﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(014) دور المسجد ي تربية الأحداث ووقيتهم من الانجراف

(014) دور المسجد ي تربية الأحداث ووقيتهم من الانجراف



المبحث الأول: المساجد بيوت الله ومكانتها في الإسلام



لقد وضع الله I للناس أول بيت من بيوته في الأرض وأشرفها، وهو المسجد الحرام ليقام فيه دينه. كما قال تعالى: {إنَّ أولَ بيَتٍ وُضِعَ لِلناس للذي بِبَكةَ مُبَارَكاً وَهدى لعَالَمينَ (96)} [آل عمران]. قال ابن كثير، رحمه الله: "يخبر تعالى أن أول بيت وضع للناس، أي لعموم الناس لعبادتهم ونُسكهم، يطوفون به ويصلون إليه، ويعتكفون عنده {للذي بِبَكةَ} يعنى الكعبة التي بناها إبراهيم الخليل عليه السلام. [تفسير القرآن العظيم (1/383)].



وهذا البيت "المسجد الحرام" هو المكان الذي جعله الله تعالى قبلة لجميع أهل الإسلام الذي ختم الله به الأديان، ولا يقبل من أحد ديناً سواه. كما قال تعالى: {قد نرى تقلب وجهِك فِي السَّماءِ، فَلنوَلِيَنَّك قِبلَةً ترضَاهَا، فَول وَجْهَك شَطرَ الْمَسْجدِ الْحَرَامِ، وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَولوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ، وَإنَّ الذينَ أوْتوا الَكتَابَ لَيعْلَمُونَ أنَهُ الْحَقُّ مِنْ رَّبِهِمْ، وَمَا اللّه بِغافلِ عَمَّا يَعمَلُونَ (44)} [البقرة].



فقد جعل اللّه أفضل المساجد وأقدمها في الأرض، قِبلةً لأفضل الأمم وأكمل الأديان، فالمسلمون في كل المساجد، يتجهون بصلاتهم إلى ذلك المسجد، فهو بالنسبة للمساجد كلها، كالإمام بالنسبة للمصلين.



ومما يدل على مكانة المسجد وعظم منزلته عند اللّه، أنه سبحانه هو الذي فضَّل المساجد، ورغَّب في بنائها وعمارتها، حساً ومعنى، وجعل أصل وظائفها ذكره، وإقام الصلاة له، وهى أهم أركان عبادته بعد الشهادتين، اللتين هما أصل عبادته وذكره. كما قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (36-37)} [النور]



والله سبحانه، وهو مالك كل شيء، نسب المساجد إليه، فليست هي لأحد سواه، كما أن العبادة التي كلف الله عباده القيام بها لا يجوز أن تصرف لسواه. كما قال تعالى: {وَأن المَسَاجد الله فلا تَدعُوا مَعَ الله أحداً (الجن)} [18]. هذا على القول بأن المراد بالمساجد في الآية أماكن الصلاة.



ويؤخذ من كون المساجد لله، أنه تعالى هو الذي يشرع فيها ما يريد، سواء كان ذلك يتعلق ببنائها وكيفيته، أم يتعلق بما يجب فيها، وما يندب، وما يباح، وما يكره، وما يحرم، فليس لأحد من الخلق أن يتدخل في شؤون المساجد إلا بما أذن الله، ومن تدخل فيها بما لم يأذن به الله، فقد تعدى حدوده.



ومما يدل على مكانة المسجد عند الله، أن عُمَّارَه مادياً ومعنوياً هم صفْوة خلقه، من الأنبياء والمُرسلين، وأتباعهم من عباده المؤمنين، فقد كان بانِيَ الكعبة أبو الأنبياء إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، كما قال تعالى: {وإذْ يَرْفَعُ إبْرَاهِيمُ الْقَوَاعدِ مِنَ الْبَيْتِ وإسماعيلُ ربنا تقَبَّلْ مَنّا إنك أنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)} [البقرة]. وقال تعالى في عمارة سائر المساجد: {إنمَا يَعْمُرُ مَسَاجِد الله مَن آمَنَ بالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وأقَامَ الصَّلاةَ وآتى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخش إلا اللّه فَعَسَى أولَئِك أنْ يَكُونوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18)} [الوبة].



ووعد تعالى على لسان رسوله أن من بنى له بيتاً في الأرض - أي بنى مسجداً لله تعالى - أن يبني له بيتاً في الجنة، كما في حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من بنى مسجداً لله بنى الله له في الجنة مثله). [صحيح البخاري (1/172)، وصحيح مسلم (4/)2287 واللفظ له، وانظر شرح السنة للبغوي (2/346)].



ومما يدل على مكانة المساجد، شهود الملائكة لها، والأمر بتـنـزيهها من الروائح الكريهة، لئلا تتأذى بها الملائكة والمصلون، كما في حديث جابر رضي الله عنه، قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكراث فغلبتنا الحاجة، فأكلنا منها، فقال: (من أكل من هذه الشجرة المنتنة، فلا يقْربنَّ مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس) [صحيح البخاري (1/292) وصحيح مسلم، واللفظ له (1/394)]. فالمساجد بيوت الله، لا يعمل فيها إلا بما أذن الله، وأهل المساجد هم المؤمنون من عباد اللّه.






السابق

الفهرس

التالي


15322202

عداد الصفحات العام

2146

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م