﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

وفي التاريخ عبر!
وإننا نأخذ من هذه القصة أربعاً من العبر: العبرة الأولى: استمرار عداوة أهل الكتاب للمسلمين في كل زمان ومكان، وما كان سبب وشاية "أباقا" بالمسلمين إلا تحريض زوجه النصرانية له ضدهم. العبرة الثانية: ما يتسبب فيه الوشاة الحاقدون من ظلم لأهل الخير، وبخاصة المسلمين، وهذه الوشايات تتكرر في جميع الأزمان. العبرة الثالثة: سرعة تصديق طغاة الحكم للوشاة المحيطين بهم، واتخاذهم مواقف ظالمة ضد الموشَى بهم، بدون تثبت ولا تمحيص، وهو سلوك نهى الله عنه في كتابه نهياً صريحاً، فقال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}. [الحجرات: 6]. وهذا ما نشاهده اليوم في كثير من بلدان المسلمين، فما بالك بغيرهم؟! العبرة الرابعة: أن الموشَى به المعتَدَى عليه المظلوم، يجب أن يعمل ما في وسعه لإجبار عدوه على التراجع عن ظلمه والاعتراف بحقه، فالمسلمون الذين اعتدى عليهم "قوبلاي" بسبب وشاية "أباقا" قاطعوا عدوهم الظالم تجارياً واقتصادياً، فكان لمقاطعتهم أثرُها في معرفته قدرَهم واكتشافه لِكَذِبِ الواشي بهم المحرضِ عليهم، فأعاد لهم منزلتهم وعاملهم المعاملة الكريمة التي يستحقونها. أما إذا خضع المظلوم لعدوه الظالم، وكافأه على ظلمه بتقويته سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وصناعياً وتجارياً، فإنه بسبب معاملته له في كل تلك المجالات معاملة تُفيض على عدوه من الثمار والأرباح مما يجعله يزداد قوة وسطوةً عليه وقهرًا له، فذاك ليس من شأن العقلاء وأباة الضيم، وإنما هو من شأن المعتوهين المستعبدين، فهل من مُعْتَبِر؟!



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect