﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

مالكم سَرَابٌ بِقِيعَة!
عندما تشتد حاجة الإنسان إلى شيء مَّا من الأشياء، كالطعام عند الجوع، والمأوى الدافئ أو البارد أو الغطاء عند الحر أو البرد، والماء عند العطش، فيبدو له أن ما هو في حاجة إليه قد ظهر أمام عينيه، يسرع إليه وهو على يقين من وجوده حقيقة، حتى إذا وصل إلى المكان الذي ظن أن ما يطلبه موجود فيه، وجد أن ذلك خيال خدع ناظريه، وليس بشيء! إن هذا الإنسان ليصاب باليأس والأسى والحزن، وتصبح حاله بعد هذا الخيال الخادع أشد بأسا من حاله قبل ذلك. ولهذا شبه الله تعالى حال الكفار الذين كانوا يظنون أنفسهم على مكانة طيبة مفيدة من أعمالهم الشركية، التي خالفوا فيها رسالات الله ودعوة رسله إلى توحيده والعمل بوحيه، شبههم بإنسان يسير في صحراء قاحلة، انقطعت به فيها السبل، وفقد الزاد والماء، حتى كاد يهلك من شدة عطشه، فإذا هو يرى -عن بعد- ماء يترقرق، ففرح به فرحا شديدا، وأخذا ينهب الأرض نهبا ليصل إلى ذلك الماء، من أجل أن يروي عطشه، ولكنه عندما وصل إلى المكان الذي ظن به الماء، لم يجد شيئا، وتبين له أنه إنما رأى سرابا عرض لعينيه من لهب الشمس الذي داعبت به عرصات الصحراء. هذا هو شأن الكفار الذين كذبوا الرسل، وكفروا بالوحي، وعاثوا في الأرض فسادا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، فلما لقوا ربهم لم يجدوا شيئا مما كانوا يظنونه من ثمرات أعمالهم، وإنما وجدوا ربهم قد كتب عليهم كل ما عملوا من شر، فحاسبهم عليه حسابا وافيا عسيرا. كما قال تعالى: {{والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب}} سورة النور(39). ونحن هنا نستعير من هذه الآية الكريمة ومن المعنى الذي تضمنته مجرد تشبيه لحالة الشعوب الإسلامية مع ولاة أمرها الذين تربعوا على كراسي حكمها، واستبدوا بجميع مرافقها، من تعليم وإعلام، واقتصاد، وجيش، ومواصلات، واتصالات، وزراعة، وصناعة، و سياسة، ودبلوماسية، وعلاقات دولية، وقضاء، ودستور، وقانون، ولم يبق شيء في حياة هذه الشعوب خارجا عن سلطة ولاة أمرها، إلا ما أذنت لهم فيه بشروط وقيود. ورددت أجهزة إعلام ولاة أمر الشعوب الإسلامية أن أولئك الولاة هم المعنيون بمصالح شعوبهم في داخل بلدانهم وخارجها، وأنهم يكفون شعوبهم في كل ما تحتاج إليه، فأسلمت الشعوب الإسلامية قيادها لولاة أمرها في كل شئون حياتها. ومن أهم الأمور التي ركنت الأمة الإسلامية فيها إلى ولاة أمرها، تعاون حكوماتها على تحقيق مصالحها ودفع الشرور عنها. ومن ذلك تقوية جيوشها للذود عن أرضها، وحماية عِرْضِها وتحقيق أمنها من اعتداء أعدائها عليها. وكم سَمِعتْ تلك الشعوب من إطراء أجهزة إعلامها لقادتها، ولقوة جيوشها، وحسن تدريبها، وتفوقها في السلاح والعتاد، وما أنفق من مال وفير على التدريب وتوفير ذلك السلاح، يصاحب ذلك الاستعراضات العسكرية في المناسبات، مع عرض أسلحتها المتنوعة الخفيفة والثقيلة، حتى يشعر من يرى ذلك أو يسمعه، أن كل دولة من دول الشعوب الإسلامية قادرة وحدها على رد العدوان عنها وعن غيرها من شيقاتها من دول الشعوب الإسلامية. ثم اكتشفت الشعوب الإسلامية – بعد حين- أن حكوماتها تستمرئ التنازع فيما بينها، ويتآمر بعض دولها على بعض، وتعتدي دولة منها على أخرى، بدلا من اجتماع كلمتها وتعاونها على تحقيق مصالحها، وأن بعض هذه الحكومات لا يأمن بعضها الآخر، بل قد يركن بعض حكوماتها إلى أعدائها من غير المسلمين، أكثر من ركونها إلى حكومة شعب مسلم ..... كما اكتشفت تلك الشعوب أن حكوماتها غير قادرة على رد العدوان عن أراضيها وأراضي شقيقاتها ورعاياها، من ألد أعدائها، بل إن غالب حكام الشعوب الإسلامية قد ملأ قلوبهم الخوف من أذل خلق الله على وجه الأرض (اليهود) الذين احتلوا قلب الأمة الإسلامية في الأرض المباركة المقدسة، التي تحيط بها عواصم وشعوب الجامعة العربية من (المحيط الهادر إلى الخليج الثائر!!!) شعوب وعواصم لها تاريخها المجيد في الدعوة والجهاد والفتوحات الإسلامية، من الدار البيضاء غربا إلى بغداد شرقا، بله الشعوب الإسلامية وعواصمها من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي. تلك الحكومات التي ترفرف أعلامها (أكثر من خمسين علما غالب دولها علمانية) في مقر أمانتها العامة في منظمة المؤتمر الإسلامي، أو في اجتماعات ممثليها في عواصم أخرى، سواء كانت على مستوى وزراء الخارجية، أو على مستوى قمة المنظمة. ولم تجد الشعوب العربية والإسلامية في كلتا المؤسستين –الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي- ما يشفي عليلها ويروي غليلها، بل وجدت عدم تحقيق مصالحها ودفع المفاسد عنها، وبخاصة ما يتعلق باعتداء أعدائها على أرضها وانتهاك عرضها، وتدنيس مقدساتها. وإذا كان القارئ في حاجة على أدلة على هذه الدعوى، فليفتح مذياعه، أو تلفازه، أو جريدته، أو حاسبه الآلي على الشبكة العالمية، ليرى ويقرأ ويسمع، أن المصائب والنكبات والقتل والتشريد والعدوان في غالب الأرض، واقع على المسلمين والعرب، في الفليبين وإندونيسيا، وفي الصين وكمبوديا، وفي الهند وسريلانكا، وفي الحبشة وأريتريا، وفي كثير من دول أفريقيا، وفي البوسنة والهرسك ومقدونيا واليونان، وفي شعوب آسيا الوسطى في الشيشان وغيرها... لا بل إن بعض الحكومات في الشعوب الإسلامية تحارب الإسلام ومن يتمسك به في بلاده، والمثال الصارخ على ذلك ما يفعله قادة الجيش في تركيا –مركز رمز الخلافة الإسلامية الأخير! والذي يهمنا اليوم هو ما يعانيه إخواننا في الأرض المباركة من اليهود، الذين هدموا البيوت والمساجد والمصانع، وقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ، وحاصروا المدن والقرى: منعا لوصول الضرورات إلى أهلها، من غذاء ودواء وكساء، وقطعوا ما أمر الله به أن يوصل من صلة الأرحام، حيث لا يقدر القريب في مدينة أو قرية أو حارة أن يزور قريبه. أطفالهم يصرخون، نساؤهم يندبن و يبكين ، وشيوخهم يستنجدون، وعلماؤهم ينصحون ويدعون إلى العون والنصر، والفضائيات تنقل للعالم ما يجعل النائم يستيقظ، والغافل ينتبه، بل والميت يحيى، ولم ينبض للقادرين على إنقاذهم عرق ينبض، ولا دم يسخن، ولا قلب يتوجع. وإنني لأقرأ الآية الكريمة: {{وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا(75) [النساء] وأنا أنظر إلى ما يعانيه إخواننا في فلسطين، وأشعر كأنها نزلت فينا وفيهم، إلا أن هؤلاء المجاهدين لا يدعون الله أن يخرجهم من ديارهم، بل يدعونه أن يفرغ عليهم صبرا ويثبت أقدامهم وينصرهم على القوم الكافرين. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أليس لنا الحق بعد هذا كله أن نستعير هذا التشبيه في الآية الكريمة، وهو أن الوعود ذات الرعود بدون مطر، من قادة الشعوب الإسلامية، ما هي إلا سراب بقيعة، يتضح ذلك من مؤتمرات القمة الثلاثة الأخيرة التي عقدت في الدوحة، وفي عمان وبيروت ولا نريد هنا إلا تشبيه مواقف دول الشعوب الإسلامية –بما فيها العربية-بالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، حتى لا يقولن قائل إننا نكفر المسلمين، لذكر الذين كفروا في الآية:{{والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب}} سورة النور(39). فلسنا من المكفرين لأحد من أهل القبلة ما لم يقم دليل قاطع يخرجه من زمرة أهل القبلة. لكننا نرى أن المظلومين المعتدى عليهم في الشعوب الإسلامية، يؤملون في اجتماعات قادة الشعوب الإسلامية والعربية ما يفرج كربهم، بنصرهم على أعدائهم، بالمال والمقاطعة للعدو ومن ينصره ويعينه على عدوانه، والسلاح والعتاد، بل وبالنفس، ثم لا يرون بعد اجتماعاتهم إلا الإسلام والخذلان. ومن أبرز الأدلة على ذلك أن عدوان اليهود اشتد وازداد ضراوة وفتكا، بعيد انفضاض مؤتمر القمة العربية مباشرة، فإذا الأمل يأس، و النصر خذلان، فكانت الوعود المنبثقة عنها {{كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا}} أما حساب الله الذي ينتظر هؤلاء القادرين على نصرة إخوانهم مع تقاعسهم عن نصرنهم، فسيـأتي الحديث عنه في مقالات أخرى قادمة بإذن الله! ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين...؟! إنني لأنظر إلى ما يعانيه إخواننا في فلسطين، وأرى كثيرا من النساء الكبيرات السن، وهن يصرخن ويستغثن، ويرددن كلهن، هذه العبارات الحزينة: اليهود أخرجونا من بيوتنا في سنة 48 وطردونا من ديارنا سنة 67 وهاهم اليوم يهدمون بيوتنا بل يهدمون مدننا بكاملها على رؤوسنا، ويقتلون أولادنا ويحاصروننا، ويقطعون عنا الغذاء والدواء، والعالم يتفرج علينا! أين العرب؟ ألا يوجد ضمير حي يقف بجانبنا؟ وأراهن وهن يقبلن وجوه أبنائهن الشهداء في أشد الألم والحسرة. وأنظر إلى أخبار فضائيات الدول العربية، فأرى أطفال فلسطين وهم يقفون أمام الدبابات والمصفحات اليهودية، يرمون بحجارتهم اليهود المحتمين بتلك الدبابات والمصفحات، ومن وراء الجدر كما ذكر الله تعال في كتابه: {{لا يقاتلونكم إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر}} وأرى الجندي المدجج بالسلاح هاربا من طفل يركض وراءه بحجره. ثم أنظر مرة أخرى فأرى الفتاة اليهودية حاملة سلاحها بجانب زميلها من الجنود تطلق رصاصها على أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في الأرض المباركة. وأرى من جانب آخر شبابنا العربي فتيانا وفتيات، وهم يرقصون ويغنون، وفرق الآلات الموسيقية-شبابا وشيبا، رجالا ونساء-منهمكين في العمل على تلك الآلات، بدلا من البنادق والرشاشات والمدافع التي يحملها اليهود من الرجال والنساء، ليقتلوا به المسلمين في فلسطين. ألا تستحق أمة يغني أبناؤها وبناتها ويرقصون، ويتسابقون إلى ملاعب الرياضة ، للتنافس في رفس الكرة في شباك الأهداف، وعدوها يحتل أرضها، ويهدم بيوتها، ويقتل إخوانها وأخواتها، ويخرب مساجدها، ويدنس قبلتها الأولى، وهي ذات جيوش جراره، وأسلحة فتاكة، وإمكانات مادية هائلة، وشبابا شجعانا مستعدين لنزال العدو وزلزلته، فيحول حكامها بينهم وبين القيام بفريضة الجهاد التي لا بديل له في الانتصار على أعداء الله، ألا تستحق هذه الأمة الراقصة المغنية الساكتة، أن يذلها ربها لأذل خلقه في الأرض؟! ماذا سيقول زعماء العالم الإسلامي الذين يشاهدون صباحَ مساءَ ما يعانيه إخواننا في الأرض المباركة من محن وابتلاءات، ماذا سيقولون لربهم عند لقائه، وهو يسألهم هذا السؤال: {{وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا}}(75) [النساء] هذه الآية نزلت في المسلمين الذين فتنهم المشركون بمكة بعد الهجرة النبوية، كما قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسير الآية: " فإنهم كانوا قد أسلموا بمكة فغلبتهم عشائرهم على أنفسهم بالقهر لهم وآذوهم ونالوهم بالعذاب والمكاره في أبدانهم ليفتنوهم عن دينهم فحض الله المؤمنين على استنقاذهم من أيدي من قد غلبهم على أنفسهم من الكفار فقال: لهم وما شأنكم لا تقاتلون في سبيل الله وعن مستضعفي أهل دينكم وملتكم الذين قد استضعفهم الكفار فاستذلوهم ابتغاء فتنتهم وصدهم عن دينهم من الرجال والنساء والولدان ..... الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها" وإن قارئ هذه الآية لشعر كأنها نزلت فينا وفي هذا الشعب المغلوب على أمره الذي تحيط به عواصم أبطال الجهاد والفتوحات، ولا يرى من فرق بينه وبين من نزلت في شأنهم هذه الآية، إلا أن هذا الشعب المجاهد الصابر الصامد المجاهد، يتلقى الإبادة بالدبابة والرشاش، والصاروخ من الأرض، والطائرة والقنبلة من الجو، وهو لا يدعو الله أن يخرجه من دياره، بل يدعو أن يفرغ الله عليه صبرا ويثبت أقدامه وينصره على القوم الكافرين، ليبقى في أرضه، حتى لا يستفرد بها أعداء الله اليهود. ومن عجائب الدنيا العجيبة، أن نرى ولاة أمور المسلمين القادرين على تجييش الجنود النظامية، وتدريب الشعوب الأبية، والتوكل على رب البرية، ينصرفون عن ذلك كله، وييممون وجوههم نحو تل أبيب يرجون من العدو أن يخفف من عدوانه على المسلمين في فلسطين، لئلا يحرجهم بما يفعل أمام شعوبهم، أو يتجهون إلى واشنطن التي هي أساس الظلم اليهودي، طالبين منها التوسط لدى اليهود ليعودوا إلى حلقات التفاوض السلمي المذل. وولاة أمر المسلمين الذين تربعوا على كراسي حكمهم، واستبدوا بجميع مرافقهم، من تعليم وإعلام، واقتصاد، وجيش، ومواصلات، واتصالات، وزراعة، وصناعة، و سياسة، ودبلوماسية، وعلاقات دولية، وقضاء، ودستور، وقانون، يرون بأم أعينهم ما يعانيه هذا الشعب المسلم، فلا يسمع منهم أطفال الحجارة ونساء الأرض المباركة، وعلماء فلسطين وشيوخهم، إلا اللجوء إلى العدو المستأسد الذي يعتدي عليهم صباح مساء، وإلا الاستغاثة بأعوانهم من الأمريكان الذين يمدونهم بالمال والسلاح والدعم بكل أنواعه. لقد نسوا الله الذي لو توكلوا عليه لنصرهم وأعزهم، وتوكلوا على عدوه وعدوهم، فوكلهم الله إلى أنفسهم. ونبذوا رغبات الشعوب الإسلامية في مناصرة إخوانهم الفلسطينيين على عدوهم من اليهود المعتدين، بالمال والنفس، وكمموا أفواههم، فلم يأذنوا لهم بالتعبير عما في نفوسهم، بل اقتادوا بعضهم إلى المعتقلات والسجون، ونفوا بعضهم من بلدانهم وديارهم بدون حق، إلا أنهم يدعون إلى تحرير أرضهم من اغتصاب عدوهم، فأصيبت تلك الشعوب باليأس، وغلت نفوسهم غضبا، واتقدت قلوبهم حقدا، وسكتوا على مضض، وهم يسمعون ويقرءون ويشاهدون في وسائل الإعلام، من الظلم والاعتداءات اليهودية على إخوانهم، ما يحزن تلك النفوس، وبدمي تلك القلوب. ولكن تلك الشعوب لم تعد اليوم تطيق كتمان غيظها، وقفل أفواهها التي كممها ما يسمى بـ(أجهزة الأمن) في بلدانها، فخرجت جموعهم الحاشدة من جميع الفئات: الرجال والنساء، الصغار والكبار، ولعالم والمثقف والعامي، كلهم يتحدى أجهزة الأمن العامة والخاصة، ويتحمل ضرباتهم بالهراوات ورؤوس الفنادق هم، ويستقبلون رصاصهم بصدورهم المكشوفة، تنهش أجسادهم كلاب الشرطة المدربة ذات الرتب العسكرية المتنوعة. {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير} (39) التوبة هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم(38) محمد فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين ءامنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين(249) البقرة الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا(139) النساء ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم(65) يونس من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور(10) فاطر سبحان ربك رب العزة عما يصفون(180) الصافات يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون(8) المنافقون وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم(126) آل عمران وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم(10) الأنفال إن الذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين ءاووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين ءامنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير(72) الأنفال. بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم(5) الروم إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون(160) آل عمران قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين(14) التوبة ياأيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم(7) محمد أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور(20) الملك وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وءاخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون(60) الأنفال وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين(58) الأنفال كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين(7) التوبة الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين(194) البقرة وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون(12) التوبة إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين(175) آل عمران الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم(172) آل عمران الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل(173) آل عمران ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين(13) التوبة ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا(77) النساء وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم(61) الأنفال ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين(139) آل عمران فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم(35) محمد قل إن كان ءاباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين(24) التوبة ومن يتول الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله هم الغالبون(56) المائدة وإن جندنا لهم الغالبون(173) الصافات أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب(214) البقرة أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين(142) آل عمران إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا(10) الأحزاب ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما(22) الأحزاب هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا(11) الأحزاب ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما(22) الأحزاب واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون(26) الأنفال ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين(21) قالوا ياموسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون(22) قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين(23) قالوا ياموسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون (24) المائدة ياأيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم(54) المائدة



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect