﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

الحالة الرابعة: الخروج للجهاد في سبيل الله:
وخروجها للجهاد قد يكون مندوباً، وقد يكون مباحاً، وقد يكون واجباً على حسب اختلاف الحاجة والضرورة. والنفير العام. وعمل المرأة في الحرب يختلف أيضاً باختلاف حالات الحرب، فتارة تقرب الماء للمقاتلين أو تخيط قربة أو نحوها. فقد كانت تارة تسقي المجاهدين، وكان للمرأة المجاهدة فضلها ومنزلتها عند كبار الصحابة، رضي الله عنهم. ومن الأمثلة على ذلك، "أن عمر رضي الله عنه قسم مروطاً بين نساء أهل المدينة، فبقي منها مرط جيد، فقال له بعض مَن عنده: يا أمير المؤمنين أعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك ـ يريدون أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه.. فقال عمر: "أم سليط أحق به".. وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر: "فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد". [1]. ومن الأمثلة على خروج النساء للجهاد، ما جاء في حديث أنس رضي الله عنه، قال: "لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما، تنقزان القرب"، قال غيره: "تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانها في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم". [2]. وكانت تارة تداوي الجرحى وتنقل القتلى إلى موضع آخر. كما روت الربيع بنت معوذ رضي الله عنها، قالت: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجرحى ونرد القتلى إلى المدينة". [1]. وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: "لما كسرت على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضة، وأدمي وجهه وكسرت رباعيته، وكان علي رضي الله عنه يختلف بالماء في المجن، وجاءت فاطمة تغسل عن وجهه الدم، فلما رأت فاطمة عليها السلام الدم يزيد على الماء كثرة عمدت إلى حصير، فأحرقتها وألصقتها على جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرقأ الدم". [4]. وتارة تحمل السلاح لتدافع عن نفسها، إذا تعرض لها أحد من المشركين، كما في حديث أنس رضي الله عنه: "أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجراً… فكان معها فرآها أبو طلحة فقال: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما هذا الخنجر؟)) قالت: اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك". [5]. الحديث. وإنما نقلت هذه الأحاديث في هذا المقام، لأبين للجاهلين بنصوص الشريعة والناقمين على الإسلام بسبب أمره المرأة بالبقاء في البيت، أن الإسلام دين حكمة يضع الأمور في مواضعها، فهو يأمر المرأة بالقرار في البيت وعدم الخروج لغير حاجة، فإذا جاء وقت الحاجة أباح لها أن تخرج، وإذا جاء وقت الضرورة أوجب عليها الخروج، وجعلها تعمل في أحرج المواقف وأشدها خطراً، وهي أوقات الحروب. وأعمال المرأة فيها تختلف باختلاف الأحوال كما تقدم، فهي تسقي تارة، وتداوي أخرى، وتنقل الموتى ثالثة، وتحمل السلاح رابعة لتدافع عن نفسها. فالإسلام في سلبه وإيجابه حكيم عادل، بخلاف ما يدعو إليه دعاة الضلال والنفاق فإنهم يدعون المرأة لتخرج إلى أماكن اللهو والفجور، وإلى الأماكن الأخرى التي لا حاجة لخروج المرأة إليها إذ يَكفي فيها الرجال كالمصانع والمكاتب ونحوها. وليتهم يؤهلون المرأة للقيام بما تحتاجه النساء، ويوجدون لها مرافق خاصة بها؛ كمستشفيات خاصة بالنساء لا يعمل فيها الرجال، وكذا المدارس والمعاهد والجامعات بحيث تكون المرأة أهلاً للقيام بكل ذلك، ولا يحتجن للرجال إلا لضرورة، أو حاجة قريبة منها.
1 - البخاري (3/222)
2 - البخاري (3/221) ومسلم (3/1443)
3 - البخاري (3/222)
4 - البخاري (3/227)
5 - مسلم (3/1442)



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect