﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

مسارعة الشيخ إلى بيان الحق عند التنازع
كثير من طلاب العلم لا تطيب نفوسهم إلا بإثارة النزاع، في كثير من الأحكام والأفكار القابلة للاجتهاد واختلاف وجهات النظر فيها، ووسع كبار أئمة الإسلام الاجتهاد فيها، مع بقاء المحبة والألفة بينهم... والذي يطلع على ما اختلف فيه العلماء من فروع الإيمان، وكثير من الأحكام التكليفية الخمسة: الواجب والمندوب، والحرام والمكروه والمباح، وكيفية محاوراتهم واستدلالاتهم على مذاهبهم، واحترام بعضهم لآراء بعض، يعلم مدى سعة صدورهم وجميل أدب بعضهم مع بعض. وفي الكتب التي تعرضت لأسباب الخلاف، ما يوضح هذا الأمر، ومنها كتاب "الرسالة" للإمام الشافعي رحمه الله، وكتاب "اختلاف الحديث له" ومسائل لا تحصى في كتابه الكبير "الأم" وغالب كتب الفقه المقارن، مثل "المجموع" للإمام لنووي رحمه الله، وكتاب "البداية والنهاية" لابن رشد رحمه الله، وكتاب "المغني" لابن قدامة رحمه الله، وكثير من شروح الحديث، كفتح الباري لابن حجر، وشرح النووي على صحيح مسلم، وكذلك كتب التفسير فيما يتعلق بآيات الأحكام. وكتاب "رفع الملام عن الأئمة الأعلام"لابن تيمية رحمه الله.، وكتاب "أسباب الخلاف" لولي الله الدهلوي رحمه الله... وعامة كتب الأصول التي تتعرض لتعارض الأدلة... ولكن ضيق أفق بعض المنتسبين إلى العلم، وقلة علمهم واغترارهم يختطفونه من بطون بعض الكتب، وظنهم أن ما عندهم هو الحق المطلق، وما عند غيرهم هو الباطل المطلق، هؤلاء تجدهم مع من خالفهم كمقاتل في ميدان المعركة، أوداجهم منتفخة، وبشرة وجوههم مضطربة، وعيونهم محمرة، وألسنتهم سالقة، وأعصابهم متوترة. يوزعون على خصومهم الألقاب، وقد لا يتورعون عن النبز والسباب، والافتراء والاغتياب، إذا قيل لهم: هذا مذهب الإمام فلان، قالوا: هم رجال ونحن رجال! همهم تصنيف زعماء الدعوة والهيئات، وإصدار الأحكام الجائرة على الأحزاب والجماعات، والوشاية برجال هم قمم في الإصلاح وأضواء في الظلمات. وفي بعض طلاب الجامعة الإسلامية شاهد نشأتْ في الجامعة زمرة من هؤلاء، زكوا أنفسهم بأنهم الطائفة المنصورة، وأهل السنة والجماعة، ورموا علماء أجلة بالتعصب ومخالفة السنة، والبدعة والخرافة. أذكر منهم فضيلة أستاذي الشيخ عطية بن محمد سالم، وفضيلة أستاذي الشيخ محمد المختار الشنقيطي، والشيخ الواعظ الخطيب أبا بكر جابر الجزائري، وغيرهما من الأساتذة الفضلاء، وكثير من طلاب العلم الجادين في الطلب، والنشطين في الدعوة. فأوجدوا بذلك حزازات في النفوس، وتنافرا في القلوب، وانتشر بين الطلاب القيل والقال، وحاولت مع بعض الأساتذة في الجامعة التخفيف من هذه الفتنة في الندوات التي كانت تعقد في مساكن الطلاب، وفي الرحلات في خارج المدينة، دون جدوى. ثم اجتمعت بسماحة الشيخ عبد العزيز في مختصره، وكان عنده مدير مكتبه وابن أخيه الشيخ عبد العزيز بن ناصر، و الشيخ إبراهيم الحصين كاتبه الخاص في خارج الدوام، رحمه الله، وذكرت للشيخ هذا الأمر، وأنه لا بد من وضع حد له، فقال لي: جاءني كثير من الطلاب، يشكو بعضهم من بعض، ثم سألني الشيخ: ماذا تقترح؟ قلت: الجامعة تضم طلابا وفدوا إليها من كل أقطار العالم، من بلدان المسلمين وغيرها، وهؤلاء الطلاب نشأوا في بيئات مختلفة، طلبوا العلم على أيدي علماء من أتباع المذاهب الفقهية المعروفة والمتبع عندهم هو تقليد تلك المذاهب، ومنهم من تتلمذ على بعض مشايخ الصوفية، وهم متأثرون بهم، وليس من السهل إقناع هؤلاء وألئك بترك ما نشأوا عليه بالقوة والتهديد، وأغلب الطلاب ليسوا متبعين لمذهب معين بل يغلب عليهم الجهل بتلك المذاهب، ولا صلة لهم بالتصوف. أما المشايخ ففضيلتكم تعرفونهم، وصلتهم بكم معلومة، وأنتم أولى بهم، فيجب أن يمنع الطلاب من اتهامهم وسوء الأدب معهم... ولعل اجتماعكم بالطلاب والأساتذة وموظفي الجامعة في محاضرة عامة، تبينون فيها حقيقة الإسلام، واحترام العلماء، والبعد عن الاتهامات... لعل ذلك يخفف من انتشار الإشاعات والاتهامات.



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect