﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(010) حوارات دعوية عالمية مع مسلمين جدد

(010) حوارات دعوية عالمية مع مسلمين جدد

حوار مع الأخ المسلم السويسري حاتم كول. [جنيف 5/11/1407هـ].


طلبت من الأخ يحيى باسلامة أن يجمعني ببعض المسلمين السويسريين، فاتصل بالأخ حاتم ووافق على الاجتماع به، وجاءني في الفندق في الساعة الخامسة والنصف مساءً.. وكان الأخ يحيى هو الذي يترجم بيني وبينه.



قال الأخ حاتم: إنه منذ دخل الإسلام - قبل ثلاث سنوات - اهتم بالكتب الإسلامية المترجمة إلى اللغة الفرنسية، والسليم منها قليل.. وقال: إنه وجد مكتبة تسمى "المكتبة الإسلامية" وفيها كتب ضد الإسلام وكثير من الكتب كتبها المستشرقون واليهود.



وقال: إنه توجد خمس ترجمات لمعاني القرآن الكريم، وأما الحديث فلا توجد إلا ترجمة واحدة لصحيح البخاري باللغة الفرنسية، والمترجم غير مسلم، ترجمه مستشرقان، وعليهما تعديلات وتعليقات لمحمد حميد الله.



وتوجد ترجمة لمختصر تفسير الطبري باللغة الفرنسية، ويمكن أن يكون في ستة مجلدات، وقيمته ستكون حوالي ثمانمائة فرنك سويسري، وذكر دار النشر التي تتولى طباعته. والكتب القديمة ترجم أكثرها المستشرقون، وفيها معانٍ كثيرة غير سليمة.



وقال: إنك تجد في شارع واحد في مدينة باريس أكثر من خمس مكتبات أصحابها مسلمون، ولكن مدينة جنيف لا توجد مكتبة واحدة يملكها مسلم، وتوجد مكتبة يملكها عربي لبناني يتحدث عن الإسلام بطريقة منفرة منه.



وقال الأخ حاتم: إن من الأمور التي تشغله إيجاد مكتبة إسلامية في جنيف، وأن يفهم الناس الإسلام عن طريق مسلمين يتحدثون باللغة الفرنسية ويقدمون الإسلام بطريقة سليمة.. وقال: إنه يود لو استطاع إيجاد مثل تلك المكتبة، وإنه قد تحدث مع مسئول في دار الإسلام في هذا الموضوع ويطمع في أن يساعد بالمبلغ المطلوب ليقوم بهذا المشروع..



وأعجبه ما رأى في فرنسا من قيام مؤسسة لتخزين معلومات عن القرآن والسنة في الكمبيوتر، يستطيع من يريد الاستفادة أن يحصل منها على ذلك بسهولة.



ومن الأمور المهمة جداً في هذا البلد تربية أطفال المسلمين. وقال: إنه توجد في فرنسا في مدينة باريس مدرسة إسلامية أنشأها مسلم فرنسي اسمه أيوب، ومنهج المدرسة إسلامي، وقد شارك أيوب في الجهاد في أفغانستان، وفي مدرسته يتربى أبناء المسلمين..



وكذلك توجد في لندن مدرسة إسلامية، أنشأها المسلم البريطاني يوسف إسلام. أما في سويسرا فلا توجد مدرسة مشابهة.



أدلى الأخ حاتم بهذه المعلومات عندما بدأنا الاجتماع قبل أن أبدأ أنا بأسئلتي.



نشأته ورحلته إلى الإسلام.



ولد الأخ حاتم سنة 1935م في مدينة مرسيليا بفرنسا. وكان في أول أمره كاثوليكياً، ثم تحول إلى البروتستانتية، عندما جاء إلى سويسرا عن طريق عائلة سويسرية، وكان عمره ثماني عشرة سنة.



وقال: إن حياته كانت حياة مادية بحتة، وكان همه البحث عن قضاء الشهوات ورغد العيش، وكان ضيق النظر، ولم يكن يشعر بأي راحة نفسية مهما حصل على ما يريد مما تشتهيه نفسه، لأنه كلما حصل على شيء رغب في المزيد، فهو لا يقف عند حد في هذا الباب. وقال: يستحيل أن يرتاح الإنسان الذي هذه أهدافه، لأن في فطرة الإنسان احتياجاً روحانياً، فإذا لم يجد ذلك فإنه يعيش في ضنك. وقال: إنه لم يكن يفكر في الخالق والإله والغيب، بل كان في غفلة كاملة عن ذلك.



قلت له: كيف تكون في غفلة وعندكم وعاظ في الكنائس؟



قال: توجد تعاليم عن الله والآخرة والغيب، ولكن بطريقة غير معقولة، ولا تمكن الإنسان من التفكر، ولا تحفز الإنسان أن يهتدي في حياته العملية بتلك التعاليم، ولا يستطيع أن يجعل حياته مطابقة لها، لعدم موافقتها للفطرة.



والمسيحية التي ينشرها الكنسيون، لا تطلب من الناس أن يفكروا في التعاليم التي يذكرونها، وإنما يذكرون أشياء لا يقدر العقل على فهمها، والإنسان مفطور على حب التفكر والمعرفة.

فإذا اصطدم بالحالة غير المعقولة فإنه يضطر إلى أن يغطي حاجاته بالبحث عن المتع المادية، والمسيحيون عندهم حرية كاملة، ولا يتقيدون بأي شيء روحي، ما عدا بعض الصلوات الكاثوليكية. واليوم سُمِحَ في الصحف للنساء أن يظهرن عوراتهن، بما في ذلك النهود، وهذا تحلل واضح لم يقف ضده أحد.



وسألته.. متى سمع عن الإسلام؟



قال: إنه أرسل للتجنيد في الجزائر في الحرب سنة 1958 وعمره 25 سنة، فرأى مجموعة من النساء وهن في فقر ومأساة، لأن رجالهن في الجبال يحاربون، ومع ذلك رأى في هؤلاء النساء عزة وكرامة.. ولفت نظره أن الضباط الفرنسيين الكاثوليك كانوا يقتلون المسلمين ويعذبونهم أثناء الأسبوع، وفي يوم الأحد يذهبون إلى الكنائس، وهذا سلوك يخالف الدين.



[تأمل هل تجد فرقا بين هؤلاء القوم الذين ينكر سلوكهم الأخ حاتم، وكثير ممن يدعي الإسلام اليوم]؟



وأحس في نفسه بتساؤلات: لماذا يحارب أهل تلك البلاد في بلادهم؟ وصدم صدمة عنيفة وتألم. وكان أول ما سمع عن الإسلام في صغره وعمره خمس سنوات، كان يتمشى مع والده، فجلس أمام نافورة فوجد رجلاً جزائرياً لابساً عباءة، فتعجب من منظره وسأل عنه أباه فأخبره أنه مسلم، ولا يدري ماذا قال له أبوه عنه. وكذلك رأى رجلاً من السنغال وأعجبه مظهره، وكان يعامل الأطفال معاملة طيبة وعرف أنه مسلم.



وقال: إنه مكث فى الجزائر عشرين شهراً. وبعد رجوعه من الجزائر بُعث من قبل هيئة نصرانية في عمل تطوعي مدني في المغرب، لمدة ثمانية عشر شهراً في بيت الأيتام، وهو جمعية خيرية.. وكانت المجموعة التي اشترك معها في العمل من مختلف الطوائف المسيحية، وكانوا يتشاجرون بسبب اختلافهم في الدين، فضاق من ذلك وتركهم وذهب يعيش مع المسلمين.



وفي سنة 1961م وجد المسلمين يصومون رمضان، فصام معهم فجاء أحد المشايخ فقال له: هل أنت مسلم؟ فقال له: لا، ولكن أتضامن معكم وألتزم بما تعملون، فقال له الرجل: أراد الله أن تخلق بين مسيحيين، وأن يخلق اليهودي بين أسر يهودية، وأنا خلقت بين مسلمين، وأنا أدعو الله أن يهديك الصراط المستقيم.. وقال: إنني أتذكر هذا الكلام باستمرار. [تأمل كيف يكون للدعوة أثرها ولو بعد حين]



وقال: وقبل أربع سنوات شعرت أنني أرغب في صيام رمضان، فاتصلت بالمؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف، أسأل عن موعد بدء الصيام، وصمت ثلاثة أيام فقط. وبعد ذلك بشهور التقيت مسلما فرنسيا اسمه إبراهيم في منزلي، فرأيته يصلي، فأحببت أن أصلي فذهب بي إلى المسجد وصليت في المسجد قبل أن أتلفظ بالشهادتين.



وأثناء الصلاة جاءتني الهداية، فأحببت الإسلام وارتبطت به، وكان ذلك قبل رمضان، وصمت رمضان دون أن أعلن الإسلام، وأعلنت إسلامي يوم عيد الفطر سنة 1984م.

وبعد أن أعلنت إسلامي وجدت أن الذين كانوا يهتمون بالعبادة في رمضان، لم يهتموا بها بعد رمضان فتألمت لذلك.



شكوى من الفتن التي تعرض من يدخل في الإسلام



وهنا قال الأخ حاتم: أحب أن أقول شيئاً مهماً جداً، وهو أنه وجد من خبرته في نفسه، ومما رآه من أمثاله من المسلمين الجدد، أن فتنة عارمة تعترضهم، لأن الشيطان يكون لهم بالمرصاد، يشتت أفكارهم ويحاول إعادتهم إلى الجاهلية..



وفي هذه الحالة حبذا لو وجدت هيئة في كل مركز إسلامي، للعناية بهؤلاء الناس في هذه الحالات التي يصابون بها، ومع الأسف لقد كنت كذلك، ولم أجد أحداً من المؤسسة الثقافية الإسلامية بجانبي يساندني في هذه المرحلة الحرجة..



ومن حسن الحظ أنني وجدت مؤازرة قليلة من شخص واحد وهو هاني بن سعيد رمضان، ولكنه لم يكن قادراً على استيعاب مسلم جديد بسبب تشدده وضيق أفقه، وقد يكون كثير من المسلمين الجدد نكصوا على أعقابهم بسبب هذه الحالة الحرجة. [تكررت هذه الشكوى من قبل المسلمين الجدد وسيأتي لذلك أمثلة أخرى في أماكنها].



وسألت الأخ حاتماً: هل كان يسمع عن الإسلام شيئاً في وسائل الإعلام قبل أن يسلم؟.



فقال: إنه سمع كثيراً عن الإسلام، ولكن كل ما كان يسمع هو تشويه للإسلام وتنفير منه، وبخاصة عندما قامت الثورة الإيرانية، وقبل ذلك لم يكن يسمع شيئاً، كان مشغولاً بالمسائل المادية.

وقال: إن الثورة الإيرانية جعلت الصحف تتحدث عن الإسلام بتشويه شديد، حيث تعلن أن المسلمين يقتل بعضهم بعضاً بسبب الاختلاف في العقيدة، وكذلك قضية الأسرى الأمريكيين في إيران كان لها أثر سلبي في الغرب.



وسألته عن الموضوعات الإسلامية التي يمكن أن تؤثر في غير المسلمين في هذا البلد؟



فقال: الأَوْلى أن يقال: كيف نقدم الإسلام على حقيقته الكاملة في مجتمع منظم، مع ظهور الإسلام فيه مشوهاً؟.



الموضوع الأول: أن نسأل أنفسنا كيف نستطيع الظهور بمظهر الإسلام الحقيقي في هذا البلد، حتى يتسنى للناس هنا، وهم يقرأون ويسمعون عن الإسلام مشوهاً، أن يروا حقيقة الإسلام ويعرفوا من السلوك الإسلامي عدم صحة ما ينسب إلى الإسلام من العيوب؟.



أما ما يشاهده المجتمع هنا اليوم عن الإسلام، فهو صورة تدل على التشويه، فالناس يرون في مقهى أمام فندق هلتون، الرجل العربي وفي يده اليمنى سبحة، وفي يده اليسرى كأس الخمر!



ويرون آخر يلبس ثياباً عربية أمام أسواق الذهب، ويشتري إطار نظاراته من الذهب، مع أن الإسلام يحرم استعمال الذهب للرجال. ويرون المسلمة لابسة الجلباب وهي تدخن.



[لعله نسي أن يقول: وترى المسلمة تخطر في شوارع مدن الغرب عارية كالمرأة الغربية الكافرة].



والناس يسمعون ويقرؤون عن الملايين التي يصرفها كبار رجال المسلمين في الملاهي الليلية، ومحلات القمار في ديفون وغيرها.

(صورة)



ثم قال: والخلاصة: أن القدوة الحسنة هي الدعوة الحقيقة إلى الإسلام.



فمن أهم ما يجب أن يدرس في جامعات المسلمين، أن المسلمين رسل الإسلام في خارج بلادهم، وعليهم أن يبينوا للناس كيف تكون حياة المسلمين، فإذا فعلوا العكس فإن الناس ينفرون من الإسلام..



وفي رأيه أن الناس هنا لا يحتاجون إلى موضوعات وإنما يحتاجون إلى القدوة الحسنة.

ولو وجدت مكتبة إسلامية تحتوي على كتب تشرح الإسلام، وفيها من يفقه الإسلام، ليفهم الناس عندما يسألون عن شيء منه، فإن ذلك سيفيد كثيراً، والمراكز الإسلامية الموجودة الآن ليس عندها هذه الإمكانات.



ألححت على الأخ حاتم أن يذكر بعض الموضوعات المؤثرة على الأوروبي، مع التسليم بصحة كلامه أن القدوة الحسنة هي أساس إقبال الناس على الإسلام.



فقال: ترجمة بعض الكتب إلى اللغة الفرنسية، كالبخاري ومسلم وبعض الكتب النافعة مثل كتب ابن تيمية.



ويرى الأخ حاتم أن بعض الأحكام لا ينبغي أن تترجم كختان البنت، وكصفة تقديم الذمي الجزية، بحيث يقدمها وهو مُنْحَنٍ، فإن هذا ينفر من الإسلام..



قال: ومن حسن الحظ أن الغربيين لا يطلعون على هذه الأشياء، كما في رسالة القيرواني في المذهب المالكي وقد ترجمت إلى الفرنسية. وذكر من الوسائل النافعة:



1-المحاضرة العامة: وتكون فصلية في أوقات معينة، ويعلن عنها في كل مكان.



2-إيجاد مركز ثقافي إعلامي إسلامي، يوجه لغير المسلمين ولا يكون بجانب المسجد، لأن الناس ينفرون منه ويظنون أنه شبيه بالكنيسة المعروفة عندهم، وهي لا تعد عندهم شيئاً يذكر، نحن محتاجون إلى أسلوب يجذب الناس إلى الإسلام، وهذا أهم من طرق موضوعات علمية.



والمفروض أن المسجد الذي يزخرف بعشرات ملايين الفرنكات، يكتفي في بنائه بمليون واحد ويبنى بناءً متواضعاً، والملايين الباقية تنفق على أجهزة للإعلام، بحيث يبنى بناء فيه إمكانات لاستقبال الناس ودخولهم على هيئاتهم التي لا يضر دخولهم بها فيه، بخلاف المسجد الذي لا ينبغي أن تدخله النساء المتكشفات.



هذه الأمور هي التي أرى أنها أساسية، ولكن المسلمين لم يهتموا بها، وبدلاً منها أوجدوا إذاعة سموها إذاعة الدين، وهي تذيع بجانب القرآن الموسيقى والأغاني وغيرها مما يخالف الإسلام.



وقال الأخ حاتم: إنه حاول أن يؤخذ بأفكاره في المؤسسة الثقافية الإسلامية، ولكنه عندما جابههم بالحق ووجه بعدم الرضا، ونبذت أفكاره، وكرر أن الناس في حاجة إلى مركز إعلامي..



أما المؤسسة الموجودة بوضعها الحالي، فليست قادرة على أداء الواجب، فالإمام لا يأتي إلا في ساعات معينة، والإمام الذي عنده رغبة في العمل ومقدرة عليه، لا يُمَكَّن ولا يعطي الفرصة.



[لعل المدير الجديد للمؤسسة، وهو كمال سراج الدين يستطيع أن يحقق شيئاً من أفكار الأخ حاتم، وقد نصحت الأخ حاتماً أن يتصل به].



وأبدى الأخ حاتم استياءه من بعض الموظفين في المؤسسة، وقال: إنه قد وجه نقده لهم خطياً ولم يردوا عليه.



وأكد أنه هو ومجموعة من المسلمين السويسريين، لا يمكن أن يستفيدوا من المؤسسة بوضعها الحالي إلا أداء صلاة الجمعة واللقاء ببعض المسلمين الصالحين الذين لا يقدرون على عمل شيء من خلال هذه المؤسسة مع رغبتهم في العمل.



وقال: إن الحاجة ماسة إلى شخص عنده علم وفقه عميق في الدين، وأن يكون ملماً بثقافة أهل البلد ويتحدث بلغتهم، وأن يكون عند الإمام استعداد للتفاهم مع الناس، وعنده اللغتان مع الأسلوب المناسب. وقال: إنه سيحاول أن يعمل خارج المؤسسة، لتدريس الكتاب والسنة، وسيحاول أن يستأذن من بعض القسس ليعطوه مكاناً لذلك.



قلتُ للأخ حاتم: إن الله شبه المؤمن بالبصير السميع، وشبه الكافر بالأعمى والأصم، فهل شعرت بهذا المعنى؟.



فقال: إي والله، جداً جِداً! إني عندما أمشي في الشارع الآن وأتذكر الأيام التي كنت فيها مثل هؤلاء الناس، وأنظر إلى الرجال والنساء في وساختهم وقذارتهم [يعني في السلوك] أحتقر عملهم وأستقبحه جداً، ولم أكن كذلك قبل الإسلام، بل كنت أعمل كما يعملون.



وسألته عن الجالية المسلمة الموجودة هنا، ألا يرى أن خسارتها أكثر من ربحها في دينها؟.

فقال: إنه لا يرى بقاء المسلمين في بلدانهم والابتعاد عن الغرب، وإن كانت الخطورة موجودة، لأن حضور المسلمين هنا يجعل غير المسلمين يعلمون شيئاً عن الإسلام، وإلا كيف يعرفون الإسلام؟.

[قلت: ولكن إذا كانت الخطورة تصل ببعضهم إلى تركهم دينهم فالواجب عليهم الهجرة إلى بلدانهم. وماذا سيستفيد أهل الغرب ممن خسر دينه عندهم؟].



وقال: إن المراكز الإسلامية أصبحت كثيرة والناس يستفيدون من وجود المسلمين.

وسألته: عن عدد المسلمين في سويسرا، فقال: مائة ألف تقريباً.





السابق

الفهرس

التالي


15251768

عداد الصفحات العام

562

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م