﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(020) طل الربوة تربية الأستاذ طلابه

(020) طل الربوة تربية الأستاذ طلابه
تربية الأستا طلابه على مطالعة كتب الترغيب والترهيب:

الترغيب في الطاعة وما يترتب عليه من مزاولتها والدوام عليها، ونيل رضا الله وجزائه لصاحبها، والترهيب من المعصية وبغضها والبعد عنها، وما يترتب على ذلك من محبة الله لتاركها وإثابته على تجنبها، مما يقرب العبد إلى الله تعالى ويقوي صلته به، لا سيما إذا ارتقى مَن أثَّر فيه الترغيب إلى الإكثار من نوافل الطاعات التي لم يفرضها الله تعالى عليه، ومجافاة بعض المباحات التي ليست محرمة عليه شرعاً، ورعاً وخوفاً من الوقوع في الشبهات. وإن الذي يلقي نظرة على كتاب الله تعالى يجده مليئاً بالترغيب في طاعة الله وما يترتب على فعلها من ثواب جزيل، والترهيب على معصيته وما يترتب على فعلها من عقاب، وهذه أمثلة من ذلك:

أولاً: أمثلة للترغيب:

قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ(157)}. [لبقرة] وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً (40)}. [لنساء] وقال تعالى: {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (69)}

وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21)}. [لتوبة] وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)}. [لأحزاب]

ثانياً: أمثلة للترهيب:

قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)}. [لبقرة] وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (137) بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً(138)}. [لنساء] وقال عز من قائل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)}. [لأنفال] وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)}. [لحج]

ويكفي أن يعلم المرء أن من أهم وظائف رسله عليهم الصلاة والسلام: ترغيب العباد بطاعة الله وثوابها الجزيل، وترهيبهم من معصيته وعقابها العظيم، فقد أرسلهم سبحانه وتعالى، مبشرين لمن أطاعه بالجنة ورضوانه، ومنذرين من عصاه بالنار وسخطه. كما قال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ... (213)}. [لبقرة] وقال تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (165)}. [لنساء] وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (28)} [سبأ]

ومما لا شك فيه أن في التبشير ترغيباً، وأن في الإنذار ترهيباً؛ لأن الرسل يبشرون من أطاع الله برضاه وجزيل ثوابه، ويرهبون من عصاه بغضبه وشديد عقابه. بل إن كل أوامر الله تعالى ونواهيه الواردة في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، تعتبر ترغيباً لمن امتثل أمره، وترهيباً لمن تمرد عليه وعصاه، فالقرآن كله والسنة كلها عِظة وذِكرى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)}. [لعمران} {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)}. [ق]

وفي أوامر الله ترغيبا وفي نواهيه ترهيبا

قال شيخنا العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: "وقوله: {يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)} [لنحل] الوعظ: الكلام الذي تلين له القلوب... ـ إلى أن قال: تنبيه: فإن قيل: يكثر في القرآن إطلاق الوعظ على الأوامر والنواهي. كقوله هنا: {يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} مع أنه ما ذكر إلا الأمر والنهي في قوله: {إِنَّ للَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} إلى قوله: {وَيَنْهَىى عَنِ الْفَحْشَاءِ}، وكقوله في سورة (البقرة) بعد أن ذكر أحكام الطلاق والرجعة: {ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ }، وقوله في سورة (الطلاق) في نحو ذلك أيضاً: {ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ }. وقوله في النهي عن مثل قذف عائشة: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً}. مع أن المعروف عند الناس: أن الوعظ يكون بالترغيب والترهيب ونحو ذلك، لا بالأمر والنهي؟ فالجواب: أن ضابط الوعظ هو الكلام الذي تلين له القلوب، وأعظم ما تلين له قلوب العقلاء أوامر ربهم ونواهيه. فإنهم إذا سمعوا الأمر خافوا من سخط الله في عدم امتثاله، وطمعوا فيما عند الله من الثواب في امتثاله. وإذا سمعوا النهي خافوا من سخط الله في عدم اجتنابه، وطمعوا فيما عنده من الثواب في اجتنابه. فحداهم حادي الخوف والطمع إلى الامتثال، فلانت قلوبهم للطاعة خوفاً وطمعاً" انتهى كلامه.

أمثلة للترغيب من السنة:

من ذلك ترغيب الرسول صلى الله عليه وسلم، في الجهاد في سبيل الله، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (انتدب الله سحانه لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي، أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل). [لبخاري.] ومن ذلك ترغيبه في قيام ليالي رمضان، روى أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (من قام رمضان، إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه). [لبخاري ومسلم.]

أمثلة للترهيب من السنة

ومن أمثلة الترهيب: حديث أبي هريرة في قصة الثلاثة ذوي الأعمال الجليلة - في ظاهر الأمر - مجاهد قتل في المعركة، وقارئ علِم القرآن وعلَّمه، وغني أنفق أمواله على مستحقيها، وهم أول ما يقضى عليهم يوم القيامة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، فيأمر الله بكل منهم فيسحب إلى النار، بسبب فقدهم الإخلاص كما سبق.

فعلى المسلم، وبخاصة الأستاذ وتلامذيذه، أن يجتهدوا في قراءة القرآن الكريم، والسنة النبوية، وكتب الترغيب والترهيب، والوعظ والإرشاد، لتليين قلوبهم وتخشع وـخبت لخالقها، ولا يدعوها فريسة للشيطان الرجيم وحزبه الذين لا يفتأون يتخذون كل وسيلة لتكون قلوب البشر أشد من قسوة الحجارة: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}. [لزمر] {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}.[لبقرة] {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ(16)}. [لحديد]

قراءة تاريخ الأمم وآثارها

ومن أهم موضوعات الترغيب والترهيب، قراءة تاريخ الأمم وقصصهم مع أنبيائهم ومصائرهم كقوم نوح وعاد وثمود، وصالح ولوط وشعيب وموسى وعيسى... وقراءة أحوال البرزخ وما فيه من النعيم للصالحين، وما فيه من العذاب للعاصين وأحوال يوم القيامة، والبعث والنشور والحساب والعقاب، وصفة الجنة وصفات أهلها، وصفة النار وصفات أهلها وصفة الجنة والنار.







السابق

الفهرس

التالي


15251376

عداد الصفحات العام

170

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م