المسلمين اليوم وخلائفهم غداً. 1 ـ فمن مصالح المسلمين من تلك المعارك: غيرتهم على دينهم ودفاعهم عنه، حفظاً لأصوله ومعانيه وبقاء حبه واحترامه في نفوس أجيالهم، فإن الدفاع عن الدين وحفظه من الضياع ضرورة من ضرورات الحياة. [1]. وهو لا يحفظ إذا انطمست معالمه وانتهكت حرماته، وأصبح ذلك الانتهاك عادة يألفها المسلمون ويستمرؤنها ويطبقونها في حياتهم، وهذا ما كان يريده أعداء الإسلام من الأسرة المنشورية. ويدخل في ذلك حماية مساجدهم، وحريتهم في أداء شعائرهم من صلاة وصيام وحج، واحتفالهم بعيدي الفطر والأضحى، وما يلزم لذلك من معرفة التاريخ الهجري الذي لا يمكن معرفة كثير من عباداتهم إلا به.. 2 ـ ومن مصالحهم بقاء تَمَيُّزِهم عمن سواهم في ترك ما حرمه الله عليهم، من المآكل (كلحم الخنزير ولحم الميتة) والمشارب (كشرب الخمر)، وغير ذلك مما حرمه الله تعالى، كالزنى واللواط والربا... وقد كان الحكام المنشوريون يريدون من المسلمين أن يسلكوا مسلكهم في كل شيء، فلا حلال إلا ما أحلته أهواءهم، ولا حرام إلا ما عافته نفوسهم، وإذا جاراهم المسلمون على ذلك نشأت أجيالهم على ما عوَّدهم عليه آباؤهم، لا يعرفون من دينهم حلالاً ولا حراماً!. 3 ـ ومن تلك المصالح إظهار المسلمين لعدوهم أنهم أعزة، لا يقبلون الذل ولا يستكينون لظلم، لأن العدو إذ علم من عدوه قبولاً للعيش على ضيم رَكِبَه وزاد طغيانُه عليه وظلمُه له، فإذا علم بسالته وعلو همته وذَوْدَه عن عزته وكرامته، فكر وقدر ثم فكر وقدر وقدم رجلاً وأخَّر أخرى، قبل الإقدام على ظلمه وطغيانه. 4 ـ ومن مصالحهم أن ينقل التاريخ للأجيال الإسلامية، أن هذا الدين كان غالياً عند آبائهم وأجدادهم، وأنهم لم يفرطوا فيه، بل بذلوا في سبيل حفظه لهم والدفاع عنه ليصل إليهم، كل ما يملكون من نفس ومال، حتى يقتدي اللاحقون في الاعتزاز بهذا الدين بالسابقين منهم.
1 - يراجع مبحث (حفظ الدين) من كتابنا الإسلام وضرورات الحياة



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect