﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(026)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين

(026)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين

3-إجابات الدكتور حسين حامد حسان

لا تكليف مطلقا بدون شرع الله.


السائل: والعقل أيضاً هل هو حجة في التوحيد، يعني حجة على الإيمان؟



الشيخ: العقل هو الحجة في التكليف، السائل: بدون شك.



السائل: من لم يبلغه الشرع مطلقاً؟



الشيخ: لا، من ليس عنده عقل غير مكلف، كالمجنون.



السائل من لم يبلغه الشرع؟



الشيخ: لا من لم يبلغه الشرع لا يكلف ولو كان عاقلاً، وهذه قضية مفروغ منها.



السائل: حتى في التوحيد؟



الشيخ: حتى في التوحيد، من لم تبلغه دعوة الإسلام لا تلزمه الحجة، ولا يكلف بناء على عقله، وطبعاً نحن نعلم الخلاف الذي قال له بعض الناس )وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا...( قالوا: الرسول هو العقل، وبالتالي يكون حجة، لكن الخلاف هذا يتعلق بما قبل البعثة، أما بعد البعثة فقد أجمع الكل بدون استثناء.



السائل: حتى المعتزلة؟



الشيخ: حتى المعتزلة، هذا كلامهم في ما قبل الشرع، أما بعد الشرع فخلاص.



السائل: لكن الذي لم يبلغه الشرع فكأنه قبل الشرع؟



الشيخ: نعم فلا تلزمه الحجة ولا يعذب، إلا إذا بلغته الدعوة على الوجه الذي بينا.

الفطرة السليمة طبعاً مهمتها عظيمة، والعقل السليم مهمته عظيمة جداً، وهو مساعدة الشخص على فهم الوحي، الفطرة السليمة والعقل السليم، وما في الكون من شواهد، الكتاب المفتوح، هذا كله يعين الإنسان على تقبل الإيمان، و على فهم حكم الله عز وجل فالكون، يعني يقوي الإيمان ويساعده، ولذلك كل هذه ذُكِرتْ لتقوية الإيمان وحمل الناس على الإيمان بالله عز وجل والتصديق، بأنه القادر وأنه الواحد وأنه الخالق وأنه كذا وكذا، إنما لا شأن للفطرة ولا للعقل ولا للكون في قضية التكليف، بدون البلاغ الشرعي.



السائل: ولو كان ذلك يتعلق بالتوحيد؟



الشيخ: ولا معنى للتكليف حتى للإيمان لو كلف التوحيد لكان مسلماً.


هل يوجد لدى كل إنسان حافز يوجب عليه البحث عن الحقيقة؟


السائل: يقال: إنه لا بد أن يكون عند الإنسان حافز يحفزه أن يسأل عن التوحيد، يوجد ذلك الحافز العقل و الفطرة و الكون، يدفع ذلك الحافز صاحبه للسؤال عن الإيمان وعن الخالق، فهل هذا الحافز بهذا الأسلوب موجود عند كل الناس بحيث إنهم يسألون عنه يوم القيامة؟



الشيخ: الحافز موجود، والفطرة السليمة تدعو إلى الإيمان وإلى التوحيد، وكثير ممن هداهم الله عز وجل للإيمان والتوحيد ظلوا يبحثون ويهيمون ويسألون، لأنهم أحسوا بشيء في نفوسهم يفتقدونه ويبحثون عنه، فلما عرفوا الإسلام آمنوا به، ولكن هذا الوازع أو هذا الإحساس إذا لم يهتد به الإنسان ولم تبلغه الدعوة حتى مات، فإنه لا يعد حجة عليه يوم القيامة.



السائل: وهل يوجد عند كل الناس هذا الحافز؟



الشيخ: لا، لا يوجد عند كثير من الناس، لأن التاريخ يذكر لنا أن هناك بعض الناس تجدهم مهتمين بقضايا الدين، وعندهم شيء يدفعهم دفعاً إلى النظر في ملكوت السماوات والأرض وإلى التفكر والتدبر، ويقولون: ما خُلِقَتْ هذه الأمور باطلاً، ويبحثون عن شيء هم لا يعرفون ولم يسمعوا، فإذا بلغت الدعوة هؤلاء، استجابوا لها وكانوا أقوياء في إيمانهم.



ولكن بعض الناس يعيشون كالأنعام يأكلون ويشربون كما تأكل الأنعام، ولا يفكرون في شيء هم يعيشون كالبهائم وكالسوائم، مثل هذا في مجاهل إفريقيا وهنا وهناك، ولا يفكرون في قضية الإيمان ولا في قضية الرب ولا في قضية الخالق، هذا يحتاج نوعاً من الشفافية ونوعاً من الثقافة، يعني التي توجه الإنسان إلى الفكر، يعني قضية التفكير، التفكر نفسه، فمن لم يكن عنده وازع إلى التدبر والتفكر، ربما لا يهتدي إلى البحث ولكن في جميع الأحوال العبرة ببلوغ دعوة الإسلام.



السائل: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: [من هنا بدأت الجلسة الثانية].



فإنا نستكمل إجابات فضيلة الدكتور حسين حامد على هذه الأسئلة، ونستكمل شيئاً مما مضى.



فترة علماء



فضيلة الدكتور هل توجد فترة علماء، كما توجد فترة رسل في بعض الأماكن، بناء على ما قد سبق عن تبليغ الدعوة أو البيان؟



الشيخ: الواقع في تاريخ الأمة الإسلامية، أنه من فضل الله سبحانه وتعالى، يظل بعض الدعاة والعلماء والمصلحين الذين يحملون الدعوة ويوجهون جهودهم ويقضون حياتهم في سبيل هذه الدعوة، وفي إيقاظ الأمة الإسلامية، ومحاولة دعوتها إلى العودة إلى الإسلام من فترة لأخرى، يظل هؤلاء العلماء وهؤلاء المصلحون يقومون بواجبهم، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى وهذا هو الواقع في تاريخ الأمة الإسلامية، نعم.



السائل: يعني لا توجد فترة في بعض الأماكن، فترة علماء، يعني بعض الناس قد لا يجدون علماء يبلغونهم هذا المقصود بالسؤال؟



الشيخ: يمكن في بعض البلاد وفي بعض المناطق يمر عليهم وقت لا يجدون فيه العالم الذي يعلمهم أمور دينهم، فقد يستفتون جهالاً وأنصاف علماء، وقد يترك أهل القرية قريتهم إذا أرادوا أن يعرفوا حكم الشرع إلى بعض القرى المجاورة أو البلاد المجاورة، لمعرفة حكم الشرع، هذا واقع وحادث لقلة العلماء في العصر الذي نعيش فيه، ففي باكستان مثلاً -وفيها شعب يصل إلى مائة مليون-في بعض القرى وفي بعض البوادي وفي بعض المناطق البعيدة، لا يجد الناس العالم القادر على معرفة حكم الشرع، بل إن في كثير من القرى والأماكن البعيدة-لعل ما يزيد عن نصفهم-خمسين ألفا هم أميين حتى لا يقرؤون ولا يكتبون.


حكم ترجمة معاني القرآن الكريم.


السائل: أحسنت، فضيلة الدكتور: الإسلام هو الدين الحق وهو خاتم الأديان، كما أن الرسول صَلى الله عليه وسلم خاتم الرسل، وهذا يوجب على المسلمين تبليغ الإسلام لجميع العالم، ولا يمكن أن يُبَلغوا كلهم القرآن الكريم باللغة العربية، فما حكم ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغات أجنبية، وهل تؤدي الترجمة الحرفية بياناً تقام به الحجة، أو لا بد من الشرح والإيضاح، وهل توجد دار ترجمة لنشر الدعوة الإسلامية باللغات العالمية في علمكم، وإذا لم توجد فمن المسؤول عن إيجادها؟



الشيخ: كون الإسلام دعوة عالمية، يوجب على الأمة الإسلامية كما قلت من قبل أن تبلغ دعوة الإسلام، وهذا من باب فروض الكفاية، وعلى الأمة الإسلامية أن توجد المؤسسات التعليمية، التي تعلم الدعاة اللغات المختلفة، وكذلك تنشيء داراً لنشر القرآن باللغات الأجنبية، لأن الحجة لا تقوم إلا بالوصول إلى الناس، إما عن طريق العالم الذي يعرف لغة القوم، وإما عن طريق ترجمة معاني القرآن الكريم.



نعم تقوم الحجة بترجمة معاني القرآن الكريم، في حدود المعاني التي يمكن للشخص أن يفهمها في لغته من هذه المعاني، أما الشرح والبيان والتفصيل فهو أمر لازم، لأن القرآن وحده مجمل في قضية الفرائض والتكاليف، والسنة النبوية شرح وبيان وتفصيل للقرآن الكريم.



ولا توجد الآن دار تعنى بترجمة معاني القرآن الكريم إلى كل لغات العالم في مبلغ علمي، لكن توجد محاولات فردية من بعض الأفراد والمؤسسات والحكومات في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى بعض اللغات، ولا بد أن تتكاتف الجهود وأن تترجم معاني القرآن الكريم إلى كل اللغات، حتى تقوم الحجة على من يتكلمون بلغة معينة في هذا الخصوص.


أولويات البلاغ المبين.


السائل: البلاغ المبين واجب في كل وقت على علماء المسلمين، وعلى من يساعدهم في ذلك، وكل عصر قد يكون له أولويات يجب على الناس أو على العلماء أن يبدؤوا بها، فما الأولويات التي ترى أن العلماء يجب عليهم أن يبدؤوا بها في هذا العصر بالنسبة للمسلمين وغير المسلمين؟



الشيخ: الأولوية؟ أعتقد هي دعوة الأمة الإسلامية إلى الإسلام، يعني إلى الالتزام الكامل والالتزام الصحيح بالإسلام عقيدة وعبادة وخلقاً ونظاماً كاملاً للحياة، فدعوة الأمة إلى الإسلام حتى تطبقه وتكون نموذجاً يحتذي ومثالاً للمسلم الحق، هي ذاتها دعوة أو تساعد على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، فغير المسلمين إذا دعوا إلى الإسلام احتجوا بأن هذا حال المسلمين، وإذا كان هذا حال المسلمين فكيف تدعوننا إلى الإسلام؟



حال الأمة الإسلامية الآن يصد غير المسلمين عن قبول الإسلام، لأنها أمة متأخرة أمة مستهترة، لا تطبق شرعها ولا تلتزم بدينها، وتستورد ما عند غيرها فوق ضعفها المادي في الاقتصاد وفي العلوم والتكنولوجيا، فدعوة الأمة الإسلامية وتطبيق شرع الله عز وجل وإقامة الدولة الإسلامية، النموذج الإسلامي للدولة الإسلامية والفرد المسلم والمجتمع المسلم، هذا له أولوية لأنه يساعد الدعاة على تبليغ الدعوة، ويساعد غيرهم على قبول الإسلام وما انتشر الإسلام إلا من خلال النموذج الذي أقامه الإسلام في نفوس المسلمين.



السائل: يعني هذه الأولوية ألا ترون أولويات أخرى؟



الشيخ: يعني في مجال الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، الأولوية لا تعني أن العلماء يشغلون أنفسهم بهذه القضية بدعوة المسلمين إلى تطبيق الشريعة وإقامة المجتمع الإسلامي فقط، إنما أريد أن أقول: إن هذه من الأولويات، ولكن مع ذلك يمكن تقسيم العمل ولا تتوجه كل الجهود إلى العمل في داخل المجتمع الإسلامي والمجتمعات الإسلامية، إنما يوزع العمل ويكون هذا من الأولويات في الداخل.



ومع ذلك يمكن أن يعد دعاة للعمل على مستوى العالم غير الإسلامي وأن يقال: إن بعض الشعوب الذين لم يسمعوا شيئا عن الإسلام، يحتاجون إلى برنامج أو خطة خاصة، ولكن في رأيي القول بأن من عرف شيئاً قليلاً من الإسلام وأصبح مسلماً بالاسم ويحتاج إلى معرفة أحكام الشرع، هذا أولى من أن نتركه هكذا، ربع مسلم أو خمس مسلم، ثم نبدأ من جديد في قوم لم يسمعوا حتى بالإسلام هذا في رأيي أنا، أولوية من أسلم عليك البلاغ حتى يعرف الإسلام بالتفصيل وحتى يكون مسلماً حقاً ومسلماً صدقاً، ولا تتركه حتى يعرف أصول وقواعد الإسلام، هذه أولويات يعني أولوية في الداخل وأولويات في الخارج، بمعنى أن العمل يقسم هؤلاء دعاة للداخل ولكل منهج وأسلوب ولغة.





السابق

الفهرس

التالي


15331991

عداد الصفحات العام

48

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م