﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

إنا لله وإنا إليه راجعون!
وهنا لا بد من الإشارة إلى عِظَم خسارة الأمة الإسلامية كلها بوفاة شيخي العلامة الكبير الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، صباح يوم الخميس السابع والعشرين من شهر محرم لعام: 1420هـ عن عمره البالغ التاسعة والثمانين والحافل بالخير، رحمه الله رحمة واسعة، وقد صلت عليه جموع المسلمين في البيت الحرام بعد صلاة الجمعة من اليوم الثامن والعشرين من نفس الشهر، ودفن في مقبرة العدل بمكة المكرمة. وذهبت مع بعض الإخوة لحضور دفنه، ولكن الجموع الحاشدة التي تبعت جنازته، ضاقت بها شوارع مكة مما اضطر رجال الشرطة إلى قفل أبواب المقبرة، فصعدنا إلى تلة تشرف على المقبرة، لنرى العلم والدعوة والأخلاق والكرم والرحمة والإحسان، والقدوة الحسنة، تنقل من ذلك النعش الذي تشرف بحملها جميعا، إلى ذلك الشق الصغير الذي استأثر بها، لتعبر منه إلى رضا الله وثوابه في جنات الخلد بإذن الله تعالى. فرحمة الله عليك يا شيخنا الكبير عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ونسأل الله تعالى أن يجبر الأمة الإسلامية خيرا، إنه على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وقد تكلم عن الشيخ ومآثره كثير من العلماء والمفكرين، كما تحدث عنه أولاده وغيرهم في الصحف والإذاعة والتلفاز. وقد كان لي شرف التتلمذ عليه في المسجد النبوي الشريف، وشرف تلقي توجيهاته لي وأنا طالب بالجامعة الإسلامية، فمدرس، فقائم بشئون الطلاب في الجامعة. واستمرت صلتي الوثيقة به أربعة عشر عاما في الجامعة، غمرني فيها الشيخ بعطفه وحنانه، ومد لي يد العون المادي والمعنوي، وواساني في أوقات شدة مرت بي. ولم أنقطع عن الاتصال به بعد انتقاله إلى الرياض، وكان آخر اتصال لي به في مكتبه في 14/6/1420هـ وقد ألح علي رحمه الله أن أزوره في المنزل، ولم استطع تلبية رغبته، لأني كنت مرتبطا بمواعيد، ومع ذلك ندمت ندما شديدا على عدم تحقيق رغبته، لأن إلحاحه كان بصيغة عاطفية شديدة، كلما تذكرتها زاد ندمي. كما شاهدت جوده وكرمه وعطفه على كثير من البشر: طلابا وأساتذة وموظفين، في داخل الجامعة وخارجها، بل داخل المملكة وخارجها. واطلعت على كثير من الأمور التي قام فيها بواجب النصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم. ورأيت تفقده لمناهج التعليم وبرامج الإعلام وغيرها، مما كان يبادر بالتأييد لما يراه حقا فيهما، والتنبيه لما يراه باطلا كذلك… ولست هنا في مقام تعداد آثار الشيخ ومآثره، فتلك وهذه تحتاج إلى تنقيب واستقصاء في الملفات الرسمية في الجامعة الإسلامية، وإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ومن أبنائه وأسرته كلهم، وفي الملفات الخاصة في مكتبه الخاص، ومن كتَّابه وموظفيه من أعلاهم رتبة إلى أدناهم، ومن الرجال الذين كان الشيخ يأتمنهم في مدن المملكة لمساعدة المحتاجين، ومن القضاة والعلماء والطلاب الذين كانت لهم به صلة، ومن ملفات هيئة كبار العلماء التي كان يرأسها، ومن المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بتاريخه الطويل، ومن بعض المكاتب الرسمية في كثير من المؤسسات و الوزارات بالمملكة، من زعماء المؤسسات الإسلامية في العالم، ومن أئمة المساجد في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية، ومن الدعاة الذين قدم لهم العون عندما كان مسئولا عن الدعوة رسميا. إن ترجمة الشيخ ابن باز قد يتصورها بعض الناس سهلة، وهي في الحقيقة ليست كذلك. وعسى أن يُكَوَّن فريق ينقب عن آثاره في داخل المملكة، وفريق آخر ينقب عن تلك الآثار في خارجها، ليُوَفىَّ بعضَ حقه على الأمة الإسلامية كلها، وبخاصة بلاد الحرمين الشريفين. وإن خسارتنا وخسارة الأمة الإسلامية لفقده لعظيمة، ولكن عزاءنا في تلك الخسارة ثلاثة أمور: الأمر الأول: أن الموت حق ولا راد لما قضاه الله. الأمر الثاني: ما يغلب على ظننا أن الشيخ فارق الحياة، والله راض عنه وهو راض عن ربه فقد استمر في فعل الخير مدة حياته، ومن ذلك فتاواه التي كان آخرها قبل وفاته بساعات، وأنه كان شديد الطمع في لقائه تعالى، ونرجو أن تكون ملائكة الرحمة قد زفته إلى ذلك اللقاء في حرم الله إلى مثواه. الأمر الثالث: ظننا في الله خيرا، بأنه-بتمام قدرته ورحمته-سيبدل الأمة الإسلامية به خيرا. هذا وقد نظمت غالب أبيات القصيدة الآتية التي رثيت بها الشيخ في الفندق بمكة المكرمة، ليلة الجمعة الثامن والعشرين من شهر المحرم الذي اجتمع فيه كثير من أبناء المسلمين للصلاة عليه في المسجد الحرام، وكانت القصيدة تحت عنوان: (والباز فوق سرير الحور مغتبط) وإن قلمي ليحجم من أن يخط رثائ هذا العالم الكبير الذي سبق أن قلت: إن ترجمته لتنوء بالعصبة أولي القوة من الرجال. ولكن حق شيخي علي عظيم، وهذا هو جهد المقل، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect