﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

المسألة العاشرة:
التسوية بين الأولاد، ومن الحقوق التي يجب على الآباء الانتباه لها والعمل بها في العطية والنفقة والكسوة وغير ذلك؛ لأن ذلك من العدل الذي أمر الله به. وهو من أسباب الألفة بين الأولاد وعدم عقوق الأب، ولا يجوز له أن يفضل بعضهم على بعض؛ لأن ذلك من الظلم الذي نهى الله عنه وقال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: ((الظلم ظلمات يوم القيامة)).. ولأن تفضيل بعضهم على بعض سبب في بث الحقد بينهم، وفي عقوق بعضهم للأب، فلا يجوز له أن يعين الشيطان على دخوله بين الأولاد للإفساد بينهم. ومعلوم ما قام به إخوة يوسف من الكيد والحسد له، لما أحسوه في أنفسهم من أن أباه يحبه أكثر منهم، كما حكى الله تعالى عنهم ذلك: { لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ}. [يوسف: 7-9] قال البغوي رحمه الله خلال تفسيره لهذه الآيات: ?أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا?كان يوسف وأخوه بنيامين من أم واحدة، وكان يعقوب عليه السلام شديد الحب ليوسف عليه السلام، وكان إخوته يرون منه الميل إليه ما لا يرونه مع أنفسهم، فقالوا هذه". وقال البيضاوي رحمه الله: "روي أنه كان أحب إليه لما يرى فيه من المخايل وكان إخوته يحسدونه، فلما رأى الرؤيا ضاعف له المحبة بحيث لم يصبر عنه فتبالغ حسدهم حتى حملهم على التعرض له". والدليل على وجوب التسوية بين الأولاد، ما ثبت في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه، أن أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني نحلت ابني هذا غلاماً كان لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكل ولدك نحلته مثل هذا؟)) فقال: لا، فقال: ((فأرجعه)). وفي رواية لمسلم من حديث جابر قال: ((فليس يصلح هذا فإني لا أشهد إلا على حق)). وفي رواية لمسلم أيضاً من حديث النعمان: ((اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)). وفي رواية لأبي داود: ((لا تشهدني على جور إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم)). [1]. هذه الروايات واضحة في وجوب التسوية بين الأولاد، وللعلماء في ذلك خلاف، جمهورهم على الاستحباب.. ولكن الحق أحق أن يتبع وإن خالف الجمهور، فقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم التسوية بين الأولاد تقوى وحقاً، وعدلاً.. وما سوى الحق إلا الباطل، وما سوى العدل إلا الظلم، هذا الذي ترجح لي من النصوص ومن أراد زيادة بيان فليراجع نيل الأوطار (6/ 7- 11) والله تعالى أعلم.
1 - البخاري (3/134) ومسلم (3/1241) وما بعدها..



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect