﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

المبحث الأول: حفظ الدين .
ويدل على ضرورة حفظه وجوب العمل به، بعد الدخول فيه والإيمان به، وأن من لم يدخل فيه ولم يعمل به، فهو خاسر في الدنيا والآخرة، ومن دخل فيه و آمن به فهو فائز في الدنيا والآخرة، والحد الأدنى للعمل بهذا الدين هو التزام فرائضه واجتناب نواهيه. قال تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}. [سورة العصر]. فإذا ما اشتغل المسلم بحفظ هذا الدين بالعمل بالحد الأدنى منه فقط، كان عضواً صالحاً في المجتمع، وكان بعيداً عن تناول ما حرم الله ورسوله عبادةً لربه، وليس خوفاً من الناس فقط، وسلم من الخسران، ومثل هذا لا يخشى منه أن يتعاطى المسكرات والمخدرات. فكيف لو التزم الحد الأدنى ـ وهو أداء الفرائض، واجتناب النواهي ـ بنوافل الطاعات المتنوعة؟ ومن حفظ هذا الدين: الدعوة إليه، كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ}. [يوسف: 108]. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبعث أصحابه لإبلاغ الناس هذا الدين بالرسائل أو بالبقاء بينهم لتعليمهم ودعوتهم وهكذا أصحابه من بعده. [1]. ومَن يُوَجَّه لدعوة الناس من الشباب ويُشغَل بها، سيكون قدوة حسنة للعمل بالإسلام والاستقامة والخلق، ومثله سيكون مجتنباً لكل المحرمات، وبخاصة تلك التي لا يتعاطاها إلا أرذال الناس، كالمسكرات والمخدرات. ومن وسائل حفظ هذا الدين: الجهاد في سبيل الله الذي يكون فرض عين على كل مسلم، عندما لا توجد طائفة قائمة به قياماً كافياً. والشباب الذي يُهتم به فيُوجَّه إلى التدرب والتدريب على وسائل الجهاد في سبيل الله، والاستعداد لمقارعة الأعداء، ليس مثل الشباب الفارغ الذي تكون أهدافه هابطة، ينظر إليها تحت أقدامه، فالأول يذكر الله في كل أحيانه، ويعلم أن سبيل الله معناه دينه الذي يجب أن ينصره ويرفع رايته، والآخر لا يفكر في غير الأكل والشرب والتمتع بالحياة، وإذا هتم بشيء من التدريب، فإنما يهتم بتقوية عضلاته تقوية ليس وراءها شيء. وقد أمر الله تعالى بحفظ هذا الدين، بإعداد المستطاع للقوة التي ترهب أعداء هذا الدين، كما قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}. [الأنفال: 60]. وهل يفكر الشاب المشتغل بالجهاد في سبيل الله، في أن تهبط نفسه إلى ما يقتل روح الجهاد في نفسه، وبخاصة المسكرات والمخدرات؟ [2].
1 - راجع البخاري (2/125) ومسلم (1/5)
2 - للمؤلف كتاب بعنوان: الجهاد في سبيل الله حقيقته وغايته، تزيد صفحاته عن 1200 صفحة، وهو رسالة دكتوراه



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect