﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

المحاضرة الثامنة في 5/9/1385هـ.
و"إذ"في قوله تعالى: ((فإذ لم يأتوا بالشهداء)) ظرف بمعنى حين، أى حين لم يأتوا بالشهداء فهم كاذبون عند الله، أي في حكمه الشرعي الذي فرضه عليكم، وكذلك هم كاذبون في نفس الأمر، لاًن الله تعالى قد صرح أن ما جاؤوا به إفك وبرأ المتهمين مما نسب إليهم بقوله تعالى: ((أولئك مبرؤون مما يقولون)). قوله تعالى: ((ولولا فضل الله عليكم ورحمته 00)) الآية. لولا هي الامتناعية التي يحذف خبر المبتدأ بعدها غالباً.. كما قال ابن مالك: وبعد لولا غالباً حذف الخبر،،،، حتم.... و"في"في قوله: ((فيما أفضتم)) سببية، أي بسبب ما أفضتم. ومن إتيان"في"سببية قوله صلى الله عليه وسلم: (دخلت امرأة النار في هرة) [مسلم (4/2023)]. والإفاضة الخوض، أي فيما خضتم فيه من رمي عائشة وصفوان رضي الله عنهما. والظاهر أن العذاب العظيم متوعد به في الدنيا والآخرة بدليل قوله تعالى: ((ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة)). وهو كقوله تعالى: ((فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً)) [آخر آية في سورة الفرقان].. أى لازماً لكم متصلاً بعذاب الآخرة. والضمير المنصوب في قوله تعالى: ((لمسكم)) عائد إلى الذين خاضوا في الإفك. قوله تعالى: ((إذ تلقونه بألسنتكم.)) الآية. قرىء بفك: ((إذ)) وإدغامها في التاء، وقرىء بإدغام إحدى التاءين في الأخرى، وبحذف إحداهما، على حد قول ابن مالك: وحَيِيَ افكك وادغم دون حذر،،،، كذاك نحو تتجلى واستتر وقوله: وما بتاءين ابتدي قد يقتصر ،،، فيه على تا كتبين العبر وقرىء تلقونه من ألقى، وهي ظاهرة. وقرىء: ((تلِقونه)) من الولق، وأصله الإسراع والمراد هنا الإسراع في الكذب، أي تسرعون في اختلاق الكذب، ومن مجيئه بمعنى الإسراع في الكذب قول الشاعر:

والعنس الناقة القوية.. والضمير المنصوب في قوله:"تلقونه"يعود إلى الإفك. وهناك إشكال، وهو كيف يسند التلقي إلى الألسنة مع أن الكلام يتلقى بالأذن؟ والجواب: أنه لما كان المقصود من تلقيه بالأذن أن يتكلم به ويشاع باللسان عبر عنه بحسب المقصود فكأن اللسان هو الذي يتلقاه. وقيل في الكلام حذف، دل عليه المقام، أي تلقونه حال كونكم تشيعونه بألسنتكم، وليس فيه تكرار على هذا التقدير، مع قوله تعالى: ((وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم)).. لأن المقام مقام توبيخ يقتضي الاطناب. وقوله: ((وتحسبونه)) بالفتح والكسر، أي تظنونه ((هيناً)) أى سهلاً يسيراً لا يكسبكم عذاباً. والحال ((هو عند الله عظيم)) لأنه وقوع في أعراض المسلمين البرءاء بما لا ينبغي. قوله: ((وتقولون بأفواهكم)). القول لا يكون إلا بالأفواه، وإنما جيء به للتوكيد كقوله تعالى: ((فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ)) [البقرة:79]. قوله تعالى: ((ولولا إذ سمعتموه ...)) الآية. أي هلا، وهي لولا التحضيضية التي فات وقتها، فانقلبت للتوبيخ والتنديم، أي كان المطلوب منكم بحث وشدة حين سمعتموه أن تقولوا هذا القول. قوله: ((ما يكون لنا)) أي لا يصح ولا ينبغي. والبهتان مصدر زيدت فيه الألف والنون، وضم أوله كالغفران والطغيان والقرآن، والمعنى: كذب وافتراء على الأعراض البريئة. وهذا يدل على أنه يجب على الانسان إذا سمع إفكاً ألا يتكلم به، بل يدافع عن المقول فيه، ويقول: هذا إفك ظاهر كبير. وإنما كان إفكاً، لأنه لم تقم على ثبوته بينة. واختلف في وجه مناسبة قوله: ((سبحانك)) مع قول القائل: ((هذا بهتان عظيم)): فقيل: المراد نـنـزهك أن ننتهك حرمتك، فنقدم على مثل هذا الإفك الذي لا ترضى به، فإنك أعظم من أن تنتهك حرماتك. وقيل: المراد تنزيهاً لك من أن تدنس امرأة نبيك بهذا الإفك، مع ما له عندك من الكرامة. و"سبحان"اسم مصدر، من التسبيح، ضمت فيه الفاء - يعني فاء الكلمة التي هي السين - وزيدت الألف والنون. وسيبويه يعربه مفعولاً مطلقاً، فهو مضاف إلى مفعوله. وقيل: هو علم جنس على التسبيح، وقيل: ليس علم جنس لمجيئه معرفاً بأل في بعض الأساليب العربية،كما قال الشاعر: سبحانك اللهم ذا السبحان كما جاء منكراً في قول الآخر:

قوله تعالى: ((يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً ....)) الآية. الوعظ التذكير، وفي الاصطلاح الكلام الذي تلين له القلوب، وهو من وعظ واوي الفاء مفتوح العين، يجب حذف قائه في المضارع والأمر، ويجوز في المصدر. قوله: ((أن تعودوا لمثله)) أي كراهة أو لئلا تعودوا، مثل قوله تعالى: ((فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً)). [الحجرات: 6]. أي كراهة، أو لئلا تصيبوا، وقوله: ((وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ)) [الأنعام: 25]. أي كراهة أو لئلا… قوله: ((لمثله)) أي لمثل هذا القول.. ((أبداً)) أي في مستقبل جميع الزمن. قوله: ((إن كنتم مؤمنين)) مضى الكلام على ما يشبه هذا. [في تفسير الآية رقم: 2]. قوله تعالى: ((ويبين لكم الآيات والله عليم حكيم)) أي يوضح لكم الآيات الشرعية الدينية، كآيات هذه السورة التي قال في مطلعها: ((وأنزلنا فيها آيات بينات)) أى واضحات، لأن الله تعالى بين فيها أحكاماً عظيمة، وآداباً سامية، كما بين حد الزنى وحد القذف، وما ينبغي أن يقوله المسلم إذا سمع مثل ذلك. وقوله: ((عليم حكيم)) أي هو عليم بكل شىء، حكيم يضع الأمور في مواضعها، ولهذا نبهكم بعلمه المحيط حسب حكمته البالغة. قوله تعالى: ((إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ...)) الآية. الشيوع الفشو والانتشار. والمراد بالذين آمنوا عائشة وصفوان، لأنهما محل الرمي وقيل المراد انتشارها في المؤمنين، وإن كان محلها اثنين. قوله: ((والله يعلم)) أي كل شء. ((وأنتم لا تعلمون)) إلاما علمكم به. ولهذا بين لكم عظم هذه الأمور وحدودها. وأصل الفحش التناهي في الشيء، والمراد بالفاحشة هنا الخصلة المتناهية في القبح، وكثيراً ما تطلق على الزنى. قوله تعالى: ((ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم)). جواب لولاه محذوف، أي لما سهل عليكم هذا التسهيل، وقيل: مذكور وهو قوله: ((ما زكى منكم من أحد)) جعلوه جواباً للولا في الموضعين. والأظهر أنه محذوف. والرؤوف اسم من أسمائه تعالى، والرأفة أشد الرحمة أي لولا رحمته الشديدة بكم لعاجلكم بالعقوبة. قوله تعالى: (((يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان)) الآية.



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect