موقع الروضة الإسلامي

أول رحلة في حياتي إلى خارج أرض الحرمين:

6 ـ وكان أول سفر لي إلى خارج المملكة سنة 1392هـ ـ 1972م إلى جمهورية مصر العربية من أجل مواصلة دراسة الماجستير ـ انتساباً في جامعة الأزهر. [1]. وعندما أقلعت الطائرة السعودية من جدة إلى مصر فوق البحر الأحمر أخذت أتأمل في البحر و5 فأدهشني المنظر وأخذ بلبي، وذهبت أفكر في مناظر العالم الفسيح، وبعد فترة راعني منظر آخر جديد لم أره من قبل، وهو نهر طويل يمتد من الجنوب إلى الشمال يتلوى مثل الثعبان، تكتنفه من الجانبين خضرة مستمرة، والنهر والخضرة يقعان في وسط صحراء، فسألت المضيف: ما هذا؟ فقال: ألا تعرف نهر النيل؟ قلت: أسمع عنه ولكني لم أره، قال: هو هذا. وكنت من وقت خروجي من مطار المدينة إلى جدة ثم من وقت خروجي من مطار جدة فوق البحر الأحمر، أنظم أبياتاً من الشعر من بحر الرجز أصف فيها مشاعري في الرحلة، وأسجل ما يعرض لي، وهذه أول مرة أطل من نافذة الطائرة من الجو، فالطائرة التي أقلتني من جيزان سنة 1382هـ كانت من نوع يسمى "داكوتا" وكانت المرة الأولى في حياتي أركب فيها الطائرة، وكنت طول الوقت أتقيأ لمدة ساعتين ونصف الساعة أو أكثر، فلم أكن أجرؤ على النظر من النافذة. وهذا نص الأبيات التي نظمتها في رحلة القاهرة:

* [2]. * [3]. * [4]. * [5]. وصفت هذه الرحلة، مع أن بينها وبين أول رحلة دعوية ست سنوات، وبينها وبين رحلة الصين هذه، أربع وعشرون سنة، ليدرك القارئ مدى رغبتي في الرحلات وعاطفتي الجياشة مع المناظر، رمالاً وجبالاً، وغابات وصحارى، وأنهاراً وبحاراً، ومباني ومدناً.. وسيجد القارئ ذلك واضحاً في جميع هذه السلسلة من الرحلات.. وكانت هذه الرحلة المصرية المحدودة، من الأسباب التي ضاعفت الرغبة في رحلات أوسع.

1 - ذهبت في الإجازة الصيفية مرتين، وبعد الانتهاء من الامتحان أعود إلى عملي
2 - وقد وُسِّعَ كثيرا، حتى أصبح يستقبل الطائرات الدولية الآن
3 - كانت الرحلة من جدة إلى القاهرة في اليوم الثاني، والمبيت في الفندق على حساب السعودية
4 - كان منح التأشيرة في الجواز شرطا في السفر تلك الأيام
5 - السحب