﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

ما الفرق بين والصبر والمصابرة
هل تريد معرفة الفرق بين والصبر والمصابرة؟ [هذا الموضوع قديم كما سيظهر من سياقه. والمناسبة لإرساله الآن ثلاثة أسباب: السبب الأول: إظهار الدولة اليهودية استعدادها للتفاوض مع الشرطة الفلسطينية لمحاولة وقف إطلاق النار، عن طريق الثعلب الماكر (بيريز) لتجنب مل لمسته هذه الدولة من مضاعفة النشاط الجهادي المتصاعد في فلسطين، وخشية من امتداد ذلك في العالم الإسلامي، ومعنى هذا أن صبر اليهود يكاد ينفد برغم اجتماعهم كلهم بأسلحتهم الفتاكة على الشعب الفلسطينى الأعزل. السبب الثاني: أن السلطة الفلسطينية تلح وتستغيث بأعوان اليهود من الدول الغربية، وفي مقدمتها أمريكا، ليعيدوا المفاوضات بينها وبين اليهود، بناء على مشروع ميتشل-وما أكثر المشاريع التي يلهث إليها العرب، ثم يتنازلون عنها إلى غيرها... ولا شك أن الإلحاح على عودة المفاوضات يدل على نفاد الصبر. السبب الثالث: أن رجال الجهاد ونساءه وشبانه وشاباته، ثابتون على مبدئهم كالجبال الرواسي، برغم ما نزل بهم من الخسائر في قياداتهم ومجاهديهم من ابتلاء وامتحان، فهم مصرون على مواصلة الجهاد، وعدم التنازل عنه مهما كلفهم الأمر، وهذا هو معنى المصابرة، فالمجاهدون مصابرون، ومن عداهم صابرون إلى حين، والمصابر هو الذي تكون له العاقبة، وإن كان يتوقع أن يجتمع على حربه المتفاوضون من اليهود والشرطة الفلسطينية، والمخابرات الأمريكية التي تترأس المفاوضات في الغالب، وسيكون في صف السلطة واليهود والمخابرات الأمريكية أنظمة عربية،كما هو معروف من قمة شرم الشيخ المشهورة التي ترأسها الرئيس السابق كلنتون] هذه هي أسباب نشر هذا الموضوع الآن، تذكيرا بما مضى، وتحذيرا مما سيأتي إذا أو بعد غد! يعرف العلماء "الصبر" بأنه حبس النفس على ما تكره، وذلك يشمل الصبر على فعل الطاعة، ولو كرهت ذلك نفس الصابر، مثل: القيام لصلاة الفجر في أيام البرد القارص، مع شدة ثقل النوم ورغبة النفس في الاستمرار على الراحة وبقاء الجسم متغطيا بما يقيه البرد، ومثل الصبر على مقارعة الأعداء في ميدان القتال، أمام هجمات الأعداء بالنبال والسيوف، أو المدافع والصواريخ، و تحت نقع غبار الخيل أو الدبابات أو أزيز الطائرات ذات السلاح الفتاك. ويشمل كذلك الصبر على ترك المعصية، مع شدة دواعيها، ورغبة النفس في اقتحام أبوابها للتمتع بما تهواه منها، مع إمكان الوصول إليها بسهولة أو بمشقة، مثل: من تتوق نفسه لتناول الخمر، أو لارتكاب فاحشة الزنا، مع تيسر ذلك، فيترك ذلك، رغبة فيما عند الله من الثواب، وخوفا مما عنده من العقاب، ومن أمثلة ذلك ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم عن الثلاثة الذين أووا إلى غار فانحدرت عليهم صخرة فسدته عليهم، فاستغاث كل منهم ببعض عمله الصالح، فانفرجت عنهم، وقال أحدهم:( اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي، فأردتها عن نفسها، فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار، على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلتْ حتى إذا قدرت عليها، قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه) الحديث في البخاري برقم: 2152 ومن ذلك أن يشتد على المجاهدين في ميدان المعركة الأمر، لقوة عدوهم فتدعو بعضَهم أنفسُهم إلى الفرار والتولي عن الزحف، فيذكرون ما أعده الله للصابرين من الثواب، وما أعده من عقاب للمتولين يوم الزحف، فيحبسون أنفسهم على ما تكره ويبقون في مواجهة عدوهم. هذا هو معنى الصبر، وهو أن يحبس المسلم نفسه على ما تكره، سواء كان ما تكرهه فعل طاعة، أو ترك معصية. وقد ينفد صبر الصابر، فتغلبه نفسه وهواه والشيطان، فيترك طاعة الله، أو يرتكب معصيته. أما المصابرة، فهي أن يجاهد المسلم نفسه مجاهدة لا تنقطع، حتى يحقق المجاهد رضا ربه عنه، بفعل الطاعة وترك المعصية، ذاكرا قول الله تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)(99)) الحجر. وقوله تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) الحج: (78) ومن أهم أمثلة ذلك: مصابرة المجاهد عدوه، أي أن يشارك عدوه في الصبر، ولكنه يثبت على صبره ويلازمه ويستمر عليه حتى ينفد صبر عدوه وهو ثابت، فينتصر على عدوه ويهزمه، وقد يكون صبره دقائقَ محدودةً مصابرةً، ونفاد صبره في الدقائق هزيمة. ولهذا أمر الله تعالى بالصبر والمصابرة معا، فقال تعالى: (ياأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) آل عمران: (200) فلم يكتف بالأمر بالصبر وحده. وهنالك آيات تدل على أن هذه المصابرة لا تكون إلا مع الشدة والضيق اللذين لا يثبت فيهما ويصبر عليهما إلا الأشداء من الرجال، كما قال تعال عن حالة المسلمين في غزوة الأحزاب: (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا(10) هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا)(11) ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما(22) الآيات الثلاث من سورة الأحزاب. وقال تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) البقرة (214) وقال: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) آل عمران: (142) المصابرة توهن العدو وتقلقه، وتضطره إلى أن يجبن ويتضعضع ويفر أمام المسلم المصابر. من الأدلة على ذلك في عصرنا هذا: الحركتان الجهاديتان الفلسطينيتان: الأولى والثانية وهي التي لا زالت مستمرة حتى الآن، فقد أقلقت الحركتان دولة العصابة اليهودية وجيشها المعتدي، وجعلتهما يستغيثان بدول العالم وزعماء العرب استغاثة ترتب عليها اجتماع مدريد، وما تلاه من اتفاقية أوسلو الظالمة، التي لم يكن الهدف اليهودي منها إلا استقدام الشرطة الفلسطينية، لتقوم باعتقال المجاهدين وسجنهم وحصار جهادهم، بدليل الإلحاح اليهودي والأمريكي الشديد على القمع الأمني من السلطة لأولئك المجاهدين، وما ترؤس مدير المخابرات الأمريكية هذه الأيام للفريقين إلا دليل على ذلك. وقد وقفت حماس والجهاد وفتح وغيرها من فصائل النضال في هذه الحركة الجهادية الأخيرة مواقف قدم فيها كثير من أعضائها أرواحهم دفاعا عن الأرض المباركة. ووقفت حركة فتح وقفة صلبة نقلتها للعالم وسائل الإعلام المتنوعة، وكان ذلك صبرا على قتال الأعداء، وبقي ذلك الموقف مستمرا إلى يوم أمس. ولكن وسائل الإعلام نقلت لنا اليوم إعلان السمع والطاعة لخطة المخابرات الأمريكية وإلزام أعضائها بوقف مجاهدة العدو الذي لا زال يقتل ويستولي على ما سمي برقم (أ) في أرض فلسطين، ولا ندري هل هذا الإعلان خطة منهجية للمناورة السياسية التي يقصد بها مخادعة العدو، أو هي فقدان للصبر الذي لم يصل إلى المصابرة، فإن كانت الأولى، فبها ونعمت، وإن كانت الثانية فنسأل الله أن لا تقلب حركة فتح ظهر المجن لزميلاتها الصابرات، وبخاصة حركتي حماس والجهاد اللتين نرجو الله لهما الصبر والمصابرة وهنا لا بد أن أشير إلى أن المسلم قد يغلبه عدوه لسبب من الأسباب، بل قد يأسره، ولكنه مع غلبته، يبقى عازما على عزته وكرامته، وإن أصابه القرح والقتل. فتبقى إرادته وعزمه على مقارعة عدوه وانتصاره عليه قويين، وهو في هذه الحالة لم يخرج عن المصابرة، بخلاف من فقد العزة والكرامة، فإنه يستسلم لعدوه ظاهرا وباطنا، وإن كان قادرا على الانتصار على عدوه. ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله: ((.. فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن، فإن من استُعبِد بدنه واستُرِق، لا يبالي إذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا بل يمكنه الاحتيال في الخلاص، وأما إذا كان القلب-الذي هو الملك-رقيقا مستعبدا لغير الله، فهذا هو الذل والأسر المحض.. فالحرية حرية القلب، والعبودية عبودية القلب.....-إلى أن قال-: وكذلك طالب الرئاسة والعلو في الأرض، قلبه رقيق لمن يعينه عليها، ولو كان في الظاهر مقدمهم والمطاع فيهم ... فهو في الظاهر رئيس مطاع، وفي الحقيقة عبد مطيع لهم..) [مجموع الفتاوى: (10/186-189)] أقول هذا بمناسبة إعلان قيادة فتح الالتزام بخطة مدير المخابرات الأمريكية، كما ذكرت ذلك وسائل الإعلام اليوم، ومنها (إسلام أون لاين) الذي أنقل منه هذا النص: [دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات كوادرها للالتزام بخطة مدير المخابرات الأمريكية "جورج تينت" لوقف إطلاق النار، وعدم القيام بأية إجراءات تحدث خللاً في الوضع العام. وقال بيان صدر عن اللجنة المركزية لحركة فتح بعد اجتماعها الطارئ مساء الجمعة 15 – 6 – 2001 برئاسة عرفات في مدينة رام الله بالضفة الغربية: "إن التفاهمات التي توصل إليها جورج تينت (مدير الاستخبارات الأمريكية المركزية) في المجال الأمني خطوة مهمة وأولية لتنفيذ تقرير لجنة ميتشيل وتفاهمات قمة شرم الشيخ، ويتوجب الالتزام بما ورد فيها وتطبيقه بكل مسؤولية".] http://www.islam-online.net/Arabic/news/2001-06/16/Article12.shtml وبالأمس القريب أمر رئيس الشرطة الفلسطينية باعتقال من لم يلتزم بوقف إطلاق النار، مع أن دبابات اليهود واحتلالهم للمدن الفلسطينية يشاهد للعيان! واليوم أطلق الرئيس الفلسطيني السجين على المجاهدين أنهم إرهابيون! لقد حاولت الشرطة الفلسطينية إرضاء أعداء المسلمين اليهود والإدارة الأمريكية بتنازلات متتالية من يوم توقيع اتفاقية أوسلو، وكلما تنازلت عن حق من حقوق الشعب الفلسطيني ضغطوا عليها لتتنازل عن حقوق أخرى، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من إذلال ومهانة، ونفد ما عندها من نسبة ضئلة من الصبر. وبقي رجال الجهاد مصابرين متوكلين على الله، يرهبون أعداءهم صباح مساء، دون استسلام وخضوع. وهذا هو معنى المصابرة، أن تصابر عدوك حتى ينفد صبره، ولو منح المجاهدون الفرصة للاستمرار في قتال العد المغتصب لأرضهم بدون عراقيل من أبناء جلدتهم، لنفد صبر جيش الدبابة والصاروخ والطائرا الحربية، اما طفل الحجر والمقلاع والنعال، والسلاح المادي الضعيف. نسأل الله أن يمدهم بالصبر والمصابرة على اليهود والشرطة الفلسطينية.



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect