رسالة إلى حكامنا في دول الخليج "العربي" وشعوبهم.
1-يجب أن تعلموا أن كل ما يحدث من المصائب والدمار وسفك الدماء في بقية الشعوب العربية المحيطة بشعبكم، سببه "المؤامرات" الأمريكية، وأكرر سببه "المؤامرات" الأمريكية" والذين ينكرون "المؤامرات" من الكتاب والمحللين السياسيين، هم من "المتآمرين على شعوبهم".
2-إن أمريكا التي تعتبرونها حليفة "إستراتيجية" لكم، هي تظهر لكم حلاوة بلسانها وأساليبها المخادعة، وهي ترتب لحليف جديد تعرفونه، ليكون سيد المنطقة، والقرائن الدالة على هذا الترتيب موجودة وواضحة -لكنها قليلة، وأنتم تعرفونها- وما في الزوايا من خبايا كثير، وقد لا يعرف إلا بعد فوات الأوان.
3-إن ما يُظَنّ من وجود مصالح مادية لأمريكا يجعلها تستمر في تحالفها معكم لفترة طويلة، يبدو الآن وهم لا ينبغي الركون إليه، مع ما قد حذرنا الله تعالى منه، في قوله: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا,,,} وما دامت مصالحها المادية هي التي تترتب عليها معاملاتها مع الدول، فإنها قد تجد مصالح مادية عند غيركم من الدول، أكثر من المصالح التي كانت تجدها عندكم بترتيبات جديدة، وقد حذرنا الله تعالى ممن ينقضون العهود، ولو كانوا منا، وهذا ما نلمسه من بعض الدول التي هي من أبناء جلدتنا، توالينا لمصالح مؤقتة، ثم تنقلب علينا، فكيف بمن لا يرعى دينا ولا ذمة، من اليهود والنصارى، وقد ذكر تعالى من أسباب نقض تلك العهود، أن ناقضيها، قد يجدون حلفاء لهم أقوى من الحلفاء السابقين، كما قال تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمْ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92)} [النحل]
4-إن من مؤامرات أمريكا التي ظهرت لأفرادنا -فضلا عن حكوماتنا- المفاوضات السرية مع بعض الدول التي تناصبنا العداء السافر علينا، مما نتج عنه ميل أمريكا إلى ما نعتبره انقلابا على تحالفها الطويل معنا، وظهرت بعض تلك الآثار فيما يتعلق بموقفها في كل من سوريا والعراق واليمن، ألم نكن انطلقنا في موقفنا من طاغية سوريا، من إظهار أمريكا موافقتها على ذلك الانطلاق، ثم خذلتنا لتقف مع خصمنا القريب والبعيد؟ ألم تعرقل تنفيذ قرار مجلس الأمن (2216) الذي دعمته علنا؟ بعد أخذ ورد طويلين في المجلس، مع روسيا التي امتنعت عن التصويت في النهاية؟
5-كثرت التنبآت من بعض الكتاب الغربيين وغيرهم، والمحللين السياسيين كذلك، بأن أمريكا وحلفاءها في الغرب، يريدون تفتيت ما سموه بـ"الشرق الأوسط" لتكون الدول الكبيرة فيه -نسبيا- مقسمة إلى دويلات، لتكون الدولة اليهودية التي غرسوها في قلب الدول العربية، هي المسيطرة على المنطقة كلها، وقد كتب في هذا التفتيت المراد كتاب خاص بعنوان: "تفتيت الشرق الأوسط" ، وبعضهم ذكروا أن الدول العربية ستكون 36 دولة، وهذا الأمر غير مستبعد، لأن الدولة اليهودية المقصود منها أن تكون هي وكالة الأمريكان وحلفائها في الغرب في المنطقة.
6-دول مجلس التعاون الخليجي، أنشئت لتكون قوة متماسكة في المنطقة، وبينها نوع تشابة في العادات والتقاليد العربية، وسر إنشائها الحرص على مصالحها ومصالح شعوبها كما أعلنت، ولكن مع الأسف الشديد، لم تحقق الهدف المعلن من إنشائها، ولم يزل التباين بينها وعدم الانسجام الكامل بينها مستمرا، في الاقتصاد والسياسة والأنظمة والمناهج وغيرها، بل قد يصل أحيانا إلى شبه قطيعة بين بعض دولها، وقد دعا بعض زعمائها إلى الترتيب لتوحيدها، ولكن تلك الدعوة التي سرّت شعوبها، ماتت في لحدها، وما يصدر من مجالسها المتنوعة من بيانات، لم تره الشعوب أمام أعينها، فأصبحت شبه يائسة من آثار تلك البيانات.
7-إضافة إلى ذلك نبتت نابتة من الشباب الجاهل بالمصالح الحقيقية لشعوب المنطقة، وجد دعايات من بعض الجماعات المدية للإسلام، تلهب عواطفه وتدعوه إلى حمل السلاح والتصدي للحكومات وموظفيها لقتلهم واغتيالهم بحجة أنهم يحاربون تطبيق الإسلام، وأنهم بذلك يقومون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهم لا يعرفون معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حقيقة الذي بين علماء الإسلام متى يكون -فعلا- أمرا بمعروف ونهيا عن منكر، وأن من شرط الأمر بالمعروف ألّا يترتب على الأمر به إضاعة معروف أعظم من المعروف الذي أمروا به، وأن من شرط النهي عن المنكر ألاّ يحدث منكرا أعظم من المنكر الذي نهوا عنه، وهذا هو ما يحدث الآن من أعمال هؤلاء الشباب، هذا مع العلم أن الجماعات التي حرّضتْ الشباب في البلدان الإسلامية على ذلك، هي متناحرة فيما بينها، يقتل بعضهم بعضا، مما يدل على أنهم يتبعون أهواءهم وليس قصدهم نصر الإسلام، كما يقولون، وهذا واضح، وإذا كان بعضهم يريدون نصر الإسلام، فقد سلكوا له سبيلا غير سبيله، لجهلهم بحقيقة الإسلام.
8-فيا حكامنا في شبه الجزيرة العربية "دول مجلس التعاون" -وأنتم ترون النار من حولكم تحرق اليابس والأخضر-وتشاهدون شعوب المنطقة يقتتلون فيما بينهم، وتشاهدون الكثير من تلك الشعوب يفرون من بلدانهم لاجئين، وغالبهم يلجئون إلى البلدان الغربية التي يذلهم بعضها، ويقبلهم بعضها على مضض وفي حدود لا تستوعبهم وكثيرون منهم تميتهم أمواج البحر، هل تريدون أن تصل إليكم وإلينا تلك النار، فتحرقنا جميعا، هل تعقلون ما يجري؟ وهل تضمنون أنه لا يصل إليكم؟ وهل اتخذتم الأسباب التي تنجيكم وتنجي شعوبكم، من وصول الدمار وسفك الدماء إلى بلدانكم كما حصل في البلدان المجاورة لكم، وهل تعلمون ما يحاك لم ولشعوبكم من الدول القريبة والبعيدة منكم؟
9-إنكم إلى الآن في فسحة من أمركم، ورخاء -نسبي- في إمكانكم أن تفكروا بسرعة في الأسباب التي تقيكم الهلاك والدمار، ففكروا واتخذوا الأسباب قبل فوات الأوان، قبل أن يأتي يوم تقولون فيه: يا ليتنا فعلنا وتندمون ولات ساعة مندم! والرسول صلّى الله عليه وسلم، يقول: (اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة) وإذا كنتم لا تفكرون في قول الرسول صلى الله علَيه وسلم، فاعرفوا مصالحكم ومصالح شعوبكم، واتعظوا بغيركم.
ولا تكونوا كمن قال فيهم الشاعر العربي: دريد بن الصمة:
أمَرْتُهُمُ أمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى،،،،،،،،،،،،فَلَمْ يَسْتَبِينُوا الرُّشْدَ إلاَّ ضُحَى الْغَدِ
|
|