﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

لو غيرك قالها يا شيخ عبد الله!
ولم أر من يمكنني أن أخاطبه في هذا الأمر إلا سماحة شيخي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي كان يصرح بالتحريم في الحلقة العلمية التي كنت أحد أعضائها في المسجد النبوي. واتصلت بكاتبه الخاص في خارج الدوام الرسمي، الذي كان أكثر ملازمة له من أي كاتب آخر، وكانت صلتي به قوية جدا: الشيخ"إبراهيم بن عبد الرحمن الحصين"رحمه الله، وأخبرته - وكان صديقا حميما لي - أنني أريد أن أتحدث مع الشيخ في هذا الموضوع، فقال لي: الشيخ مقتنع بما صرح به، ولا ينبغي أن تخاطبه في هذا الأمر، ولا أظن أنه سيتراجع عن ذلك. قلت: مهما كان الأمر لا بد من أن أوصل إليه ما في نفسي، فضرب لي معه موعدا بعد صلاة الفجر - وكان أنسب وقت من أوقات الشيخ للحديث معه - في منزله، وكان في جهة باب التمار في المدينة. وذهبت إلى الشيخ، وذكرت له الأمور الثلاثة السابقة، وقلت له: يا شيخ الوقت لا زال مبكرا، والبث التلفازي قريب العهد، وما يبث به الآن ليس فيه مما تنكرونه - فيما يبدو لي - إلا الصورة، ويمكنكم الآن أن تطلبوا من الدولة وضع برامج مناسبة يستبعد فيها ما هو محرم، وكذلك يطلب منها أن تعين فيه موظفين صالحين، وأن تبعث إلى الخارج شبابا صالحين لتعلم الأمور الفنية، ويمكن أن يطلب من بعض طلبة العلم أن يعدوا أحاديث وندوات في التلفاز حتى يشغل بما فيه مصلحة للناس، بدلا من أن يشغل بغير ذلك، وقلت له: إن الدولة ستستمر في استعماله وتطويره، وإذا لم تحاولوا من الآن التخفيف من شره فسيكثر. صمت الشيخ وهو يحرك بيده طرف غترته كما جرت بذلك عادته، وبعد هذا كله قال لي الشيخ: أما أنا فأبرأ إلى الله من أن أفتي بجوازه، ويكفي في تحريمه الصور التي تبث فيه، ومفاسده أكثر من منافعه، ولا أنصح أحدا من العلماء بالظهور فيه، لما في ذلك من إيهام العوام بجوازه. وما ذا جرى بعد ذلك؟ لم يبق بيت - غالبا - إلا دخله التلفاز... ولم يبق عالم - في الغالب - لم يظهر في التلفاز، وقد يتمنى بعض العلماء لو يتمكن من الظهور فيه فلا يجد ما يتمناه!. بل إن سماحة الشيخ رحمه الله حث العلماء بعد ذلك على اغتنام فرصة هذا الجهاز وإظهار كلمة الحق فيه. لهذا أقول: الواجب على العلماء وعلى من ولاه الله أمر المسلمين - في أي بلد - أن يجتمعوا في الأمور الطارئة التي تحتاج إلى بحث شرعي، ليبين ولاة الأمر الصفة التي سيكون عليها الأمر الطارئ والسبب في تعاطيها، ويتصورها العلماء تصورا سليما، ثم يبينوا وجه الحق فيها، بعد أن تتضح ما فيها من مصالح وما فيها من مفاسد.... فإن كثيرا من المسائل لا تخلو من مصالح ومفاسد، ولكن قد تكون مصالحها أعظم، فيغلب جانب المشروعية فيها، وقد يكون العكس، فيغلب جانب الحظر فيها. والاستعجال بفتاوى التحريم في الأمور الطارئة، قد يعقبه الندم، كما أن الاستعجال بفتاوى التحليل قد يعقبه الندم كذلك. ولهذا قلت: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى!). ولا أريد أن أتحدث عن مدارس البنات، فقد نمت وترعرعت، وثبت أن النهج الذي سارت عليه المملكة في مدارس البنات، كان نهجا ناجحا، حيث تمكنت المرأة من التعلم في جميع المراحل في المدارس والكليات، وهي مصونة صيانة لا توجد في غالب بلاد المسلمين فيما أعلم إلا ما شاء الله. كما لا أريد أن أتحدث عن المذياع، فقد ذهب الوقت الذي كانت تصدر فيه فتاوى، ولم يعد لها الآن وجود، وأثبتت التجربة أن تحريم هذه الأشياء لا يقي من الشر الذي تستعمل فيه، وإنما الوقاية الصحيحة تكمن في التربية الإيمانية الصحيحة.



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect