﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

المحاضرة السادسة في 1/9/1385هـ.
ويؤخذ من هذه الآية الرد على بعض العلماء – كالمالكية - القائلين: إن التخصيص بالشرط المتأخر لا يفيد، وإنما يكون ندماً. فإنهم قالوا: لو قال للمرأة: أنا المخالع لك إن أمضى وليك حصلت المخالعة وإن لم يمض الولي، بخلاف ما لو قال: إن أمضى وليك فأنا المخالع لك، فإن المخالعة لا تحصل إذا لم يمض الولي. والقرآن يدل على خلاف مما ذهبوا إليه، فإن الشرط تاخر وصيغة الفعل"غضب"متقدمة، وهي تفيده لو تاخرت. والصدق وقوع الخبر مطابقاً للواقع، والكذب بخلافه. والغضب صفة وصف الله بها نفسه على ما يليق بجلاله تمر على غرار قوله تعالى: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)). [الشورى:11]. وقد طلق عويمر امرأته التي لاعنها ثلاثاً وأقره النبي صلى الله عليه وسلم.. [صحيح البخاري (6/179)]. فاستدل به من يرى إيقاع الطلاق ثلاثاً. والمخالف يقول: الفراق كان بالفسخ، لا بالطلاق، ولا دليل على هذا، بل جاء في سنن أبي داود: فطلقها ثلاثاً، فأنفذه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. [سنن أبي داود (2/630)]. وأيد ابن القيم. كونه فسخاً، لا طلاقاً. [زاد المعاد (5/390)]. قوله تعالى: ((ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم)). أشار الله سبحانه وتعالى في هذه الآية إلى أنه قد يخفف في التشريع تخفيفاً يلزم معه قطع النظر عن الواقع في نفس الأمر.. ففي الآية تخفيف اقتضته رحمة الله وحكمته. وقد مضى الكلام على كون الأحكام قد تكون مشروعة تشريعاً قطعياً، بناءً على الظاهر، والباطن غير صحيح. و"لولا"في العربية لها ثلاثة معانٍ. الأول: لولا الامتناعية: وهذا معناها هنا، ويحذف الخبر بعدها وجواجها محذوف، والتقدير: لما قبل منكم هذه الأيمان، أو لما خفف عنكم. الثاني: لولا التحضيضية: وهي أن يطلب بها الفعل بحث وشدة، وذلك فيما يكون ممكن الوقوع والتدارك.. كما في قوله تعالى: ((لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيب)) [المنافقون:10]. أي أطلب منك بحث وشدة أن تؤخرني. الثالث: أن يكون الفعل المطلوب بها فات وقته، ولا يمكن تداركه وينصرف معناها إلى التنديم والتوبيخ.. كما في قوله تعالى: ((فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْض..)) [هود:116]. وقوله تعالى: ((وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ..)) [النور:16]. والتوَّاب: كثير التوبة.. والحكيم: ذو الحكمة البالغة. و"أن" وما دخلت عليه معطوف على فضل الله.



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect