﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

أسباب الجهل بسكان الصين وأسباب عزلتها:
ويعزو كتاب الحضارات سبب الجهل بسكان الصين إلى عزلتها الطبيعية الناشئة عن تضاريسها الكثيرة المرتفعات والجبال الوعرة، والغابات الكثيفة، والشعاب البعيدة الغور، والصحاري القاحلة الواسعة والأنهار العظيمة، والأقوام المتوحشة، والبحار التي تحتضن حدودها الشرقية والجنوبية... [1]. ويمكن أن يضاف إلى ذلك الحواجز الصناعية، وهي الأسوار التي كانت تبنى على حدود الممالك الصينية قبل وحدتها، ثم بناء السور العظيم بعد توحيد تلك الممالك. [2]. ومن أهم أسباب عزلة الصين عن العالم أن سياسة حكامها في الماضي والحاضر، دأبت على تقوية تلك العزلة بكل الوسائل المتاحة، ولا يغيرون سياستهم تلك إلا إذا اضطروا إلى ذلك التغيير، إما لحاجتهم الملجئة لهم إلى ذلك، كما يحاولون الآن الاستفادة من التقدم الصناعي الغربي ومن تسويق بضاعتهم إلى العالم، لتقوية اقتصادهم الذي يقصدون من ورائه إحراز القوة العسكرية التي تزيد من هيبتهم ـ العددية التي قاربت المليار ونصفه ـ وإما لفرض ذلك عليهم من دول أجنبية، كما حصل في عهود الاستعمار الغربي المتكرر وحروب الأفيون والغزو الياباني. وقد عَمِلتْ تلك العزلة في سكان الصين عملَها، حتى أصبحت من طبيعتهم، ولا يزال غالبهم إلى اليوم لا يعرف عن العالم شيئاً، ولا يهش لزائر أجنبي، بل إن كثيراً منهم لا يعرف من بلاده غير منطقته التي يعيش فيها. وعلى كل فإن سكان تلك المناطق كلها هم من نسل (يافث بن نوح) (. قال ابن كثير رحمه الله: (وقد قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده: حدثنا إبراهيم بن هانئ وأحمد بن حسين بن عباد أبو العباس، قالا: حدثنا محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، حدثني أبي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ولد لنوح سام وحام ويافث، فولد لسام العرب وفارس والروم والخير فيهم، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والسقالبة، ولا خير فيهم، وولد لحام القبط والبربر والسودان)) ثم قال: لا نعلمه يروى مرفوعاً إلا من هذا الوجه، تفرد به محمد بن سنان عن أبيه، وقد حدث عنه جماعة من أهل العلم واحتملوا حديثه. ورواه غيره عن يحيى بن سعيد مرسلاً ولم يسنده، وإنما جعله من قول سعيد... [3]. وإذا علم أن العرب وفارس والروم من أولاد سام، وأن القبط والبربر والسودان من أولاد حام، فالظاهر أن الصينيين وسكان المناطق الشرقية المجاورة لها يدخلون في الترك ويأجوج ومأجوج، الذين هم أبناء يافث، لأنهم أقرب إليهم من أبناء العمَّين الآخرين مكاناً وشكلاً، وهذا الحديث ـ وإن تُكُلِّمَ فيه ـ فهو أولى بالقبول من روايات تاريخية لا سند لها. هذا مع العلم أنه لم يبق على وجه الأرض من البشر ـ بعد الطوفان الذي أهلك الله به الكائنات ـ في عهد نوح إلا من هو من ذريته، كما قال تعالى: { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ }. [الصافات: 77]. أما السقالبة ـ وتكتب بالسين والصاد ـ فقال عنهم في القاموس المحيط: (جيل تتاخم بلادهم بلاد الخزر بين بُلْغَر وقسطنطينية). وقال في لسان العرب: (قال أبو منصور:السقالبة جيل حمر الألوان، صهب الشعور، يتاخمون الخزر وبعض جبال الروم..). وقال في موسوعة المورد عن الصقالبة: (اسم جامع أطلقه العرب على السلاف SLAVS بعامة...) وقال عن السلاف: (مجموعة من شعوب شرق أوربا... يقسم السلاف عادة إلى الشعوب السلافية الشرقية، وأهمها الروس والأوكرانيون والبيلوروسيون، والشعوب السلافية الغربية، وأهمها البولنديون والتشيكيون والسلوفاكيون، والشعوب السلافية الجنوبية، وأهمها الصرب والكرواتيون والسلوفينيون والمقدونيون والبلغار...). [4]. عدد سكان الصين: بلغ عدد سكان الصين في سنة 1949م: (67ر541 مليون) وبلغ في سنة 1990م: (381ر017ر160ر1) أي مليار، ومائة وستين مليون، وسبع عشرة ألفاً، وثلاثمائة وثمانين نسمة. [5]. وبلغ عددهم حسب الإحصاء الرسمي في شهر 9/1994م ملياراً وثلاثمائة وتسعة ملايين وثمانمائة وخمسة وتسعين ألفاً ومائتين وأربعاً وعشرين نسمة (224 ر 895 ر309 ر1) [6].
1 - قصة الحضارة: (4/ 12 ـ 14). ول ديورانت، ترجمة محمد زيدان، الطبعة الثالثة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة
2 - راجع قصة الحضارة (4/ 19)
3 - راجع البداية والنهاية لابن كثير:(1/ 108)، (2/ 100)
4 - تُرَاجع مادة (صَقْلَبَ) في كتب اللغة. وفي الموسوعة المذكورة
5 - موجز أحوال الصين، تأليف: تشي ون، ص: 19 ـ 20، دار النشر باللغات الأجنبية ـ بكين، سنة 1990م
6 - في السنة الماضية، أي قبل زيارتي للصين بسنة واحدة، ولما يعلن إحصاء رسمي جديد للسكان، وهذا الإحصاء تضمنه كتاب جغرافي باللغة الصينية، موجود في مكتبتي، وقد ترجم لي ذلك الأخ إبراهيم الصيني، مرافقي في الرحلة والطالب بالجامعة الإسلامية بالمدينة



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect