﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(020)سافر معي في المشارق والمغارب

(020)سافر معي في المشارق والمغارب

الزيارة الثانية لجزيرة بالي في عام 1419 ه ـ 1998م:

هذا وقد زرت جزيرة بالي مرة أخرى بعد تسعة عشر عاماً من الزيارة السابقة، وبقيت فيها ثلاثة أيام من 19/3/1419 ه 13/7/1998م إلى 21/3/1414ه 15/7/1998م. وأثبت ما سجلته في هذه الزيارة هنا.

الاثنين: 19/3/1419 ه ـ 13/7/1998م.

السفر إلى مدينة دنباسار عاصمة بالي:

أقلعت بنا الطائرة من جاكرتا الساعة الثانية عشرة والثلث ظهراً، وهبطت في دنباسار في الساعة الثانية والدقيقة السادسة والخمسين. عندما عدت من مدينة بالي إلى جاكرتا يوم الخميس: 22/3/1419ه ـ 16/7/1998م، نزلت في فندق شيراتون ميديا. (SHERATON MEDIA) الذي كنت قد حجزت فيه قبل السفر إلى مدينة بالي.

وكانت أجرة الغرفة فيه أقل من أجرة الغرفة في فندق: جرين ميليا بأربعين دولاراً تقريباً، ومع ذلك أنزلوني في جناح كبير بنفس أجرة الغرفة العادية، لحملي بطاقة نادي شيراتون (SHERATON CLOP). خدمات فندق: جرين ميليا تفوق خدمات جميع الفنادق التي نزلت بها هذه المرة. واستقبلني في مطار دنباسار الأخ عقيل بن محمد با إبراهيم بالبيد وولداه التوأم: محمد ومصطفى، الذين كنت إذا قلت لأحدهما: محمد‍؟ قال : مصطفى! وإذا قلت للآخر: مصطفى؟ قال: محمد! لشدة تشابههما.



الكاتب وعلى يساره محمد ولد عقيل بالبيد وعلى يمينه أخوه مصطفى وهما توأم يصعب التمييز بينهما، ثم والدهما فالتاجر السعودي عبد الغني دنباسار



التوأم محمد ومصطفى ابنا عقيل بالبيد بالي دنباسار



التوأم محمد على اليمين ومصطفى على اليسار ولدا عقيل بالبيد

جولة للتعرف على الفنادق في دنباسار!

عرف الأخ عقيل عن طريق الأخ عبد الله باهرمز، أن من أهم ما أريده في بالي هو الاستجمام والتمتع بالمناظر الجميلة، سواء في الفندق أو في خارجه، ومن تلك المناظر القرب من البحر.
وكان قد حجز لي حجزاً غير مؤكد في عدد من الفنادق، وقال لي: أريدك أن تطلع بنفسك على الفنادق ومواقعها، لتختار ما تراه مناسباً لك.

فمررنا على عدد من تلك الفنادق، وهي تقع في منطقة جديدة تسمى: (نوسادوا NUSA DUA) وهي تبعد عن مركز مدينة دنباسار: 30 كيلو متر، ولم يبدأ البناء فيها إلا في منصف الثمانينات، إذ لم يكن يوجد في دنباسار في سنة: 1980 إلا فندق واحد من فنادق الدرجة الأولى.

ومن الفنادق الموجودة في هذه المنطقة: فندق شيراتون وفندق حياة ريجنسي وفندق هلتون وفندق كْلِيْفْ وفندق: فوتي بالي وفندق نيكو بالي (HOTEL NIKKO BALI) الذي تم اختياري له، لأنه يطل على البحر مباشرة، ولغرفه شرفات واسعة يتمكن النازل فيها من التمتع بالنظر إلى البحر أكثر. وقد بقيت في هذا الفندق ليلتي الثلاثاء والأربعاء. وانتقلت ليلة الخميس إلى فندق آخر سيأتي ذكره وسبب الانتقال إليه.

مطاعم السمك الشعبية:

بعد المغرب من هذا اليوم (الاثنين) أغراني الأخ عقيل بالسمك المشوي الطري الذي تختار منه ما تريد قبل طهيه، في مطاعم شعبية تقع على ساحل البحر في منطقة تسمى: (GEMBARAN) فذهبنا إلى المنطقة، وهي تبعد عن الفندق 25 كيلو متراً تقريباً.

وقبل أن نصل إلى تلك المطاعم وجدنا ازدحاماً شديداً في الطريق إليها، لكثرة المرتادين من السائحين.
وهذه المطاعم مبنية بالخشب والقش، يقف تحت كل مبنىً منها عدد من العاملين وعندهم أنواع السمك الذي يعرضونه على الناس ليختار كل منهم ما يريد، ثم يذهبون به إلى مطابخهم القريبة ليشوى.

وقد أعد أهل كل مطعم كراسي وطاولات خشبية على ساحل البحر، بحيث يرى الآكل أمواج البحر المتتابعة عن قرب، وقد يصل رشاشها إلى بعض الموائد التي يرغب أهلها الاقتراب من البحر. ويتصاعد دخان الفحم الذي يشوى عليه السمك في سماء المنطقة، حتى يغطي مساحة واسعة منها، ولكثافة الدخان لا يكاد الإنسان يرى نجوم السماء مع صفائها، فضلاً عن روائحه التي يتلذذ بها السائحون، وبخاصة الأوربيين، الذين تسمع صياحهم وارتفاع ضحكاتهم رجالاً ونساء.

وقد ترددنا على هذه المطاعم ثلاث ليال متتابعة، أنا والأخ عقيل وولداه ـ التوأم ـ : محمد ومصطفى... اللذان كانا يعبران لي عن عواطفهما بكثرة النظر إلي وابتساماتهما، لعدم وجود اللغة المشتركة التي تربط بيني وبينهم، مع أنهما عربيا الأصل والخلقة الواضحة، كما توضح ذلك صورهما... ولكني كنت أحاول التحدث معهما عن طريق ترجمة والدهما المتعثرة.

الثلاثاء: 20/3/1419ه ـ 14/7/1998م

لم أخرج هذا اليوم من الفندق، إلا للسباحة في الساعة السابعة صباحاً، تناولت بعدها طعام الإفطار، ثم بقيت في الغرفة أو في شرفتها، أتمتع بمنظر البحر.

الأربعاء:21/3/1419ه ـ 15/7/1998م.

زارني اليوم في الفندق بعد الظهر الأخ سعيد باهرمز، والد الأخ الشيخ عبد الله باهرمز، ومعه الأخ عبد الله معاشري وبعض الشباب من مدينة: (سنجاراجا SANGARAGA). والأخ سعيد يزيد عمره عن سبعين سنة، ولكن صحته جيدة، لا يرى عليه أثر الشيخوخة، بخلاف كثير ممن بلغوا هذا العمر، وهو يتحدث اللغة العربية كما يتحدث بها الحضارمة في حضرموت اليوم تقريباً... مع أنه ولد في إندونيسيا في جزيرة بالي هذه الوثنية ولا يزال يسكنها حتى توفي رحمه الله فيها يوم عيد الفطر من عام 1426ه.

وقد سألت ابنه عبد الله عن سبب تحدثه باللغة العربية، فقال: إنه اجتهد بنفسه فتعلم قليلاً منها على يد بعض العلماء، وألزم نفسه بالتحدث بها مع كل من يجتمع به من المتحدثين بالعربية. وقد فاق بهذا التصميم كثيراً من الطلبة الإندونيسيين الذين تخرجوا في جامعات عربية، حيث ينسون كثيراً منها بعد رجوعهم إلى بلدانهم بسبب إيثار لغات أمهاتهم على اللغة العربية، حتى إن كثيراً من معاني مفردات القرآن والحديث وغيرها من العلوم العربية لم يعودوا يعرفونها. أما عبد الله معاشري فقد ظهرت عليه علامات الشيخوخة والضعف، مع أن عمره قد يكون أقل من عمر سعيد... ولله في خلقه شؤون!

الانتقال إلى فندق فوتي بالي (HOTEL PUTRI BALI):

قال لي الأخ عقيل: لقد وجدت صديقاً لي من المسلمين الإندونيسيين، وهو مدير فندق من فئة خمسة نجوم يسمى) :فوتي بالي FUTIBALI) وعرف أن لديَّ ضيفاً من المدينة المنورة، يسكن في فندق (نيكو بالي) مقابل: ثمانمائة وخمسين ألف روبية في اليوم (56 دولار تقريباً) فقال: لو جئت به في فندقنا فسأسكنه في جناح كبير بمبلغ ثلاثمائة ألف روبية فقط (20 دولار أمريكي) إكراماً لأهل المدينة، وقال لي الأخ عقيل: ما رأيك نذهب لترى الفندق، فإذا ناسبك انتقلت إليه، وعندما رأيت الفندق أعجبني بسعة جناحه، ونظافته جيدة، فانتقلت إليه، والفرق بينه وبين الفندق الأول: أن الأول يطل على البحر، وهذا بعيد عنه قليلاً، وإن كان المنظر جميلاً في الجملة.

وقد اجتمعت بصاحب الفندق، واسمه: إيكو إسرانتو: (EKOISRANTO) وقال لي: إنه قد وفقه الله لأداء فريضة الحج، وزيارة مسجد الرسول صَلى الله عليه وسلم...وأنه بنى هذا الفندق في سنة: 1984م، وهو أول فندق يبنى في هذه المنطقة. أي إنه بني بعد زيارتي الأولى لإندونيسيا بأربع سنوات.

سرورُ غريبِ الدار بوافد من داره:

علم بوجودي أحد تجار المدينة المنورة الموجود في بالي منذ أكثر من سنة تقريباً، وهو: الأخ محمد عبد الغني ـ وهو سعودي الجنسية تركي الأصل ـ يسكن في المدينة المنورة، يتجر في المكسرات، ولم يكن أحد منا يعرف الآخر، ولكن غربة الرجل جعلته يشتاق للقائي. التقينا في منزل الأخ عقيل بالبيد بعد صلاة الظهر. وكنت أريد أن أذهب إلى الفندق لأرتاح، ولكنه أصر على أن أصحبه إما إلى منزله الذي يقع في منطقة جبلية بين مدينة دنباسار، ومدينة سنجاراجا، وإما إلى منطقة أخرى جبلية أخرى تسمى: (كينتاماني KENTAMANE). قلت: أي المنطقتين أقرب؟ قال: كينتاماني. قلت: فلنذهب إليها.

وكنت أظن أنها قريبة جداً يمكننا أن نصل إليها ونعود بعد ساعة أو أكثر قليلاً، لأرتاح في الفندق. ولكنا خرجنا من مدينة: دنباسار في الساعة الثانية والنصف، ولم نعد إليها إلا في الساعة السابعة والنصف مساء. أي أن رحلتنا إلى تلك المنطقة والعودة منها استغرقت خمس ساعات كاملة، ولم نقف إلا خمس دقائق لصلاة المغرب... ولا شك أن المناظر كانت جميلة جداً، إذ كانت الغابات الكثيفة تغطي الجبال الشاهقة والشعاب العميقة التي كنا نشرف عليها من الطريق المتعرجة يمنة ويسرة، والمتدرجة صعوداً وهبوطاً...

الوثنية تستنجد بعدوها:

عند رجوعنا إلى دنباسار سمعت صوتاً يشبه الأذان من جهة اليمين، بعيد الغروب، فسألت السائق المصاحب للأخ عبد الغني: هل يوجد مسلمون هنا؟ قال: قليل جداً. قلت: ولكني أسمع أذاناً. قال: هذا ليس بأذان، وإنما هو صوت أحد المتدينين الهندوس يدعو جماعته للاجتماع لعبادتهم.

قلت: وهل من عادتهم أن يدعوا بصوت مرتفع كما يفعل المؤذن عندنا؟ قال: لم يكونوا من قبل يفعلون ذلك، ولكنهم قلدوا الأذان عند المسلمين، والسبب في ذلك أنهم رأوا عدم إقبال أهل دينهم إلى عبادة الأوثان، والاجتماع في مناسباتهم الدينية وأعيادهم، ورأوا إقبال المسلمين إلى المساجد وزيادة إقبالهم على الاجتماع في أعيادهم ومناسباتهم، فقلدوا الأذان. قلت: وماذا يقول الداعي منهم؟ قال: نسمع أصواتاً لا نفهم معانيها.

وكثير من الهندوس غير مقتنعين بدينهم، ويصرحون بذلك، ويقولون: إن دينهم يكلفهم نفقات مالية يعتبرونها خسارة، دون أن تعود عليهم بفائدة! وكان الأخ عبد الله بن سعيد باهرمز قد قال لي في جاكرتا: إن الهندوس شعروا بخطر ابتعاد أتباعهم عن أوثانهم وعباداتهم، فحاولوا أن يقلدوا المسلمين في أمور كثيرة، منها: الأذان، ومنها التزاور في أيام أعيادهم ومناسباتهم... ولم يكونوا من قبل يتزاورون، وإنما فعلوا ذلك عندما رأوا أتباعهم معجبين بتزاور المسلمين وتعاونهم، فخاف كبارهم من تأثر أتباعهم بالمسلمين ودخولهم في الإسلام.






السابق

الفهرس

التالي


15251545

عداد الصفحات العام

339

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م