موقع الروضة الإسلامي

سبابة العزة واستجداء الذلة

قارنوا بين الصنفين، الدكتور الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، دخل إلى قاعة المحكمة اليهودية الظالمة، يوم الخميس23/7/1427هـ ـ 17/8/2006م يحيط به جنود طغاة أعداء الله وأعداء رسله، رافعا سبابته التي لم يألف رفعها إلا بالتوحيد في تشهده للصلاة وفي كل وقت يذكر فيه ربه. رافعا صوته في وجه قضاة الظلم والعدوان: إن محكمتكم غير شرعية ولست أعترف بها، لم يطأطئ رأسه، مع ما يعانيه من تدهور صحته، ومع ما أجبروه عليه من الدواء الذي يفقد من تناوله التركيز. قارنوا بين هذه السبابة والجباه الساجدة لليهود منذ مؤتمر مدريد، واتفاقية أوسلو التي أزكمت رائحتهما الأنوف، وانفجر قيحهما النتن، كيف حاول زعماء أوسلو بكل ما أوتوا من نشاط، أن يقبل زعماء اليهود اجتماعهم بهم، ليكرروا لهم التنازلات التي ألف اليهود حيازتها منهم، ولم يتنازل اليهود لطلبهم، مع ما قاموا به من طلب الشفاعة لديهم ممن سبقوهم من العرب بالخنوع والذل، أو من الإدارة الأمريكية في بيت الحرب الصليبية المسمى بـ(البيت الأبيض) الذي فاق زعيمه بظلمه وعدوانه كل زعماء الطاغوت في الماضي والحاضر، بمافيهم هتلر الذي لا يزال اليهود يكررون شكواهم من ظلمه لهم. نعم حاول زعماء أوسلو ولا زالوا يحاولون، التشفع بزعيم هذا البيت عند اليهود ليحظوا بجلسة مع زعيمهم، ولكن اليهود لم يتنازلوا لا لطلب زعماء أوسلو المباشر، ولا لشفاعة بعض زعماء العرب المطبعين، ولا لشفاعة زعيم الحرب الصليبية. الدويك أعزل معتقل، مريض في حبس انفرادي، أجبر على تناول دواء مؤذٍ، ولكنه رفع سبابته وأتبع ذلك بعدم الاعتراف بالمحكمة اليهودية ودولتها، وصرح بأنه هو منتخب في وظيفته، وأنه في موقعه الطبيعي، بخلاف دولة اليهود ومحاكمها، فإنها أجنبية محتلة. قارنوا بين من اعتز بالله، ومن طلب العزة من غير الله: { الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً (139)} [النساء] {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً... (10) }[فاطر]