﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

عِلْمُ مَلِك الصِّين قوةَ المسلمين وبأسَهم سنة 22 هـ:
ذلك فيما يتعلق بوصول وفود المسلمين إلى الصين، أما معرفة ملك الصين بقوة المسلمين وبأسهم وفتوحاتهم التي أرهبته فقد كانت قبل ذلك. ‎فعندما تتابعت هزائم "يزدجرد" أمام جحافل الجهاد في آخر حياة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كتب يزدجرد إلى ملك الترك و"ملك الصين" يطلب منهما العون والمدد، ولكنهما لم يحتفلا بأمره عندما جاءهما رسوله، إلا أنهما ـ ملك الترك وملك الصين ـ أنجداه بعد دخوله أرضهما، لأن شرع الملوك يقتضي ذلك، ومع ذلك فقد هزمه رجال الله المجاهدون شر هزيمة، وتخلى عنه ناصروه. [1]. وبعد هزيمته بعث إلى ملك الصين يستنجده، فاعتذر إليه وعلل ذلك بخشيته على إزالة المجاهدين ملكه، إذا استجاب لنجدته! قال ابن كثير رحمه الله: (ورجع كسرى "يزدجرد" خاسراً الصفقة، لم يُشْفَ له غليل، ولا حصل على خير، ولا انتصر كما كان في زعمه، بل تخلى عنه من كان يرجو النصر منه وتنحى عنه وتبرأ منه أحوج ما كان إليه، وبقي مذبذباً، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء: {وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} [النساء: 88]. وتحير في أمره ماذا يصنع؟ وإلى أين يذهب، وقد أشار عليه بعض أولى النهى من قومه حين قال: قد عزمت أن أذهب إلى بلاد الصين، أو أكون مع خاقان في بلاده، فقالوا: إنا نرى أن نصانع هؤلاء القوم. [2]. فإن لهم ذمة وديناً يرجعون إليه، فتكون في بعض هذه البلاد وهم مجاورينا [3]. فهم خير لنا من غيرهم، فأبى عليهم كسرى ذلك. ثم بعث إلى "ملك الصين" يستغيث به ويستنجده، فجعل ملك الصين يسأل الرسول عن صفة هؤلاء القوم الذين فتحوا البلاد وقهروا رقاب العباد، فجعل يخبره عن صفتهم، وكيف يركبون الخيل والإبل؟ وماذا يصنعون؟ وكيف يصلون؟. [4]. فكتب معه إلى "يزدجرد": إنه لم يمنعني أن أبعث إليك بجيش أوله بمرو وآخره بالصين الجهالة بما يَحِقُّ عليَّ، ولكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولُك صفتَهم، لو يحاولون الجبال لهدوها، ولو جئت لنصرك أزالوني ما داموا على ما وصَف لي رسولك، فسالمهم وارض منهم بالمسالمة!...). [5]. وفر "فيروز بن يزدجرد" إلى إمبراطور الصين، فعينه رئيساً لحرسه في قصر "سي آن" عاصمة الصين القديمة، فبقي هناك إلى أن وافاه الأجل يائساً حزيناً. [6].
1 - مختصر من البداية والنهاية (7/13 ـ 132)، لابن كثير
2 - يعنون المسلمين، لما لمسوا من معاملتهم، مع أنهم في حالة حرب معهم
3 - هكذا، والصواب: (مجاورونا) لأنه خبر المبتدأ
4 - صفات فروسية، وصفات عبادية، وفي اجتماعهما يكمن نصر الله
5 - البداية والنهاية (7/132). وقد بقي يزدجرد في بعض البلاد مقهوراً حتى قتل بعد سنتين من خلافة عثمان رضي الله عنه قرب مرو على يد رجل ينقش الأرْحِيَة (جمع رَحى) وهي الطواحين. نفس المصدر (7/ 164)
6 - العلاقات بين العرب والصين، (ص: 24) لبدر الدين الصيني



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect