﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

كيف تقرأ؟
( 1 ) تصور أن هذا اليوم يكمل من عمرك ست سنوات، وقد أمن لك والداك ملابس المدرسة، وكتبها ومستلزماتها، من أقلام ودفاتر، وقد حببا إليك المدرسة منذ فترة، وذكرا لك ما ستجده فيها، من مدرسين وزملاء، وألعاب، وقراءة وكتابة... وفي هذا الصباح بادرت أمك ـ على غير العادة ـ بإيقاظك في وقت مبكر، وأنت تغط في نوم عميق، تحت غطائك الدافئ، فنظرت إليها متعجباً من إزعاجها لك، فصحت باكياً قائلاً: ماما دعيني أنام! فقالت لك: لا يا بابا يا حبيبي، اليوم هو أول يوم من الدراسة! اصح. قم اغتسل وتوضأ وصل، والبس ثيابك وخذ حقيبتك، لا تتأخر، زملاؤك كلهم في طريقهم إلى المدرسة، فأخذت تختفي تحط غطائك، وأخذت أمك ترفعه، وتصر على قيامك، فقمت غاضباً، محدقاً بعينيك في وجه أمك التي ألفت منها الرحمة واللين وعدم الإزعاج! ثم قربت إليك ـ على غير العادة أيضاً ـ طعام الإفطار، وقالت لك: هيا يا حبيبي أفطر! فنظرت إليها في عجب! قائلاً: لا أريد الطعام الآن! وبعد أخذٍ ورَدْ تناولت قليلاً من الطعام مكرها. وربطت لك أمك حقيبتك من وراء ظهرك، وعلى كتفك مشربة ماء (زمزمية) فخرجت كأنك جندي يحمل أدوات القتال إلى أرض المعركة. فأوصلك أحد أبويك إلى المدرسة، وأراد أن يدعك ويعود إلى المنزل، فصحت قائلاً: بابا، أو ماما! تعال أو تعالي معي لا تتركيني وحدي! فلما لم يستجب لرغبتك أبوك أو أمك، أخذت تصيح منتحباً: بابا ماما، وتكرر ذلك! وجاءك المشرف الاجتماعي، وأخذ يربت على كتفك ويقول لك: لا تخف أنت الآن في المدرسة، انظر هؤلاء هم زملاؤك، ثم طلب منك أن تدخل في الصف (طابور الصباح) وأخذ يردد لك ولزملائك النشيد الصباحي... ويطلب منك ومن زملائك أن ترددوا ذلك وراءه... ثم دخلت الصف، فرأيت المدرس يكتب بالقلم الأبيض (طبشور) في اللوح الأسود (سبورة) ألف، باء، ت، ث، ويقرأ ذلك بتؤدة، ويطلب منكم أن ترددوا ذلك وراءه، فأخذت تردد ذلك، حتى حفظته، ولكنك لا تعرف غير التلفظ، وطلب منك أن تكتب في دفترك تلك الحروف، فأخذت تحرك القلم إلى الأعلى والأسفل، ويميناً ويساراً، دون أن تقترب من كتابة ما يشبه حرفاً واحداً. ثم قال لك المدرس ـ وهو تربوي حكيم ـ: أرني دفترك، فلما نظر إليه، ابتسم ثم قال: ما شاء الله! تشجيعاً لك على المضي في الكتابة. وكتب في دفترك: إلى ولي أمر الطالب: الرجاء مساعدته على قراءة الواجب وكتابته. فلما رجعت إلى أبويك، واسترحت من عناء هذا اليوم الغريب، بدأت أمك تساعدك في حل الواجب، فقالت لك: كيف أنت حبيبي هل عرفت درس اليوم؟ قلت: نعم يا ماما! فنظرت إلى دفترك، وفتحت لك كتاب التهجي، وأرتك الحروف الأربعة فيه: أ، ب، ت، ث. وقالت ما هذا وأنت قد حفظت هذه الحروف: فقلت دون أن تنظر إلى الحروف: أ، ب، ت، ث. فأشارت لك إلى (أ) ما هذا؟ فقلت: أ، ب، ت، ث. وتابعتك أمك وأبوك يوماً فيوماً، وتابعك المدرس كذلك يوماً فيوماً، وبعد لأْيٍ وتعب من قبلك، ومن قبل أبيك وأمك ومدرسك، استطعت أن تفرق بين حرف وآخر، وهكذا الكتابة، التي لم تصل إليها، إلا بعد مسك أمك وأبيك بيدك التي تكتب بها، ومرَّناك على كتابة كل حرف على حدة، ثم طلب منك تكرار الكتابة ناسخاً ذلك من كتاب الخط أو التهجي.. ماذا ترون بعد هذا؟ هل القراءة سهلة أو صعبة؟ ألا ترون أنها تتطلب صبراً ودأباً دائمين، حتى يتمكن الإنسان من القراءة، وكذلك الكتابة؟! ( 2 ) ثم تصور أنك رجل أمي، أو امرأة أمية، لا تقرأ ولا تكتب، ترعى غنمك أو بقرك، في شعب من شعاب أهلك وقبيلتك، فجاءك من يقول لك: (اقرأ) فقلت له: أنا لا أقرأ! فقال لك: يجب أن تقرأ؟ وأحسست بأنه قوي وأنت ضعيف لا تستطيع عصيانه، فقلت له: أنا لا أقرأ، وهو يقول لك: لا بد أن تقرأ! فلما أحسست بألاَّ مناص لك من الاستجابة له، قلت له: ماذا أقرأ؟ فتلا عليك جملة أو جملتين فقرأتها كما سمعتها، وأخذ يزيدك جملةً أو جملاً، وأنت تتابعه، فلما كثرت عليك الجمل شعرت بصعوبة استحضار ما سمعت وقرأت، ماذا يمكنك أن تفعل لتستمر في القراءة؟ إما أن يعلمك الكتابة لتقيد ما يجب أن تقرأه، والكتابة تحتاج إلى جولات جديدة من التعليم والتعب، وإما أن تجتهد في حفظ ما تسمع وتقرأ، وفي هذا من الصعوبة ما فيه، إضافةً إلى أن المعلومات التي تقرأها ستكون محدودة، إذا لم تكن عندك ملكة القراءة، لتقرأ كل ما يكتب بلغتك. أليست القراء صعبة، وكذلك الكتابة، ومع ذلك لا بد منهما، مهما كانت صعوبتهما؟ صعبة على الطفل والأمي، لعدم تعلمهما القراءة، وصعبة على من تعلم القراءة، من حيث صبره على القراءة النافعة التي تحتاج إلى تأمل وتفهم.



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect