﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

تمهيد عن المدرسة.
إن الإنسان لا يستغنى مطلقاً عن التَّعلُّم، فهو في أشد الحاجة إلى التعلم لتستقيم حياته، إنه في حاجة إلى التعبير عما في نفسه للآخرين، كما أنه في حاجة لفهم ما في نفوس الآخرين، ووسيلتهم إلى فهم التعبير إما اللسان ـ ولا بد أن يشتركوا في لغة التخاطب ـ وإما الكتابة ـ وهي كالتعبير باللسان لا بد أن يشترك الكاتب والقارئ في لغة الكتابة ـ وإما الإشارة؛ وهى التي لا يحتاج فيها الناس إلى فهم اللغة، ولا الكتابة، ولكن مجال التفاهم بالإشارة ضيق، إذ لا بد أن يكون المشير، والمشار له، والمشار إليه، في مكان واحد يمكن فيه للمشير والمشار له أن يرى كل منهما الآخر، وأن يريا المشار إليه، ولابد أن يكون كل منهما مبصراً كذلك. ومن هنا كان التخاطب باللسان والكتابة، أمراً ضرورياً لا غنى عنه للأفراد والأمم. ويظهر ذلك في امتنان اللّه سبحانه وتعالى على آدم وذريته بتعليمهم أسماء الأشياء ومسمياتها، وتعليمهم البيان الذي هو الإعراب عما في نفوسهم، وفهم ما في نفوس غيرهم. قال تعالى: {وَعلمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا}. [البقرة: 31]. وقال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلّمَ الْقُران، خلق الإنسانَ. عَلَّمَهُ الْبيَانَ}. [الرحمن: 1ـ4]. وامتن عليهم كذلك بالقراءة والكتابة، كما امتن عليهم بالتعليم فقال تعالى: {اقْرَأ بِاسْم رَبك الذي خلَقَ. خلَقَ الإنسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرأ وَرَبُّك الأكرم الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يعلم}. [العلق: 1ـ5]. ولعل في اقتران المنة بالخلق والمنة بالتعليم، إشارة إلى أن التعليم ضرورة كضرورة الخلق. فلا غنى للبشر عن التَعلُّم والتَّعليم، والمدرسة إنما تنشأ لذلك ـ وإن اختلفت أهداف كل أمة عن الأخرى من التعليم ـ لأن المؤهلين للتعليم لا يوجدون غالباً في كل بيت، حتى تستغني كل أسرة بمعلمها في بيتها، لندرة المعلم، وندرة التعليم في بعض جوانب الحياة، فاقتضت الضرورة أن يشترك عدد من الناس في مكان واحد لتلقي التعليم؛ لأن المعلم الواحد يمكنه أن يعلم عدداً من الناس ـ مجتمعين ـ ولكنه لا يقدر على تعليم عدد كبير، كل فرد منهم على حدة. والمدرسة تتكون من مكان يجتمع فيه الدارسون والمدرسون، ليُعلِّم هؤلاء أولئك، ومن منهج يوضع لتحقيق هدف معين، ولا بد أن يكون المنهج ملائماً لمستوى الدارسين، ومن دارسين يتعلمون، ومدرسين يعلمون، ومشرفين ينظمون الدراسة، ويديرون المدرسة، ويذللون الصعاب التي تعترض التعليم. والمدرسة المعنية ـ هنا ـ هي المدرسة الإسلامية، والدور الذي تقوم به هو التعليم والتربية.



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect