﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

مظاهر مكانة المسلمين في عهد أسرة ( يوان):
حظي المسلمون في عهد هذه الأسرة بمكانة لم يسبق لهم أن تمتعوا بمثلها في ظل الأسر السابقة، حيث تولوا مناصب عالية في الدولة، وتمكنوا من المشاركة في بناء البلاد وتقدمها في شتى مجالات الحياة، ومن مظاهر مكانتهم وإسهامهم في تطوير البلاد الأمور الآتية: المظهر الأول: تولي مناصب الدواوين في الدولة. لقد تولى كثير من المسلمين مناصب الدواوين في العاصمة "بكين" التي بناها الإمبراطور "قوبلاي" ـ بعد ما دمرتها جيوش جده "جنكيزخان" ـ واتخذها عاصمة له، وتولوا تلك المناصب في غيرها من عواصم الأقاليم. المظهر الثاني: تولي عدد منهم مناصب عليا في الدولة. لقد تولى عدد من المسلمين منصب المساعد الأول والمساعد الثاني لرئيس الوزراء، كما تولى عدد منهم منصب المستشار السياسي، بل إن "قوبلاي" عين في حكومته وزيراً مسلماً يسمى "أحمد البناكتي".. [1]. بل وصل كثير منهم إلى مناصب حكام الولايات، وكان غالب حكام الولايات في بعض الفترات من المسلمين. فقد كانت الصين كلها في عهد "قوبلاي" مقسمة إلى اثنتي عشرة ولاية، وكان حكام ثمان منها من المسلمين، كما كان وكلاء حكام الولايات في غالب الأحيان منهم. كما شغلوا مناصب كتاب في كل الإدارات الحكومية. المظهر الثالث: أن كثيراً منهم شغلوا مناصب عسكرية عليا. فكانوا ضباطاً في الجيش، وعين بعضهم حاكماً عسكرياً على بعض المدن المهمة. المظهر الرابع: إسهامهم في كثير من العلوم والإدارات. فقد أسهموا إسهاماً عظيماً في كثير من العلوم، وتولوا مناصب إدارية رفيعة فيها، كعلوم الطب والفلك، فقد كانت مؤسسات الهيئة الفلكية والمستشفيات والمدفعيات تحت إشراف أخصائيين مسلمين وإدارتهم. المظهر الخامس: مشاركتهم في الأعمال المتصلة بحياة الشعب. فقد شاركوا في الأعمال المتصلة بحياة عامة الشعب، كالزراعة ونحوها من المهن المفيدة، فقد كان كثير منهم مهرة في تلك الأعمال التي كانت سبباً في الاختلاط بالدولة والشعب معاً. المظهر السادس: تعليم أهل البلد الأدب والأخلاق والنظام. وهذا المظهر هو أهم المظاهر، لما فيه من إصلاح حياة الشعب الاجتماعية، فقد كان سكان بعض الولايات [2] (كما ذكر في تاريخ "يوان" في حالة بربرية، لا يعرفون الآداب والأخلاق، ولم يكن عندهم نظام للتعليم والتهذيب، فكان رجال الولاية ونساؤها يختلطون اختلاطاً حراً إباحياً ويحرقون موتاهم، وكانت القراءة والكتابة معدومتين عندهم، فالسيد الأجل. [3]. هو الذي أدخل الإصلاحات في الحياة الاجتماعية وعاداتها وعلم الأهالي الآداب والأخلاق والسلوك، ووضع الترتيبات للزواج بواسطة الوسيط بين الطرفين، ثم وضع نظاماً يقضي باستعمال التابوت في دفن الموتى. [4].. وبعد هذا وذاك.. فقد وضع مشروعاً للري، وعلم الأهالي الحرث والزراعة.... ومن هذه الشواهد؛ وخصوصاً وجود المسلمين في المراكز العليا في حكومة الإمبراطورية المغولية في الصين، يسهل على الإنسان أن يفهم كيف وصل المسلمون إلى تلك الرتبة العالية، وكيف انتشر نفوذهم في أنحاء بلاد الصين في العصر المغولي. [5].
1 - الإسلام في الصين (ص: 64) لفهمي هويدي
2 - وهي يونَّان
3 - سيأتي التعريف به في مكانه
4 - السنة أن يدفن الميت في قبره بدون تابوت، ولعل السيد الأجل رغبهم في ذلك سداً لذريعة حرق موتاهم
5 - راجع لهذه الفقرات كلها كتاب تاريخ المسلمين في الصين في الماضي والحاضر (ص: 26 ـ 32) لبدر الدين الصيني



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect