|
هل هذه الدعوى التي بنت فتح مواقفها العدائية لحماس عليها، ووقفت بجانب أمريكا واليهود العدوانيين صحيحة؟
ألم يكن اليهود والأمريكان يحاصرون الشعب الفلسطيني في جميع الأوقات من يوم بدأ الاحتلال اليهودي إلى الآن؟
ألم يحاصروا الفلسطينيين إعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا، في داخل فلسطين وخارجها في المنافي وفي هيئة الأمم المتحدة وفي مجلس ما يسمى بـ(الأمن) في كل الأوقات؟
ألم يحاصروهم بالقتل والطرد في لبنان والأردن ويطردوهم؟ ألم يرسلوا لهم فرق الموت في تونس؟
ألم يحاصروا ياسر عرفات في مكتبه في رام الله ثلاث سنوات؟ ألم يسمع العالم صراخه وهو يستغيث من الدبابات التي حاصرته في غرفة واحدة من مقره لم يستطع التحرك منها ليتناول كأسا من الشاي أو من العصير من ثلاجته؟
أي سَنَة خلا الشعب الفلسطيني من حصار اليهود والأمريكان؟
إنها ذريعة كاذبة الهدف منها الوفاء لليهود بما تعهدت به السلطة الفلسطينية في الاجتماع السري في أوسلو بقيادة ياسر عرفات، في الوقت الذي كان حيدر عبد الشافي يرأس لجنة وهمية في أمريكا للمفاوضات بين الفلسطينيين واليهود بعد مؤتمر مدريد!
إن منظمة فتح – كما اليهود والأمريكان – أزعجها فوز حماس في الانتخابات التي لم يكونوا يتوقعون فوزها فيها، والدليل على انزعاج أركان فتح من ذلك الفوز غير المتوقع، ما أظهروه بعد الانتخابات من هلع وإقرار ببعدهم عن الشعب الفلسطيني وعن خدماته وما نشا في كبار موظفي السلطة من فساد مالي وإداري، ووعدوا بإصلاح ذلك كله من أجل استعادة ما خسروه من سلطة طويلة.
إن زعم قادة فتح بأن معارضتهم لحماس وحربهم لها هي من أجل فك الحصار عن الشعب الفلسطيني زعم باطل، بل الهدف منه فك الحصار عن سلطتهم التي سلبهم منها الشعب ووضعها في أيدي حماس على ضوء منهاجها الانتخابي وصدقها في التعامل مع الشعب والاهتمام بخدماته وبعدها عن الفساد الذي وقع فيه كثير من قادة فتح.
إن قادة فتح لا يريدون من معارضة حماس إلا تنفيذ ما وعدوا به الأمريكان واليهود من مبادئ اتفاق أوسلو الذي لم ينفذ منه اليهود أي بند واحد من بنوده، كانوا يخفونه في أنفسهم، وهو اصطياد المنظمة من منفاها وإدخالها إلى فلسطين لتكون في قبضتهم وتحت هيمنتهم، يضغطون عليها متى شاءوا لتنفذ لهم ما شاءوا.
ومن أهم ما يريده اليهود هو أن يوجه بعض الفلسطينيين رصاصهم إلى صدور بعض، ليشغلوا بعضهم ببعض ويسفك بعضهم دماء بعض، بدلا من انتفاضات المجاهدين التي بدأت بالحجر والنعل ووصلت إلى صواريخ القسام.
وهذا ما تم اليوم وهو جزء من أهدافهم في اتفاقية أوسلو السرية مع ياسر عرفات في الوقت الذي كان د. حيدر عبد الشافي يرأس لجنة التفاوض الفلسطينية المنبثقة عن مؤتمر مدريد، وهو لا يدري أن لجنته إنما أظهروها لتضليل الشعب الفلسطيني والعالم عما خططه اليهود والأمريكان، وشلة لا تتجاوز عدد الأصابع، وهذه الشلة هي التي يقف في صفها اليهود لتشجيعها على الاقتتال مع حماس.
http://www.palestine-info.info/arabic/hoqoq/munathama.htm
وهذه الشلة هي التي حاصرها العدو اليهودي في رام الله وحاصر شعبها في كل مدينة وقرية، وهي التي بنى الجدار في عهدها، وهي التي تزعم بأن حركة حماس عطلت القرارات الدولية، وهي تعلم أن القرارات الدولية يرميها اليهود في سلة المهملات من عام 48 إلى الآن بدعم كامل من قادة الصليبية الجديدة في واشنطن.
إن اليهود والأمريكان يؤيدون قادة فتح – لا مناضليها – تأييدا سافرا سياسيا ودبلوماسيا بل وأمنيا ضد حماس.
فهذه وزيرة الخارجية الأمريكية تطلب من الكونجرس الأمريكي دعم السلطة التي يرأسها أبو مازن بما يحقق لها استئصال حركة حماس المنتخبة:
رايس تطالب الكونغرس بتخصيص ملايين الدولارات لدعم الأجهزة الأمنية لأبو مازن
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=10246&article=397301
وتناقلت وسائل الإعلام في أيام الانتخابات أن اليهود قدموا أموالا لدعم فتح ضد حماس:
أنباء عن تقديم واشنطن أموالا لفتح لمواجهة حماس بالانتخابات
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/299F5A3E-33DA-4C2C-B4A6-C58813B22E01.htm
أنباء عن تقديم واشنطن أموالا لفتح لمواجهة حماس بالانتخابات
صحيفتان أميركيتان قالتا إن فتح تلقت مبالغ أميركية لتعزيز أدائها أمام حماس (الفرنسية)
نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين فلسطينيين وأميركيين لم تكشف عن هوياتهم أن واشنطن دفعت عبر وكالة التنمية الدولية الأميركية مبلغا قدر بمليوني دولار لحركة فتح من أجل لتعزيز فرصها أمام حماس.
كما نقلت واشنطن بوست عن رئيس بعثة الوكالة في الضفة الغربية وقطاع غزة –التي بدأت عملها في أغسطس/آب الماضي- قوله "إننا لا نحابي حزبا بعينه, لكننا لا نؤيد الأحزاب المدرجة في قائمة الإرهاب".
ولم تعلق الخارجية الأميركية على ما نشرته الصحفيتان, لكن ناطقة باسم قنصلية واشنطن في القدس أقرت بأن برنامج الوكالة التنمية يستهدف "العمل مع مؤسسات السلطة الفلسطينية لتعزيز المؤسسات الديمقراطية ودعم الممثلين الديمقراطيين وليس مرشح فتح".
أولمرت يعد لخطة طوارئ تحسبا لمشاركة حماس في حكومة فلسطينية (الفرنسية)
حصار اليهود لشعب فلسطين ليس سببه حركة حماس، بل هو مخطط يهودي (استراتيجي) الهدف منه طرد الفلسطينيين وتهجيرهم كما هجروا إخوانهم بعد الاحتلال وشتتوهم في العالم، هدفهم أن ينفوهم بهذا الحصار من كل شبر في بلادهم إلى المنافي، ومنها الأردن التي يرى نيتنياهو أنها امتداد لدولتهم اليهودية، كما كرر ذلك في كتابه: (بلدة تحت الشمس):
http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=rahalat&sub1=a5_pal&p=11
لماذا لا تستجيب حركة فتح لإدخال الفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية التي تصر على أنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وقد أكل الدهر عليها وشرب وأصبحت لا تمثل إلا نفسها؟
حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية تلح على انعقاد مجلس هذه المنظمة للمشاركة فيها وتقويتها، فلم لا تستجيب فتح لهذا الإلحاح؟ أهي خائفة من أن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج سيفضل غيرها؟
حماس تعرض انضماما مشروطا لمنظمة التحرير
http://www.islam-online.net/Arabic/news/2004-12/05/article07.shtml
حماس تعرض انضماما مشروطا لمنظمة التحرير
غزة- محمد ياسين- إسلام أون لاين.نت/ 5-12-2004
الزهار خلال المؤتمر الصحفي بغزة
أعلن الدكتور محمود الزهار القيادي السياسي البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس عن إمكانية انضمام حركته لمنظمة التحرير الفلسطينية، في حال قيام المنظمة بتعديل ميثاقها، وفقا "للثوابت التي تحملها ورقة ميثاق" سلمتها حماس لرئيس المنظمة محمود عباس أبو مازن الأسبوع الماضي، تهدف إلى إعادة ترتيب المنظمة بما يتناسب مع الواقع الجديد. وأشار الزهار إلى أن العناوين الرئيسية لورقة الميثاق التي قدمتها حماس "هي الثوابت الوطنية بكل تبعاتها".
