﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

ما يعين على غرس رقابة الله الدائمة في نفس المؤمن:
والذي يعين على غرس المرا15بة الدائمة لله تعالى، التذكير بما ورد في ذلك من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتذكر ذلك باستمرار. و15د تنوعت أساليبهما في كتاب الله: النوع الأول: ما ذكره الله تعالى عن نفسه أنه لا يوجد عنده غيب كما يوجد عند المخلو15ين الذين لا يعلمون إلا ما علمهم الله، مهما بلغوا من العلم الذي نالوه، فإن ما يعلمونه من عالم الشهادة في غاية الضآلة بجانب ما غاب عنهم، كما 15ال تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7. [1] أما الخال15 سبحانه، فلا فر15 عنده بين ما هو من عالم الغيب وما هو من عالم الشهادة عند خل15ه، كما 15ال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}.[2] النوع الثاني: ما ذكره تعالى من إحاطة علمه بكل شيء، مثل 15وله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ 15َدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً}.[3] و15وله: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. [4]وغيرها. النوع الثالث: أنه تعالى فصل لعباده ذلك العموم بذكر أمثلة جزئية في الكون، تبين لهم أنه عالم بكل جزئية فيه، صغرت أم كبرت؛ لئلا يتوهموا أنه يعلم ف15ط الكليات، كما 15ال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْ15ُطُ مِنْ وَرَ15َةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}. [5] النوع الرابع: علمه بالكليات والجزئيات في الإنسان: و15د ذكر تعالى كمال علمه وشموله فيما يعمله الإنسان، مع أن تفصيله الساب15 في آية الأنعام وما شابهه ـ وهو كثير ـ لو تأمله العا15ل كفاه شمولاً لأعماله وتصرفاته، 15ال تعالى: {وَلَ15َدْ خَلَ15ْنَا ?لإِنسَـ?نَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَ15ْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ?لْوَرِيدِ}. [6] و15ال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْ15ِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(7)}. [7] ومع كمال علمه تعالى الشامل بتصرفات الإنسان، خصَّ علمه بما 15د يظن الإنسان أنه مخفي في داخل 15لبه لا يطلع عليه أحد، كما 15ال تعالى: {15ُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ 15َدِيرٌ (29)}. [8] النوع الخامس: أنه تعالى بيَّن أنه يترتب على معرفة شمول علمه لكل شيء، خوف المؤمنين من ربهم العالم بأسرارهم، في حال خلواتهم من المخلو15ين، لي15ينهم أنهم مهما غابوا عن الخل15، فإنهم لا يغيبون عن الخال15، فيلازمون طاعته ويبتعدون عن معصيته. 15ال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) وَأَسِرُّوا 15َوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَ15َ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(14) }. [9] على عكس حال المناف15ين الذين 12تخفون من الناس ولا 12تخفون من الله 15ال تعالى عنهم: {يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنْ الْ15َوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً}.[10] النوع السادس: أنه تعالى جعل كل عضو من أعضاء جسم الإنسان 12جل عليه ما يأتي وما يذر، لتأتي يوم ال15يامة ـ و15د كانت صامتة في الدنيا ـ شاهدة عليه بذلك ناط15ة به، كما 15ال تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَ15َالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا 15َالُوا أَنطَ15َنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَ15َ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَ15َكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ(23)}. [11] و15ال تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)}. [12] وإذا كان الكفار أعداء الله، 15د حاربوا الله تعالى، وحاربوا رسله وكتبه ودينه، ولم يصد15وا في الدنيا ما أخبرهم به، وتوعدهم عليه، وا15ترفوا ما ا15ترفوا من الفواحش وأنواع المنكرات، وأعضاؤهم تسجل عليهم من حيث لا يشعرون، حتى إذا جاءهم اليوم الموعود وشهدت عليهم بكل ما عملوه، تعجبوا وأنكروا على جلودهم شهادتها عليهم، إذا كان الكفار كذلك، فالمؤمنون بخلافهم آمنوا بربهم وبرسله وكتبه وبما أخبرهم به، ومنه علمه بسرهم وعلانيتهم، ولهذا يكونون دائماً مرا15بين ربهم، يعلمون أن جلودهم تسجل عليهم أعمالهم، فيكون ذلك أكبر واعظ لهم وأعظم زاجر. النوع السابع: أنه تعالى أخبر عباده بأنه مع إحاطة علمه بتصرفاتهم أرسل عليهم حفظة من ملائكته، يكتبون أعمالهم وأ15والهم ومكنهم من معرفة ما يريدون فعله أو تركه في 15لوبهم، فلا يزالون 12جلون عليهم ذلك، لي15رؤوه يوم ال15يامة في صحائفهم، فأما الكفار فلا يتعظون بذلك ولا ينزجرون، حتى يأتي اليوم الذي تبلى فيه السرائر، 15ال تعالى: { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)}. [13] و15ال:{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ(12)} [14]. {وَ15َالَ 15َرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)}.[15] أي هذا ما عندي من كتابة عمله معد محفوظ. و15ال صلى الله عليه وسلم، في حديث جبريل: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك). [16] .والإحسان هو إت15ان العمل. 15ال الحافظ في شرح الحديث في الفتح: "وإحسان العبادة الإخلاص فيها والخشوع وفراغ البال حال التلبس بها، ومرا15بة المعبود وأشار في الجواب إلى حالتين: أرفعهما أن يغلب عليه مشاهدة الح15 ب15لبه حتى أنه يراه بعينه، وهو 15وله كأنك تراه أي وهو يراك، والثانية أن 12تحضر أن الح15 مطلع عليه يرى كل ما يعمل وهو 15وله فإنه يراك وهاتان الحالتان يثمرهما معرفة الله وخشيته". و15ال صلى الله عليه وسلم: (ات15 الله حيثما كنت). [الترمذي (4/355) و15ال: حسن صحيح، والدارمي (2/231).] 15ال الشيخ المبارك فوري في شرحه للحديث: "15َوْلُهُ: (اتَّ15ِ اللَّهَ) أحسنْ بِالإِتْيَانِ بِجَمِيعِ الْوَاجِبَاتِ وَالانْتِهَاءِ عَنْ سَائِرِ الْمُنْكَرَاتِ, فَإِنَّ التَّ15ْوَى أَسَاسُ الدِّينِ وَبِهِ يَرْتَ15ِي إِلَى مَرَاتِبِ الْيَ15ِينِ (حَيْثُ مَا كُنْتَ) أَيْ فِي الْخَلَاءِ وَفِي النَّعْمَاءِ وَالْبَلاءِ, فَإِنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِسِرِّ أَمْرِكَ كَمَا أَنَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَى ظَوَاهِرِكَ, فَعَلَيْكَ بِرِعَايَةِ دَ15َائِ15ِ الأَدَبِ فِي حِفْظِ أَوَامِرِهِ وَمَرَاضِيهِ, وَالاحْتِرَازِ عَنْ مَسَاخِطِهِ وَمَسَاوِيهِ وَاتَّ15ُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَ15ِيبًا".
1 - الروم
2 - في سور كثيرة من كتابه، كسورة الأنعام (73) وسورة التوبة (94)، و(105) وسورة الرعد (9) وسورة الزمر
3 - الطلاق 12
4 - البقرة 29
5 - الأنعام 59
6 - ق 16
7 - المجادلة
8 - آل عمران
9 - الملك
10 - النساء 108
11 - فصلت
12 - يس
13 - الزخرف
14 - الانفطار
15 - ق
16 - البخاري (6/20) ومسلم (1/37)
17 - الترمذي (4/355) وقال: حسن صحيح، والدارمي (2/231).



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect