﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

أثر حلمه صلى الله عليه وسلم في الناس..
ولقد كان لحلمه صلى الله عليه وسلم تأثيره الشديد في رجوع الشارد عن الله إلى الله، وإلى طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولذلك أمثلة كثيرة يذكر منها ما يأتي: المثال الأول: ما رواه معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أماه ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكتُّ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي ما رأيت مُعَلِّماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما نهرني، ولا ضربني، ولا وبخني، قال: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)) . [1]. تأمل كيف يحدث الحلم بين ولي الأمر ورعيته الحب والود وهما من أهم الأسس التي تنبني عليها طاعة الرعية لولي أمرها. المثال الثاني: ما رواه أنس رضي الله عنه، قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه.. مه.. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزرموه دعوه)).. فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: ((إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن)). قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه". [2]. وهذا الأعرابي هو الذي قال: "اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً". [3]. وذلك قبل أن يبول في المسجد لشدة محبته للرسول صلى الله عليه وسلم لحسن معاملته وحلمه.. فما بالك به بعد أن بال في المسجد وزجره الصحابة رضي الله عنهم، ونهاهم الرسول صلى الله عليه وسلم وتركه حتى بال وعلمه ذلك التعليم اللطيف؟!. المثال الثالث: ما رواه أبو أمامة رضي الله عنه قال: "إن فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه.. مه.. فقال صلى الله عليه وسلم: ((ادنُ)) فدنا منه قريباً.. قال: ((اجلس)) فجلس. قال: ((أتحبه لأمك؟)) قال: لا والله جعلني الله فداءك.. قال: ((ولا الناس يحبونه لأمهاتهم)) قال: ((أفتحبه لابنتك؟)) قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك.. قال: ((ولا الناس يحبونه لبناتهم)) قال: ((أفتحبه لأختك؟)) قال: لا والله، جعلني الله فداءك.. قال: ((ولا الناس يحبونه لأخواتهم)) قال: ((أفتحبه لعمتك؟)) قال: لا والله جعلني الله فداءك.. قال: ((ولا الناس يحبونه لعماتهم)) قال: ((أفتحبه لخالتك؟)) قال: لا والله جعلني الله فداءك.. قال: ((ولا الناس يحبونه لخالاتهم)).. قال: فوضع يده عليه.. وقال: ((اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه)) فلم يكن بعد ذلك يلتفت إلى شيء". [4]. إن ولي الأمر الذي يريد من رعيته أن يطيعوه، لابد أن يكون حليماً معهم، تأمل موقف أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا الشاب: " فأقبل القوم عليه، فزجروه قالوا: مه مَه". هل كان زجرهم له جديراً أن يؤثر في سلوكه ويقنعه بخطأ نفسه؟ إنه لم يتقدم بالاستئذان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا وهو يظن إمكان الإذن في ذلك، ومجرد الإنكار عليه غير كاف في تسليمه بخطأ نفسه.. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمره بالدنو منه، مطمئناً له بأن ما حصل منه لا يحول بينه وبين القرب من الرسول صلى الله عليه وسلم والتحدث معه.. ثم حاوره ذلك الحوار الذي لم ينته منه إلا بعد أن أيقن الشاب بأنه كان مخطئاً في استئذانه، حيث استعمل معه الحجج العقلية والعاطفية في وقت واحد.. فأثر فيه ذلك التأثير الكبير: " فلم يكن بعد ذلك يلتفت إلى شيء"..
1 - مسلم (1/381-382)
2 - مسلم (1/237)
3 - أبو داود (1/264-265)
4 - أحمد (5/256-257) وراجع شيئاً من حلمه صلى الله عليه وسلم في كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (1/165) لابن القيم رحمه الله



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect