﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

المبحث الأول: الجار الصالح.
إن أقرب من يحتك بهم الصغير من المجتمع، هم الجيران وليس بخافٍ تأثير الجيران في الجيران، سواء كان ذلك التأثير خيراً أم شراً؛ لأن ما يقوله الجار أو يعمله يتكرر سماعه ورؤيته، لقربه، ولذلك اهتم الإسلام بالجار اهتماماً بالغاً. فقد أوصى اللّه سبحانه وتعالى بالجار، فقال: {واعبُدوا اللهّ، ولا تشركُوا بِهِ شَيئاً، وَبِالوَالِدينِ إحسَاناً، وَبِذِي القُربَى، وَاليتَامَى، وَالمَسَاكينِ، وَالجَارِ ذِي القربى وَالجَارِ الجنبِ وَالصَّاحِبِ بِالجنبِ، وَابنِ السبيلِ، وَمَا مَلَكَت أيمَانكُم، إنَّ اللّه لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مختَالاً فخوراً}. [النساء: 36]. وروت عائشة، رضي اللّه عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: (((ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه)). [1]. ونفى صلى الله عليه وسلم كمال الإيمان الواجب عن الجار الذي لا يأمن جاره غشه وغائلته، مؤكداً ذلك باليمين ثلاثاً، كما في حديث أبي شريح رضي اللّه عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: ((والله لا يؤمن، واللّه لا يؤمن، واللّه لا يؤمن)) قيل: ومن يا رسول اللّه؟ قال: ((الذي لا يأمن جاره بوائقه)). [1]. فإذا كان الجار صالحاً هو وأسرته أثروا في جيرانهم بالصلاح، يؤثر الرجل في الرجل، وتؤثر المرأة في المرأة، ويؤثر الصغير في الصغير، وإن كانوا فاسدين أثروا في الجيران بفسادهم، وأولى الجيران تأثراً بجيرانهم هم الصغار، لسرعة استجابتهم وميلهم إلى ما يشاهدونه في أصدقائهم. وكم من صغير ومراهق تعب أبواه الصالحان في تربيته على الدين والخُلق انحرف انحرافاً خطيراً، متأثراً بالمنحرف من أبناء الجيران؟ لذلك ينبغي للجار الصالح أن يسارع إلى التأثير بصلاحه في الجار الفاسد، وإلا سبق هذا فأفسد ما أصلح ذاك. وقد يظن كثير من الناس أن اهتمام الإسلام بالجار، يتعلق بالإحسان إليه مادياً: يشبعه إذا جاع، ويكسوه إذا عري، ويكف عنه شره فقط، والحقيقة أن هذه مطلوبة، ولكن الإحسان إليه بالتربية والتعليم والقدوة الحسنة في الدين والأخلاق، أهم وأولى، والكمال في الجمع بينهما.
1 - البخاري (7/78)
2 - البخاري (7/78)



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect