﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

المسلمون علي عهد أسرة سونغ Sung (960 ـ 1279):
يوجد خلاف في بداية تواريخ الأسر ونهايتها بين الكتاب ـ أحياناً ـ وعلى سبيل المثال ذكر الشيخ محمد مكين تاريخ هذه الأسرة هكذا: (960 ـ 1275) بنقص أربع سنوات في النهاية، كتاب: نظرة عامة إلى تاريخ المسلمين في الصين (ص: 45)، وعند الشيخ بدر الدين حيّ، هكذا (950 ـ 1277) بنقص عشر سنوات في البداية، وسنتين في النهاية،كتاب: تاريخ المسلمين في الصين (ص: 18). والظاهر أن من أسباب هذا الاختلاف أن بعض الكتاب يؤرخ بقيام أسرة "سونغ Sung" الشمالية التي كان حكمها مبكراً، فيكون التاريخ الذي يعتمده متقدماً، وبعضهم يؤرخ بقيام أسرة سونغ في الجنوب التي كان حكمها متأخراً، فيكون التاريخ الذي يعتمده متأخراً أيضاً، كما فصل ذلك (شِي يْوان) المذكور أعلاه. [1]. هناك خمس أسر من الأسر الإمبراطورية الحاكمة تولت الحكم مدة قصيرة في الفترة: من 907 إلى 960م يغفل الكتاب عن المسلمين في الصين ذكرها، ويبدو أن السبب تعاقبها السريع على الحكم، مما جعل أثرها غير ذي بال في مسيرة المسلمين في الصين. [2]. كان وضع المسلمين في الصين في عهد هذه الأسرة شبيهاً بالوضع في عهد أسرة "تانغ Tang " من حيث احترامهم للمسلمين وإفساح المجال لتُجَّارهم، بل كان نشاط المسلمين التجاري في عهد أسرة "سونغ Sung" أوسع منه في عهد أسرة "تانغ Tang" وكذلك العلاقات السياسية وكثرة الوفود الرسمية، وزيادة عدد المسلمين، ومنحوا امتيازات كبيرة جداً حتى في شئونهم السياسية. قال الشيخ محمد مكين: (ورد في مختصر تاريخ الشرق أنه كان في أسرة "سونغ Sung ".. عينت في مواني الصين مناطق خاصة بالجاليات الإسلامية، فيها جوامع وفنادق وأسواق، والإمام يتولى الأمور الدينية المحضة، والقاضي يحكم بين المتحاكمين، ووظيفة الإمام والقاضي مخصوصة بالعرب. وعلى ما جاء في مذكرات بعض الأدباء الصينيين في ذلكم العصر، كان ملك الصين عين على المنطقة الإسلامية رئيساً مسلماً، ليقوم بإدارة شئونها السياسية والتجارية والدينية، وإذا كان المتخاصمان مسلمين، قضى بينهما بالأحكام الإسلامية، وإذا كان أحدهما مسلماً والآخر صينياً قضى بينهما بالأحكام الصينية، فكان للمسلمين في بلاد الصين امتيازات خاصة...). [3]. تنبيه: من مصلحة المسلمين في البلدان غير الإسلامية أن يكونوا متقاربين في السكن، ليتعاونوا على إقامة حياتهم على مبادئ دينهم، كإقامة صلاة الجماعة في المساجد، وتعليم العالم منهم الجاهل، وليتناصحوا فيما بينهم، ويُعاد مريضهم ويحضروا جنازة ميتهم... ولكن الذي يظهر أن تخصيص الصينيين حارات خاصة بالأجانب تقليد متبع وهدفهم منه عزل الأجانب ـ قدر الاستطاعة ـ عن الاختلاط بأهل البلد لئلا يتأثروا بعقائد الأجانب وعاداتهم، وقد استمر الصينيون على هذا التقليد مع الدبلوماسيين والطلاب وغيرهم، ولكنهم اضطروا في الفترة الأخيرة إلى نوع من الانفتاح، وسيأتي الكلام عن عزلة الصين عن العالم. ‎وقال في ذلك شِي يْوان: (شهد انتشار الإسلام في عهد"سونغ" تطوراً جياشاً عن طريق التجارة البحرية، لا سيما أن أسرة "سونغ" شجعت التجارة الخارجية، فقد نشأت علاقات تجارية بين أسرة "سونغ" الشمالية (960 ـ 1127) وبضعة عشر بلداً، وكان التجار العرب في مقدمة الوافدين إلى الصين. أما في عهد أسرة "سونغ" الجنوبية (1227 ـ 1279) فقد بلغت التجارة البحرية الصينية ذروة ازدهارها، إذ نسجت الصين علاقات تجارية مع أكثر من خمسين بلداً ومنطقة، وكان التجار العرب يحتلون مكانة هامة، وكان معظمهم من المسلمين مما أدى إلى انتشار الإسلام وتطوره في الصين. في عهدة أسرة "سونغ" لم يزدد عدد المسلمين الصينيين فحسب، بل شكلوا قوة لا يستهان بها، تركت آثارها وسجلت مآثرها في مجالات السياسة والثقافة والاقتصاد). [4]. أما الوفود العربية الإسلامية الرسمية التي بعثها حكام المسلمين، إلى ملوك الصين في عهد هذه الأسرة، فقد بلغ عددها (49) تسعة وأربعين وفداً. [5].
1 - ولا يزال في النفس شيء من اختلاف تواريخ الأحداث الصينية!
2 - راجع كتاب: الصين (ص: 13)، تأليف: تشين شي، وكتاب: موجز أحوال الصين (ص: 42)، تأليف ـ تشي ون. ثم رأيت في كتاب: بهجة المعرفة ـ المجموعة الثانية (4/ 58) النص الآتي الدال على ما ذكرت: (تلت عهد أسرة "تانغ Tang " حقبة تدعى (عهد الأسر الحاكمة الخمس). وذلك بين 907 و960. إذ أخذت الدول، كما يقول شاعر صيني: تنشأ وتزول كما تذوب الشموع في الريح). الناشر: الشركة العامة للنشر والتوزيع والإعلان
3 - راجع نظرة جامعة إلى تاريخ الإسلام في الصين (ص: 54)
4 - المسلمون الصينيون ـ أسئلة وأجوبة ـ (ص: 2). دار النشر باللغات الأجنبية ـ بكين، سنة 1991م. راجع أيضاً كتاب حاضر العالم الإسلامي ـ لجميل المصري (ص: 565)
5 - الإسلام في الصين (ص: 52). فهمي هويدي



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect