﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

الإكثار من ذكر الله، المطلق منه والمقيد:
ومن أهم ما يقوي صلة الأستاذ وطلابه الإكثار من ذكر الله تعالى، المطلق منه والمقيد. والمراد بالمطلق ما لم يقيد بزمان ولا مكان ولا عدد، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41)}. [1] وقال تعالى في سياق صفات المؤمنين والمؤمنات: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35)}.[1] عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه، أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثُرت عليَّ فأخبرني بشيء أتشبث به قال: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله) قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.[3] فعلى المعلمين والمتعلمين، أن يحيوا قلوبهم بذكر الله، ولا يكونوا أمواتاً وهم يعيشون على ظهر الأرض، ففي صحيح البخاري عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت). [4] والذكر المقيد ما قيد بزمان، كأذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات، أو بزمان ومكان كأذكار مناسك الحج المعينة، وغير ذلك، أو بعدد كالاستغفار مائة مرة، وتسبيح ثلاث وثلاثين. ويمكن الرجوع في هذا الباب، إلى أبواب الأذكار في كتب الحديث، والكتب الخاصة بالأذكار، كالأذكار للنووي، والكلم الطيب لابن تيمية، وصحيحه للألباني، والوابل الصيب، لابن القيم، وغيرها من كتب السنة. وينبغي أن يعلم أن حقيقة الذكر المشروع هو الذي يصدر عن القلب ويتحرك به اللسان، ولا ينفع الذكر باللسان مع غفلة القلب ولهوه، قال القرطبي رحمه الله أثناء تفسير قوله تعالى في سورة البقرة: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}: "وأصل الذكر التَّنَبُّه بالقلب للمذكور والتيقظ له، وسمي الذكر باللسان ذكراً لأنه دلالة على الذكر القلبي، غير أنه لما كثر إطلاق الذكر على القول اللساني صار هو السابق للفهم". كما أن من أهم ما يجب أن يحدثه الذكر في صاحبه طاعة الله بامتثال أوامره، واجتناب معاصيه، فالذاكر الصادق في ذكره لا تجده يحرك لسان، وهو يمارس ما يسخط الله تعالى، هذا ما قرره علماء المسلمين الذين فقهوا حقيقة ذكر الله. نقل القرطبي رحمه الله عن سعيد بن جبير قوله: "الذكر طاعة الله، فمن لم يطعه لم يذكره وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن".
1 - الأحزاب
2 - الأحزاب
3 - الترمذي (5/458) والحاكم في المستدرك (1/672) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
4 - صحيح البخاري رقم 6044.



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect