﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(013)وقاية المجتمع من تعاطي المسكرات والمخدرات

(013)وقاية المجتمع من تعاطي المسكرات والمخدرات



المبحث الثاني: صرف الشباب إلى ميادين الجهاد.



الأصل في الجهاد في سبيل الله أنه فرض كفاية، إذا قامت به طائفة أو طوائف في الأرض كافية، لنشر الإسلام ورفع رايته وإعزاز أهل الإسلام، وإذلال أهل الكفر، وحماية ديار الإسلام من غزو الأعداء، بل وغزو الأعداء في عقر دارهم، بحسب ما شرعه الله ورسوله ودرج عليه السلف الصالح، فإنه إذا قامت به تلك الطائفة أو الطوائف يسقط عن الباقين، وليس فرض عين بهذا الاعتبار.



ولكن إذا لم تقم به طائفة، أو قامت به طائفة غير كافية لرفع راية الإسلام في الأرض، فإنه يكون فرض عين على كل مسلم بهذا الاعتبار.



واليوم لا يشك عاقل من المسلمين، أن الجهاد فرض عين على كل المسلمين، لأنه لا يوجد في الأرض طائفة قائمة بالجهاد كافية لغيرها، مع أن كثيراً من أراضي المسلمين قد هجم عليها الأعداء، واحتلوها وشردوا أهلها، ويتحفز أولئك المعتدون لاحتلال غيرها، وكذلك كثير من المسلمين مضطهدون في العالم: يعذبون ويشردون ويحرمون من حقوقهم، بل ويخرج كثير من أبنائهم من هذا الدين إلى دين النصارى والوثنيين والشيوعيين.



ولست في حاجة إلى الإكثار من ضرب الأمثلة، فالقدس وشعب فلسطين تحت اليهود وكل الدول النصرانية يؤيدونهم بالمال والاقتصاد والسياسة والدبلوماسية، وبالسلاح، وما يشاهد اليوم من قتل المسلمين في الشعب الفلسطيني، من الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم، ومن هدم المنازل، وإفساد المزارع، والحصار القاتل، ومنع وصول الطعام والكساء والدواء، إلى المحاصرين بالطائرات والدبابات، وكل أنواع الأسلحة الفتاكة، إن ما يشاهد في الشعب الفلسطيني وحده، كاف في معرفة أن الجهاد اليوم فرض عين على كل المسلمين، حتى توجد طائفة كافية منهم، لطرد اليهود المعتدين من الشعب الفلسطيني، [وفي هذه اللحظة التي أراجع فيها هذه الرسالة: 1 من شهر ذي القعدة 1436هـ /15 من شهر أغسطس 2015م نشاهد اليهود على شاشات التلفاز، وهم يدنس في القدس المسجد الأقصى بأحذيتهم ويهينون الشباب المسلم الذي يحرس المسجد، بضربهم بالهراوات ورميهم بالرصاص المطاطي، وبالغازات التي تخنقهم في داخل المسجد، ويعتقلونهم ويزجون بهم في السجون والمعتقلات، وحكومات الشعوب الإسلامية -وبخاصة العربية-التي يقتل حكامها شعوبهم ويشردونهم في الآفاق، تتفرج على هذه المناظر المخزية المذلة، ولا يحركون ساكنا، وتتطوع بعض تلك الحكومات باستنكار ما يفعله اليهود في بعض وسائل الإعلام، وكأنهم قد برؤوا ذمتهم بذلك]



فكيف إذا عُلم أن الأساطيل البرية والبحرية والجوية، التي نشرها المعتدون من الصليبيين، وعلى رأسهم أمريكا، في بلدان المسلمين كلها في مشارق الأرض ومغاربها، لمحاربة الإسلام والمسلمين، وإذلالهم وفرض منهج لحياتهم يخالف الإسلام ويناقضه، منهج يحرمهم من التفقه في دينهم، كما أراد الله منهم أن يتفقهوا، بإغلاق مدارسهم الدينية، أو تغيير مناهجها، لتتفق مع أهدافهم في تمييع الدين، وجعله اسما بلا مسمى، ليخلو لهم الجو بفقد الفقهاء في الدين، الذين يفقهون الشباب المسلم بحقائق هذا الدين، ويربونه على عقيدته وشريعته وأخلاقه، وإذا خلا لهم الجو من هؤلاء العلماء، مسخوا الشباب، وأفسدوه في عقيدته وخلقه وفروسيته، فيصبح مطيعا لهم في معاصي الله، ويحتلون أرضه، وينتهكون عرضه، وينهبون خيرات بلاده.



وإذ كان الأمر كذلك، فأي مسلم عاقل يشك اليوم بأن الجهاد فرض عين على كل مسلم لإنقاذ بلد لا يختلف في وجوب الجهاد لإنقاذه وهو الشعب المبارك: "فلسطين" ؟ إنه لا يشك في ذلك إلا جاهل مغرق في جهله، أو ماكر مبالغ في مكره وكيده.



وإذا كانت حكومات الشعوب الإسلامية تعتذر بعدم قدرتها على جهاد اليهود اليوم بسبب قوتهم وقوة من يدعمهم -وعلى رأسهم أمريكا الصليبية- فهل يعذرون في الإعداد لتحرير فلسطين التي مضى على احتلالها أكثر من ستين عاما، وبعض العرب قد اعترفوا بشرعية الاحتلال، وبعضهم يرجون من اليهود أن يوافقوا على السلم الذي يمكنهم من الاعتراف باحتلالهم وشرعية دولتهم المغتصبة لهذا البلد، واليهود يأبون إلا أن يبقوا محتلين بقوة سلاحهم مستهينين بطلب الموافقة على "السلام" المذل!



وكذلك الدول الشيوعية، والنصارى يهددون السوادن بالانقسام من سنوات طويلة، والحبشة شردت المسلمين في أرتيريا، والفيلبين تقتل المسلمين وتشردهم، والروس يحتلون أفغانستان ويهددون باكستان، وبعض الشعوب الإسلامية يحكمها من لا يؤمن بدين الإسلام. [حلت أمريكا اليوم محل الاتحاد السوفييتي في أفغانستان وباكستان، وهي ساعية في السيطرة على كل البلدان الإسلامية وغيرها، والاستئثار بذلك بعد سقوط الاتحاد السوفييتي- كتبت هذه الأسطر في فجر يوم الثلاثاء العاشر من شهر رجب من عام 1423هـ السابع عشر من شهر سبتمبر 2002م وقد احتلت العراق في عام 2003م]



فهل يشك عاقل مسلم في كون الجهاد في سبيل الله اليوم فرض عين على كل المسلمين؟



وإذا كان الأمر كذلك فإن كثيراً من الشباب الذي لم يجد من الأعمال مما يملأ بها أوقاته الفارغة، إلا التشرد والفساد وتعاطي المحرمات كالمسكرات والمحرمات، وارتكاب الفواحش، وكثير من هذا الشباب إذا لم يجد ما يشبع رغبته من الفساد، حزم حقيبته وانطلق إلى بلدان الكفر في الشرق أو في الغرب، أو إلى بعض الشعوب الإسلامية التي لا تختلف كثيراً عن بلاد الكفر في تطبيق الإسلام، وفي إباحة حكامها المنكرات والمعاصي التي حرمها الله ورسوله ويأباها المؤمنون، فيتناول ذلك الشباب كل ما تشتهيه نفسه ويعود إلى بلاده حاملاً معه جراثيم الأخلاق الفاسدة والأمراض المعدية، وقد يعود وهو يحمل هدايا من المسكرات والمخدرات لأترابه ورفقائه، أو عناوين في تلك البلدان، فيجر الشاب الواحد إلى ذلك الفساد شباناً كثيرين … وهكذا.



ولو أن أولياء الأمور حببوا إليهم الجهاد في سبيل الله، وجمعوهم في معسكرات لتدريبهم وإعدادهم، ثم توزيعهم على وحدات الجيوش الإسلامية ليحموا أوطانهم من غزو الأعداء والاعتداء على بلدانهم، وبعث بعضهم إلى ميادين الجهاد في سبيل الله: الجهاد القائم فعلاً في أفغانستان [عندما كان الاتحاد السوفييتي يحتلها]وغيرها لينالوا شرف الشهادة أو النصر على الأعداء، فإذا عادوا إلى أوطانهم عادوا وهم رجال، يحبون الخير ويبغضون الشر، يدعون زملاءهم وأترابهم إلى بذل المال النفس في سبيل الله، بدلاً من أن يعودوا وأدمغتهم قد ملئت بالسكر والتخدير، وقد يكتشف شرهم فتملأ بهم السجون وترمل نساؤهم ويتبعهم في التشرد أبناؤهم.



ولهذا ذهب كثير من الشباب باسم الجهاد يقاتلون في البلدان التي اعتدى عليها الأمريكان والاتحاد السوفييتي، يتدربون ويقاتلون المعتدين، بدون تنظيم بل بالطريقة الفوضوية، ثم انتشروا في البلدان الإسلامية ومنها العربية، يفجرون أنفسهم، في المساجد والتجمعات العسكرية، مبدين سخطهم على حكام الشعوب الإسلامية، الذين قعدوا عن جهاد الأعداء. ويظنون أن فعلهم ذلك هو جهاد، بسبب جهلهم بحقيقة الإسلام وأحكامه.



إن الجهاد في سبيل الله من أعظم الوسائل التي تقي الشباب من الوقوع في تعاطي المسكرات والمخدرات والتدخين وغيرها من المنكرات، بل والاعتداء على أبناء شعوبهم باسم الجهاد كما تقدم، ولا يمكن أبداً أن يحل محله شيء من المؤسسات الأخرى، التي لا تهتم بالتعليم الشرعي، والتزكية الربانية، والفروسية العالية، كالنوادي الرياضية ونحوها، لأن الجهاد في سبيل الله يربط الشاب بربه وبالحياة الأبدية التي ينتظرها لو استشهد في سبيل الله، بخلاف غيره من الأعمال التي لا هدف لها إلا تحريك البدن.



وإذا كان ولاة الأمور في الشعوب الإسلامية، وكذلك المجتمعات الإسلامية، تريد الخير والسعادة لشبابها، وتريد صرفهم عن المنكر والفساد، فعليهم أن يصرّفوا هذا الشباب إلى ميادين الجهاد في سبيل الله، بطريقة منظمة، وضوابط شرعية، بدلا من قيامهم بذلك بأساليب فوضوية عادت على الشعوب الإسلامية بالويل والبال. [وللمؤلف كتاب كبير في الجهاد بعنوان: الجهاد في سبيل الله حقيقته وغايته، في مجلدين، وقد طبع مرتين ونفد].



وبصرف النظر عن الجهاد في سبيل الله الذي لم يعد ككام المسلمين يفكرون به، بل يعتره كثير منهم"إرهابا" اتباعا لمحاربي الإسلام وأحكامه، فإن ما يحصل اليوم من الشاب في كل البلدان -بما فيها البلدان الإسلامية- من فساد وإفساد من تفجيرات وقتل للشعوب الإسلامية، جدير بحكام المسلمين، أن يحشدوا شبابهم الذي يتسكع في الشوارع، وتتلاعب به الأفكار المنحرفة باسم الإسلام، يوجب على هؤلاء الحكام أن يستوعب الشباب الضائع في جيوشهم، وبدربوهم على الفروسية والقتال ليقُوهم من الضياع والتسكع والانسياق وراء المسكرات والمخدرات، ووراء من يحتويهم باسم الإسلام، من تنظيمات القتل والتفجير والإفساد في الأرض، كما هو الجاري لدى من يسمون بـ"القاعدة" أو "الدولة الإسلاميةفي العراق والشام" الذين يزعمون أنهم يريدون إقامة "الخلافة الإسلامية" وما تفرع عنهم من المسمياة الأخر.



ومع ما تقوم به دول الكفر من تآمر على بلدان المسلمين وإضعافها، بتقسيمها وإيجاد الفرقة والتنازع بينها، كما واضح في العراق ووسوريا واليمن وليبيا، ومف المساحات الواسعة في بعض الدول -وبخاصة العربية- التي تحيط بها الأخطار من كل الجهات، إن عدم احتوائهم للشباب سيسبب لهم متاعب، لا يقدرون على دفعها، وسيندمون يوم لا ينفع الندم.







السابق

الفهرس

التالي


15331817

عداد الصفحات العام

3950

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م