موقع الروضة الإسلامي

حرص الشيخ على عملي بعد التخرج في الجامعة.

بعد تخرجي في الجامعة الإسلامية، لم أكن أفكر في أن أكون من موظفيها، لأن بعض الطلاب الذين تخرجوا في الدفعة الأولى، حاولوا الحصول على وظائف فيها، وحرص سماحة الشيخ على توظيفهم، ولم يتيسر ذلك رسميا لأمرٍمّا، ولهذا أمر سماحته بالتعاقد معهم إلى أن يتم توظيفهم. فبدأت في جمع وثائقي استعدادا لطلب الالتحاق بوظيفة تدريس في وزارة المعارف، وذهبت لتوديع سماحة الشيخ، وأخبرته بقصدي، فقال: لا تستعجل لعلك تكون من موظفي الجامعة، ويمكنك أن تراجعني بعد أسبوع..... وقد يسر الله الأمر على يد سماحته، فصدر قرار تعييني بتاريخ: 16/6/1386هـ تحت مسمى وظيفة مدرس جامعة /د. [وليستْ من وظائف أعضاء هيئة التدريس].وبدأت التدريس في المعهد المتوسط التابع للجامعة. الإشراف الاجتماعي بدأت مشكلات طلاب الجامعة تكثر، فكلف سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الشيخ محمد بن مصطفى المجذوب -الكاتب والأديب السوري المعروف رحمه الله- الذي كان أحد المدرسين في الجامعة، القيامَ بالإشراف الاجتماعي لطلبة الجامعة في سنة 1387هـ، وانتقل بأسرته للسكن في مقر الجامعة، وكنت أسكن بها كما مضى وأقوم بإمامة مسجد الجامعة، فكنا متجاورين. وكنت أساعده في حل بعض المشكلات التي تعترضه مع الطلاب، ولم ينته عام على توليه هذه الوظيفة حتى ضاق بها ذرعا، وقدم إلى سماحة الشيخ استقالته سنة 1388هـ وألح في قبولها، فاشترط عليه الشيخ ترشيح من يمكنه أن يقوم بهذا العمل، فاقترح أن يقوم به عبد ا لله قادري، ولم أكن أعلم من الأمر شيئا. وكنت قد تقدمت إلى جامعة أم القرى طالب قبولي في الدراسات العليا بها، وجاءتني برقية من رئيس قسم الدراسات العليا / الدكتور محمد أمين المصري / رحمه الله بالموافقة. في تلك الأيام طلب مني سماحة الشيخ أن أتولى الإشراف الاجتماعي، بدلا من الشيخ المجذوب، فاعتذرت بأني أريد مواصلة الدراسة، فقال لي: قم بالعمل لمدة أربعة أشهر وسننظر في الأمر، فوافقت محرجا مع شدة رغبتي في مواصلة الدراسة. أطع أباك! وسافر الشيخ إلى مكة، فذهبت إليه محاولا إعفائي من هذا العمل، وكان نازلا في فندق شبرا، ووجدت عنده الدكتور محمد أمين المصري، فطلبت منه أن يشفع لي عند الشيخ فلبى طلبي، وجلس مع الشيخ جلسة خاصة بهذا الأمر، ثم خرج مبتسما ظننت أن شفاعته نجحت، فإذا هو يقول لي: أطع أباك! وأطعت أبي آملا أن يقيلني بعد أربعة أشهر، ولكن أربعة الأشهر أصبحت عشر سنوات. وبدأت العمل في الإشراف الاجتماعي استنادا على أمر شفوي من سماحة الشيخ. وبعد أكثر من خمس سنين تقريبا طلبت من الشيخ تكليفا رسميا، لما ترتب على قيامي بذلك من أمور تقتضي وجود هذا التكليف، فكتب لي الخطاب الآتي نصه: المملكة العربية السعودية الرقم: 3952/1/ل الجامعة الإسلامية التاريخ: 12/5/1390هـ بالمدينة المنورة التوابع.......... من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم الشيخ عبد الله بن أحمد قادري، وفقه الله. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بناء على أمرنا الشفهي لفضيلتكم سابقا بالقيام بأعمال الإشراف الاجتماعي بالجامعة ورغبتكم في توجيه خطاب إليكم يتضمن تكليفكم بهذا العمل، فإننا نوجه إليكم هذا الخطاب آملين استمراركم في العمل المذكور إلى جانب قيامكم بالتدريس، وفقكم الله، والله يتولاكم والسلام عليكم. نائب رئيس الجامعة الإسلامية الختم. والوثيقة محفوظة في مكتبتي وقد استمر عملي: في الإشراف الاجتماعي، مع التدريس في المعهد الثانوي. و أخذ مني الإشراف الاجتماعي عشر سنوات تقريبا.