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الأحد 5-12-2004 في غزة قال الزهار: "بعد آخر جلسة في الحوار الوطني مع الأخ أبو مازن الخميس الماضي (2-12-2004) سلمناه ورقة ميثاق الشرف الفلسطيني (إلى حركة فتح) لنبدأ أولا الحوار ثنائيا بشأنها في هذه المرحلة، فإذا اتفقنا على الميثاق فسننتقل إلى المرجعية الوطنية الفلسطينية الشاملة المؤقتة التي تشكل مرجعية تمثل الداخل والخارج وفيها بنود محددة، وبعد ذلك سننتقل إلى بقية الفصائل الأخرى".
وأضاف: "دخول حماس في منظمة التحرير بند موجود في الميثاق الوطني الفلسطيني الذي قدمناه إلى فتح (الخميس)، ونحن سنعمل على صياغة هذه المنظمة بحيث ترضي كل الناس بميثاق محدد يخدم القضية الوطنية، وسيكون ذلك برنامجنا في فترة معينة".
وهنا سئوال: إذا كان حصار اليهود للشعب الفلسطيني لم ينقطع قبل أوسلو وبعدها، في عهد السلطة قديما وحديثا، قبل أن تتكون حكومة حماس وبعدها، والقرارات الدولية كلها لم يقبل منها اليهود والأمريكان أي قرار صغر أم كبر في عهد حكومة حماس وقبلها، فماذا يريد قادة فتح التي يقف اليهود والأمريكان مع قادتها ماليا وإعلاميا وأمنيا، وما سبب وقوف العدو معهم في ذلك.
هل سيعترف اليهود بدولتهم ويفكون الحصار عن شعبهم بعد أن يطردوا حركة حماس من الحكومة، ويتولاها قادتهم، أو أن اليهود لا يريدون إلا أن تقر عينهم بالهدف الذي رسموه لاتفاقية أوسلو، وهو الاحتراب بين الفلسطينيين، بدلا من الحركة الجهادية التي لا يزعج اليهود غيرها؟
ثم هل قيام قادة حركة فتح بالضغط الشديد على حماس، كما يضغط عليها العدوان اللدودان: اليهود والأمريكان، قد أعدوا له عدته خلال المدة الماضية، لإزاحة حكومة حركة بقوة السلاح والأجهزة الأمنية التي أتاح اليهود لهم التدرب الكافي للقضاء على قوة حركة حماس؟
إن بعض الشباب الأمنيين في حركة فتح عندهم طموح كبير للوصول إلى أعلى المناصب في الشعب الفلسطيني، وقد عارضوا بسبب طموحهم ذلك الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات" الذي لم يكن يعارضه قادة كبار في السن وفي المناصب الوظيفية.
وليس لهم كفاءة للوصول إلى تلك المناصب إلا المغامرات والاغتيالات، فهل تعقل حركة فتح ما سيحصل من مغامرات هؤلاء من الفتن والمصائب التي سيجرونها على الشعب الفلسطيني؟
حماس يا قادة فتح قد شبت عن الطوق، وستدافع عن نفسها، والدفاع عن النفس فرض وليس مباحا فقط، فأغلقوا أبواب الفتن والمصائب عن هذا الشعب المحتل المظلوم.
وحكموا عقولكم أيها الفلسطينيون جميعا واتفقوا على ما يؤهلكم لإقامة دولتكم إقامة حقيقية، وليست مجرد بلديات متفرقة كما يريد اليهود.
إن إعلان الانتخابات المبكرة قد يكون في صالح حماس، ولكن يبدو أن الحرية التي حصلت في الانتخابات السابقة، كان اليهود
والأمريكان يظنون أن حركة حماس ستفوز فيها فوزا جزئيا يمكنها بمشاركة ضعيفة في الحكومة، ويكون طعما تستسلم به كما استسلمت السلطة قبلها لضغوط العدو وتتخلى عن برنامجها لأجل مقعد أو مقعدين في الوزارة، ولكن هذه الحركة استعصت عليهم وتمسكت بمبادئها مع فوزها الكاسح، فأرادوا أن يجروا انتخابات يدخلون فيها البيع والشراء والتزوير والضغط، ليخلو الجو لقادة حركة فتح، إن الأمر غير خاف على عامة الناس فضلا عن مثقفيهم وسياسييهم.
وإنا ننادي جميع الفلسطينيين أ لا يطلقوا رصاصهم إلى صدورهم بدلا من إطلاقه على صدور عدوهم، وعلى عقلائهم أن يجمعوا أمرهم لدرء هذه الفتنة المدبرة!
http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=rahalat&sub1=a5_pal&p=42
|
|