﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

ولا بد في ختام هذا المبحث من التنبيه إلى أمر عظيم وهو:
أن التواضع الحق هو التواضع النابع من الإخلاص لله سبحانه وتعالى، فيتواضع ولي الأمر لرعيته، وهو يقصد بتواضعه وجه الله ورضاه.. كما قال صلى الله عليه وسلم: ((وما تواضع أحد لله إلا رفعه)).. وهو شبيه بمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فإنه هو الذي يكون قتاله في سبيل الله. وليس هو التواضع المصطنع المزيف الذي يدعيه صاحبه قولاً ويفقده فعلاً، فيرى فيه رعيته الكبر في تصرفاته فإن ذلك ينطبق عليه قول الباري عز وجل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}. [الصف: 2-3]. ويترتب على التواضع الصادق محبة الرعية ولي أمرها وقربها منه وطاعتها له وسرورها بلقائه وشرفه ورفعته عندها، تواضع معها لله فرفعه الله عندها.. بخلاف المتكبر فإنه يجلب بكبره بغض رعيته له وبعدهم عنه واحتقارهم إياه، عكس ما قصد جزاء وفاقاً. قال ابن تيمية رحمه الله- وهو يعدد أقسام الرؤساء والملوك بالنسبة للتواضع والكبر-: "القسم الأول: يريدون العلو على الناس والفساد في الأرض، وهو معصية الله، وهؤلاء الملوك والرؤساء المفسدون، كفرعون وحزبه، وهؤلاء هم شر الخلق.. قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}. [القصص: 4]. وروى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان)) . [1]. إلى أن قال: "وأما القسم الرابع فهم أهل الجنة الذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، مع أنهم قد يكونون أعلى من غيرهم.. كما قال سبحانه وتعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. [آل عمران: 139]. ثم قال: "فكم ممن يريد العلو ولا يزيده ذلك إلا سفولاً، وكم ممن جعل من الأعلين، وهو لا يريد العلو والفساد". [2]. وإن التواضع الصادق لدليل على قوة صاحبه،كما أن الكبر والعلو يدلان على ضعف صاحبهما، وإنما يتصف بهما لشعوره بالنقص. [3].
1 - مسلم (1/93)
2 - الفتاوى (28/392-393)
3 - راجع القيادة الإدارية الحديثة صفحة 27 أحمد الشنتاوي، وراجع كتاب بدائع السلك في طبائع الملك (1/512) وما بعدها..



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect