﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

التعريف الأول : لجمهور أهل السنة :
الإيمان هو " تصديق بالجنان ، وقول باللسان ، وعمل بالأركان " . وعلى هذا التعريف جماهير المسلمين من الصحابة والتابعين ، وأئمة فقهاء الأمصار – ما عدا الإمام أبا حنيفة رحمه الله – الذي سيأتي ذكر رأيه وبيان أن الخلاف بينه وبين الجمهور لفظي في حقيقة الأمر . وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن قد حكى غير واحد الإجماع على هذا التعريف ، وذكر ما نقله أبو عبيد القاسم بن سلام عن مشاهير العلماء الذين صرحوا بأن الإيمان قول وعمل ونية ، من أهل مكة ، والمدينة ، واليمن ، والكوفة ، والبصرة ، وأهل واسط ، وأهل المشرق . وهذا هو التعريف الحق الذي لا يجوز العدول عنه ، لما مضى من الأدلة . التعريف الثاني للإمام أبي حنيفة الإيمان عند أبي حنيفة رحمه الله هو " تصديق بالقلب ، وإقرار باللسان " ونقل عنه شارح الطحاوية قولا آخر ، وهو أن " الإيمان تصديق بالقلب " ولكن ابن تيمية أنكر ثبوت هذا الأخير عنه . ويشارك أبا حنيفة في التعريف الثابت عنه بعض المرجئة . وظاهر هذا التعريف عدم دخول الأعمال الصالحة في مسمى الإيمان . ومما يجب التنبيه عليه أن الخلاف بين أبي حنيفة وجمهور أهل السنة هو خلاف لفظي من حيث النتيجة ، وإن ظهر من تعريفه رحمه الله مخالفة النصوص السابق ذكرها ، وتعريف الجمهور هو المطابق لها لفظا ومعنى . ما وجه الخلاف بين التعريفين ؟ وجه الخلاف أن الجمهور اعتبروا الأعمال الصالحة داخلة في مسمى الإيمان وجزءا منه . أما أبو حنيفة فلم ير الأعمال جزءا من الإيمان . وجه كون الخلاف بين الجمهور وأبي حنيفة لفظيا أما وجه كون الخلاف بين أبي حنيفة والجمهور لفظيا فلموافقة أبي حنيفة الجمهور في أمرين : الأمر الأول : أن أصحاب الذنوب عند أبي حنيفة داخلون تحت الذم والوعيد ، وأنه لا يستحق المدح المطلق والوعد بالجنة ابتداء إلا من جمع بين الإيمان والعمل الصالح ، وابتعد عن ارتكاب الكبائر . الأمر الثاني : أن أهل الكبائر قد يدخلون النار ، لكن لا يخلد فيها إلا الكفار الذين ليس عندهم مثقال حبة من إيمان . أدلة من نصر تعريف أبي حنيفة أدلة الجمهور على التعريف الأول قد سبقت ، فما أدلة التعريف الثاني الذي يراه أبو حنيفة ؟ استدل القائلون بهذا التعريف بأدلة : الدليل الأول : أن الإيمان في لغة العرب هو التصديق ، والقرآن الكريم إنما نزل بلغتهم ، والأصل أن يخاطبهم الشرع بما عرف عندهم ، ويؤيد كون الإيمان في لغتهم هو التصديق قول الله تعالى : ( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ( أي وما أنت بمصدق لنا . وإذا كان الأمر كذلك وجب حمل الإيمان في القرآن والسنة على هذا المعنى ، وبناء عليه لا يكون العمل داخلا في لفظ الإيمان ، وإذا ورد ما يدل بظاهره أن العمل جزء من الإيمان وجب تأويله بأنه ثمرة له ، فيكون إطلاق الإيمان على العمل إطلاقا مجازيا .



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect