(88) سافر معي في المشارق والمغارب – رحلة الصين
يوم أمس, 09:20 PM
سألت الشيخ محمد أمين: أين المخرج؟ فأجاب:
1) ترجمة الكتب الإسلامية والمجلات المفيدة، باللغة الصينية، وهي تتعلق بالمعلومات التوحيدية والفقهية والأخلاقية، قبل كل الأشياء، ليتعلم الشبان المسلمون المثقفون حقائق الإسلام بذلك تعلماً صحيحاً، وليفيد التعارف بين الإسلام وبينهم على طريقة العصر الحديث، لحماية عقائدهم من أوهام الإلحاد وأضاليل الأعداء.
2) وفي مناطق الشمال الغربي والجنوب الغربي ـ التي يعيش أغلب المسلمين الصينيين فيها ـ يجب تأييد بعض المدارس الإسلامية الموجودة الجيدة نسبياً، التي يديرها الأهالي بصورة العادة التقليدية، وعونها بإصلاح الخطط الدراسية والمواد، ورفع المستوى التعليمي، وتكوين المدرسين الأكفاء المؤهلين لتدريس العلوم الإسلامية.
3) ويجب مع ذلك أيضاً، أن تنشأ بعض المدارس الإسلامية للبنات أو للمتعلمات، في تلك المناطق، لتعم تعاليم الإسلام بذلك بين الجم الغفير من النساء المسلمات المجاهدة الفقيرة.
4) تأسيس لجنة الاعتماد المالي، لتربية الشباب المسلم، للتشجيع بتقديم جائزة، أو مكافأة الطلبة الذين يولعون بالعلوم الإسلامية وثقافتها، ويحافظون على الواجبات الدينية بجد واجتهاد، والأساتذة الذين يعملون لخدمة تهذيب الشبان المسلمين عملاً خالصاً.
ولكن هذه الآمال السابقة أو الاقتراحات، لا يمكن أن تتحقق بصرف الاعتماد على المسلمين الصادقين في الصين قط، إلا بمساعدة إخوتهم المهتمين في الخارج بمستقبل الإسلام ومصير المسلمين في الصين مادياً ومعنوياً.
التخيل والأمل:
لا زال المعهد الإسلامي بـ(كومينغ) معهداً معتبراً في قلوب المسلمين بالصين الآن أكثر من غيره، من ثمانية معاهد إسلامية أخرى في مقاطعات الصين، وذلك للأسباب الآتية:
السبب الأول: أن القادة في هذا المعهد، وبعض أساتذته من العلماء المشاهير في مقاطعة يونان، فلهم سمعة جيدة، وثقة عميقة عند جمهور المسلمين، وعلم راسخ [نسبياً]. في الدين والدنيا، حيث احتفظوا بتأثير صالح في الأسرة وتهذيب عال في المجتمع.
السبب الثاني: أن هذا المعهد ما زال يتمسك بمبادئ الإسلام الحنيف بعزم لا يتزعزع، جرياً على مقاومة تسرب الإلحاد، ومطالباً صارماً من الطلاب بأن يقوموا بالواجبات الدينية على نحو جدي، وفقا لكتاب الله والسنة، وجاعلاً من كل طالب صخرة ضد كل من يطمع من الأعداء في تضليلهم بالإلحاد.
السبب الثالث: أنه في هذا المعهد مجلة تسمى بـ(الشباب المسلمون)، وطبعت ونشرت تحت إشراف قادة المعهد، وهي مجلة لم يوجد مثلها في غيره، وقد عممت بين المدارس الإسلامية والمساجد والجمعيات الإسلامية في أنحاء البلاد، وكسبت عشقاً وتأييداً وترحيباً من لدى القراء، لأنها مجلة شعبية فريدة في بابها بالصين، تبرز فيها عظمة الإسلام وتعاليمه الإنسانية بأسلوب يرضاه المسلمون.
ونظراً إلى هذه الخصائص لهذا المعهد نرجو أن يلعب دوره الأكبر على صورة مزيدة، كما يجب أن يفضل بمساعدة المنظمات الإسلامية العالمية، كما نرجو أن يتغلب على الصعوبات الموجودة الآن مادياً ومعنوياً، بعناية الإخوة المسلمين العربية.
وفقنا الله وإياكم لما فيه النجاح والخير آمين.
الحاج محمد أمين ما ـ إن ـ شين نائب ناظر المعهد الإسلامي بـ(كومينغ). [في هذه الوثيقة أخطاء كثيرة، وعبارات غير مفهومة، وقد حاولت تصحيح بعض جملها وألفاظها لتستقيم معانيها، ولكنها في الجملة تبين الأخطار التي تعرض لها المسلمون في السابق، ويخشى أن يتعرضوا لها فيما بعد، والحلول المناسبة لوقايتهم منها].
كيف لو رأيته في لباسه العربي؟!
كنت في مطعم الفندق، فدخلت عائلة صينية، ومعها طفل صغير لا يزيد عمره عن خمس سنوات فاقترب مني هذا الطفل تاركاً والديه وجميع أبناء جنسه، وأخذ ينظر إليَّ ويتأمل في وجهي ويبتسم، فوضعت يدي على رأسه وقلت له باللغة العربية الفصحى: ماذا أعجبك في ضيفك، وكيف لو رأيته في لباسه العربي الكامل؟ [وكنت لابساً بدلة سفاري]. و هو لا يزيد على التأمل والابتسام.
بعض الحكماء الصينيين في نظر مواطنيهم:
تردد على ألسنة الصينيين، كلمة حكاء الصين، كنت قد قرأت كتابا مترجما إلى اللغة العربية، قبل هذه الرحلة بوقت طويل، بعد تخرجي من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية، وأعجبني كثيرا أسلوبه والمعاني الواردة فيه، اسم الحكيم: (صونتزو) وهو يستحق هذا اللقب، و الكتاب موجود الآن في أونلاين.
يرى الصينيون أن من حكماء هم في هذا الزمان:
1)
mai che dong
2) deng shao pin
3) jong ze min .
لما عندهم من النظريات السياسية والاقتصادية وتكوين الدولة. وأول هؤلاء الثلا ثة ماوتسي سونج من أسوأ من حكمو الصين، وهو في حكمه مستبد ومسيرته في الحكم، كانت مسيرة ظلم، أفقر فيه الصين، واعتدى على المسلمين، وأهان علماءهمـ وقضي على كل من عارضه من الصينين وهو السبب في انفصال حكومة تايوان التي أصبحت، أقول هذا لأنا عاصرناه وسمعنا عنه في الجرائد وغيرها من وسائل الإعلامز

الشيخ محمد أمين الصيني في منزلي بالمدينة المنورة: 25/11/1424ﻫ ـ 2004م
جاء الشيخ محمد أمين لأداء فريضة الحج هذا العام، وزارني في منزلي مع مترجمه الشاب الصيني الذي تخرج السنة الماضية من الجامعة الإسلامية في إسلام أباد. واسمه "عبد الله إبراهيم" وهو مسئول عن الأكاديمية في المعهد الإسلامي في مدينة "كومينغ" عاصمة منطقة يونان الصينية التي تقع في الجنوب الغربي للصين، وهي المدينة التي يسكنها الشيخ محمد أمين... وقد اجتمعت به فيها يوم الأحد 17/3/1416 ﻫ ـ 13/8/1995 م ليقوموا بالدعوة بمنزل الكاتب. وانتشار الإسلام بين الصينيين غير المسلمين.
أول ما استقر بالشيخ مجلسه بدأ الحديث عن شكواه من العقبات التي تعترض فقه المسلمين لدينهم،
الشيخ محمد أمين يشرح أحوال المسلمين في الصين ويطلب النصيحة في كيفية تفقيه الشباب وتربيتهم
عقبات تعرقل نشاط العلماء الدعاة في تقدم الدعوة وتقوية إيمان الشباب
ومن أهم تلك العقبات، تمسك الصينيين بحضارتهم القديمة، وضعف الثقافة الإسلامية السليمة، لقلة الدعاة والعلماء الذين يحملونها ويقومون بالدعوة إليها. ولهذا يهمنا تصحيح العقيدة في نفوس الشباب ليقوموا بالدعوة إليها. ومن تلك العقبات الأفكار والمذاهب الحديثة التي يحملها بعض الشباب من المسلمين، لما فيها من الغلو والتفرقة بين المسلمين، في مسائل فرعية لا ينبغي أن تتسبب في تفرق المسلمين، لأنها تشوه صورة الإسلام والمسلمين.
ومن تلك العقبات الحضارة الغربية التي دخلت باسم التقدم التكنولوجي، والمقصود الأساسي للغربيين هو الدعوة إلى ثقافتهم وفكرهم الذي يواجهون به الثقافة الإسلامية ويصدون الناس عنها. ونحن كنا من قبل نركز على الشباب في المساجد وحدهم، وكان ذلك خطأ، لهذا ضممنا إلى نشاط المساجد التركيز على شباب الجامعات، لأن لديهم علوماً وثقافات أساسية في الحياة.

الكاتب والشيخ محمد أمين والمترجم محمد إبراهيم في منزل الكاتب بالمدينة المنورة في مكتبتي بالمنزل
فوائد إقامة المخيمات لنشاطات طلاب الجامعات وغيرهم من الشباب
ومن النشاطات الجيدة المتاحة الآن إقامة المخيمات الطلابية التي يجتمع فيها الطلاب والأساتذة من الجامعات والمدارس وتقام فيها الدورات للمعلمين، وهي نافعة جداً، وقد حققت الأهداف، ورفعت مستوى المعلمين. ونحن نحاول التخطيط لدعوة الأساتذة من الجامعة الإسلامية في المدينة وغيرها ليقوموا بتربية الطلاب، ولكن سياسة الحكومة في الصين تحول بيننا وبين ذلك. لهذا نرجوكم أن تفكروا معنا في حل هذه المشكلة، وتؤلفوا لنا كتيبات صغيرة في الموضوعات المهمة لنتمكن من ترجمتها للشباب الصيني.
مع العلم أنه لا يوجد عندنا من عنده القدرة الكافية على الترجمة السليمة، فكثير من العلماء يجيدون النحو والصرف في اللغة العربية ولكن ليس عندهم قدرة على الترجمة. ولو أن الجامعة الإسلامية تنظم لطلابنا فيها محاضرات ليكونوا أقوياء في الترجمة إلى اللغة الصينية لكان في ذلك نفع عظيم.
وقال الشيخ محمد أمين حاولت تصحيح ترجمة معاني القرآن للشيخ محمد مكين، ومع ذلك لا زالت في حاجة إلى المزيد من المراجعة. وقد أصبحت متقدماً في السن، لا قدرة عندي على النشاط ولهذا تدعو الحاجة إلى رفع مستوى الطلاب الشباب ليقوموا بالمهمة. [قال لي: إن عمره الآن 77 عاماً، انظر الصورة رقم (...) في ملحق الصور]...
وقد حصلت مذاكرة طويلة في هذه الأمور، إذ استمر الاجتماع من بعد صلاة العصر إلى قبيل صلاة العشاء في مكتبتي بحي الأزهري في الجامعة، وحضر المذاكرة مع الشيخ ومرافقه، طالب صيني يدعى "سيف الدين" وبعض طلابي من اليمنيين.
وحرضت الشيخ ومترجمه على استعمال الكمبيوتر والبريد الإلكتروني، والإنترنت لنشر الدعوة بين المسلمين في الصين وغير المسلمين، بحيث يترجمون بعض الموضوعات المختصرة وينشرونها أولاً بأول... ويطبعون كذلك بعض الكتيبات وينشرونها ... فاستحسن الشيخ ذلك ووعد هو والشاب الذي معه بالعمل بذلك...
|
|