﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(010) سافر معي في المشارق والمغارب

(010) سافر معي في المشارق والمغارب

السبت: 8/1/1409 ﻫ -20/8/1988م

حوار مع الأخ مع المسلم البرتغالي محمد علي ماركيس داسلفا:

بعد صلاة العصر من هذا اليوم التقيت بعض المسلمين من أصل برتغالي ومنهم الأخ محمد علي ماركس داسلفا، في فندق نوفوتيل (NOVOTEL). وكان المترجم الشيخ محمد البقالي إمام المسجد المركزي في لشبونة.

ولد الأخ محمد علي سنة 1912م في 16 أغسطس، أي أن عمره الآن 76 سنة وكان مسيحياً كاثوليكياً، كان يعمل محاسباً وهو الآن متقاعد، ولم يكن متمسكاً بدينه قبل الإسلام، والسبب في ذلك أنه لم يجد توافقاً بين النظرية المسيحية وتعليماتها وبين التطبيق العملي. وقد قرأ كثيراً عن الديانات الأخرى، وبخاصة الديانات الهندية، فقرأ عن البوذية، والكنفوشوسية، والهندوكية ثم بعد ذلك كله قرأ عن الإسلام.


المسلم البرتغالي محمد علي ماركيس الذي أجرى معه الكاتب حواراً في الفندق على ليمين، وبجواره إمام الجامع الكبير محمد البقالي

وسألته: متى أول ما سمعت عن الإسلام في عمرك؟ فقال: عندما أصبح كبيراً في حوالي سن الأربعين عاماً، قرأ أولاً كتاباً للكاتب الفرنسي: رومان رولان (ROMAN ROLAN) وعنوان الكتاب: "لماذا لستُ مسيحياً" ومما قاله في هذا الكتاب: "أنا لست متديناً، ولكني لو كنت متديناً لكنت مسلماً".
وهذه الجملة هي التي شدت أخانا محمداً إلى الإسلام. كان ذلك في موزمبيق منذ خمس وعشرين سنة، والكتاب المذكور كبير ولا زال يحتفظ به عنده إلى الآن. وبعد هذه القراءة انتقل إلى مدينة نامبولة في شمال موزمبيق وأغلب سكانها مسلمون 80% منهم مسلمون تقريباً، فاتصل بهم، وكان مما جذبه إليهم أنه لاحظ نظافتهم التامة في منازلهم على الرغم من قلة إمكاناتهم وتواضع بيوتهم، فعاش بينهم واحترمهم.
وفي سنة 1970 انتقل إلى البرتغال قبل أن يدخل الإسلام.

وأسلم في سنة 1971-1972م عن طريق السيد سليمان والي المؤسس السابق للجماعة الإسلامية في لشبونة وشهد على إسلامه سليمان والي وآخر يدعى محمد رشيد، وهو برتغالي أيضاً أسلم في موزمبيق، وهو كاتب وشاعر. ورجع الأخ محمد في سنة 1974م إلى موزمبيق. وخلال وجوده في البرتغال استمر يزاول حياته كأنه غير مسلم، فكان يأكل لحم الخنزير ويشرب الخمر وغير ذلك!

وعندما رجع إلى موزمبيق انصهر في المجتمع الإسلامي، وعمل بالإسلام وتزوج امرأة مسلمة وعاش معها، ولم ينجب منها أولاداً، وكان نشاطه الإسلامي حافلاً، حيث نشر مقالات عن الإسلام، واتصل فور عودته إلى موزمبيق برجل مسلم يسمى يوسف آدم جي الذي أسس مجلة صيحة الإسلام في موزمبيق.
وكان يوسف يأتي إلى بيته ليصحح له بعض الأخطاء في كتابته في المجلة باللغة البرتغالية. ومن هذا التاريخ أخذ محمد علي يكتب في هذه المجلة وكتاباته - كما قال - قائمة على الكتاب والسنة [وهو لم يتعلم على أيدي متخصصين في الكتاب والسنة، على حد المثل اليمني: لماذا جعلوك شيخاً؟ قال: ما حصلوا غيري!]. وكان يكتب في موضوعات مختلفة: في القمار والخمر وغيرهما من المحرمات. قلت له: ما الفرق بين حياتك قبل الإسلام وبعده؟ فقال: الفرق كبير، فقد شعرت بالسعادة بعد الإسلام.

وسألته عن صلة المسلمين الوافدين بالمسلمين من أهل البلد؟ فقال: هم ثلاثة أقسام في علاقتهم:
أحدها: علاقات تجارية. والثاني: علاقات دينية. والثالث: علاقات إنسانية اجتماعية. فما يخص القسم الأول فهو يتبع المصالح. وأما القسم الثاني فلا يوجد حوار بين المسلمين. وصلة المسلمين بالمسلمين لا بأس بها. وأما العلاقات الإنسانية الاجتماعية فهي تابعة لسلوك كل شخص، وهذا النوع من العلاقة يؤثر فيه الدين والمصلحة، وعامة الشعب البرتغالي ليس عنده إقبال على الإسلام، وبخاصة شهود يهوا والسبتيين.[كيف يقبل الشعب البرتغالي - أو غيره - إلى الإسلام، وهو لا يجيد من يفقه في الإسلام ولا يجد في المكتبات كتباً بلغته تشرح الإسلام، بل يجد ما ينفره من الإسلام من الدعايات الغربية، ومن سلوك أغلب المسلمين في نفس البلاد وفي بلاد المسلمين ؟!]

قلت له: ما صفات الداعية المسلم الذي يمكن أن يؤثر في البرتغاليقال: أهم الصفات القدوة الحسنة،
ومعرفة اللغة واختيار الموضوعات المؤثرة في الناس، كالأخلاق وبيان صفات الله الحسنى، وإعطاء تفسير صحيح للقرآن.

وسألته عن عدد المسلمين البرتغاليين؟ فقال: لا يزيدون عن ستة عشر شخصاً. وسبب قلتهم عدم نشاط الجالية الإسلامية، فالجالية لا تهتم إلا بالتجارة، ولا تشارك في النشاط الإسلامي، وضرب مثالاً، فقال: إن مجلة الفرقان، كانت توزع مجاناً لأنها كانت تتلقى مساعدة، والآن اضطر المسؤولون عنها أن يبيعوا النسخة بخمسين سكودا وهو مبلغ ضئيل جدا. [تعلم ضآلته عندما تعرف أن قيمة الدولار 160 سكودا]. ومع ذلك لا يقبل أفراد الجالية إلى شراء المجلة، ويشتريها غير المسلمين أحسن من الجالية.

قلت له: وهل الجالية متمسكة بدينها، قال: لا والسبب أن رئيس الجالية السابق كان يقول: إن الإسلام يمكن أن ينسجم مع أي مجتمع حيث كان. [يقصد أن المسلمين يجب أن يتكيفوا مع المجتمعات الأخرى ويعملوا بعاداتهم ولو خالفت الإسلام]. ولأن بعض المسلمين أصبحوا غربيين أكثر من الغربيين في سلوكهم وعاداتهم وتقاليدهم وكثير منهم يشربون الخمر ويقيمون حفلات غناء وملاه، ويهتمون بالاحتفال بالموالد، ويسمحون لنسائهم بالدخول إلى المسجد وهن غير محتشمات.

قلت له: ماذا ترى عن مستقبل الإسلام في البرتغال؟

قال: إنه ينظر إلى ذلك نظرة تشاؤم، والدليل على ذلك أن الجماعة التي يؤمل أن تنشر الإسلام في البرتغال، وهي جماعة التبليغ يقتصر عملها على المساجد، والدعوة يجب أن تصل إلى من يحتاجها من المسلمين وغيرهم.

قلت له: هل يقبل البرتغاليون الزيارة في منازلهم؟ قال: نعم يقبلون الزيارة، ويمكن أن يسمعوا الدعوة، وهم يشترون مجلة الفرقان، ويوجد أب مسيحي يكتب في المجلة بموضوعية عن الأخلاق والشؤون الاجتماعية والتربية.


الكاتب مع بعض المسلمين الذين أتوا لزيارته في الفندق



وسألته عن تماسك الأسرة البرتغالية. فقال: في الأرياف لا تزال الأسرة محافظة على العادات والتقاليد، أما المدن فالتفكك كبير، وبخاصة العاصمة لشبونة التي يكثر فيها تعاطي الكحول والبغاء، ويمكن أن يكون التفكك الأسري 50%. وكان مع الأخ محمد علي الدكتور موسى عمر وبعض محرري مجلة
الفرقان وقد سألوني هم بعض الأسئلة للمجلة وأجبت عنها.






السابق

الفهرس

التالي


15336070

عداد الصفحات العام

195

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م