﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

المقدمة.
إنه مما لا شك فيه أن العلم أفضل ما يطلب، وأشرف ما يتصف به، وأغلى ما تبذل في تحصيله الجهود، فهو الأساس لمعرفة القيم، وهو الأساس للمحافظة عليها، وهو الوسيلة لصلاح جميع الأعمال دينية أو دنيوية، ولا نعني بالعلم ـ هنا ـ العلم الذي يستوي فيه الإنسان المؤمن والإنسان غير المؤمن، الذي قال الله عز وجل (فيه): {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}. [سورة الروم الآية: 7]. وإنما نعني العلم النافع في الدارين: العلم الديني والدنيوي، العلم بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وبما أنزل على رسوله، والعلم الذي يتوصل به إلى تمييز النافع من الضار، وبذلك التمييز تحصل النتيجة الكبرى التي هي الأساس للنجاح في جميع الأعمال، والتي هي خشية الله عز وجل، قال تبارك وتعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } [سورة فاطر، الآية: 28]. العلم الذي يعقل به الإنسان الأمثال التي ضربها الله للناس، قال تبارك وتعالى: ـ بعد المثل الذي ضربه باتخاذ العنكبوت بيتاً، تشبيهاً للذين اتخذوا من دونه الأولياء بالعنكبوت: { وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ }. [سورة العنكبوت، الآية: 43]. والمعنى هو التفقه في الدين، هو العلم بأحكام الله عز وجل، الذي هو من العلامات الدالة على إرادة الله عز وجل الخير بمن فقهه فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)). رواه مالك في الموطأ بسنده عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه. الحديث رواه أهل الكتب التسعة كلهم، بعضهم عن معاوية، وبعضهم عن أبي هريرة، وبعضهم عن ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين. العلم الذي احتل الصدارة في المدارس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى عهد خلفائه الراشدين رضي الله عنهم، حيث كان العلم الوحيد الذي يدرس في المساجد، والعلم الوحيد الذي يدرس في المدارس، فالتعليم هو الأساس للدعوة، وبه بدأت. [1]. لقد بدأت الدعوة الإسلامية والتعليم الإسلامي، بأفضل داعية وأفضل معلم، وأحسن أسلوب وأنجح وسيلة، بدأت بسيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، كان الداعية الأول والموجه الأول والمعلم الأول، هو سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، المرسل من رب العالمين للناس بشيراً ونذيراً، لإنقاذنا مما يضرنا في الدنيا والآخرة. وكوسيلة لتعميم تبليغ الرسالة وتأكيداً لذلك، جاء الأمر من الله عز وجل في صيغة الترغيب بقيام طوائف من الفرق للتفقه في الدين، ولإنذار قومهم إذا رجعوا إليهم، قال تبارك وتعالى: { فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }. [سورة التوبة، الآية: 122]. انطلاقاً من هذا المبدأ العظيم في الإسلام، وتلبية لدعوة كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة نشر العلم بذلنا أقصى ما في وسعنا من الجهود لإقامة هذا المعهد العلمي، ولوضع المناهج التعليمية، والله الموفق.
1 - لكن يجب أن يعلم أن الكتاب والسنة قد وردت فيهما نصوص كثيرة تدل على العناية بكل علم ينفع المسلمين وغيرهم، وأن العلوم التي تنفع الناس في دنياهم هي فرض كفاية على المسلمين، يأثمون بعدم وجود العلماء الكافين فيها، وأن من أتقن علوم الدنيا لله لعمارة الأرض مع ابتغائه بها رضا الله يكون مأجوراً عند الله. فلا يجوز أن يفهم الناس أن الإسلام يهتم بالجانب العبادي المتعارف عليه عند كثير من المسلمين، كالصلاة... ويهمل العلوم الأخرى النافعة للمسلمين وغيرهم!



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect