﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(035) حوارات عالمية مع غير المسلمين

(035) حوارات عالمية مع غير المسلمين

الحلقة الرابعة من المراسلات بيني وبين المستشرق النرويجي آينر بيرج، وهي تتعلق بالاستفسار عن حقيقة إسلامه.

قلت له في هذه الرسالة: المسألة الثالثة: تتعلق بإسلامكم.

فأنا قد فهمت منكم عند زيارتكم بأنكم تؤمنون بالله ورسوله، واعْتَبَرْتُكَ بذلك مسلما. وما ذكرت في خطابك من أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد منك أن تدير ظهرك لأخيه عيسى عليه السلام، هذا كلام صحيح، لأن عيسى عليه السلام رسول من عند الله، وكذلك موسى ومن قبله من الأنبياء والرسل ابتداء من نوح عليه السلام-بل آدم- والذي يكفر بواحد منهم يكون كافرا بجميعهم، ولو ادَّعى الإيمان ببعضهم، وإنما الشيء الذي أريد أن أفهمه منكم هو الجواب على الأسئلة الآتية:

1-هل تعتقدون أن القرآن وحي أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؟
2-هل ترون أن الكتب السماوية السابقة للقرآن-وأهمها التوراة والإنجيل- قد حرفت، وأصبحت غير موثوق بها من حيث السند، ومن حيث إن فيها ما يخالف القرآن والعقل، وأن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي بقي سليما محفوظا من التحريف والتغيير وهو الحاكم على كل الأديان؟
3-هل اقتنعتم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل، وتؤمنون بأركان الإيمان، وأركان الإسلام؟
أرجو أن أتلقى جوابكم على هذه الأسئلة، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.

وأخبركم أني قد كلمت الدكتور عبد الله بن عمر نصيف بالهاتف، في موضوع طبع كتابكم "ترجمة معاني القرآن" باللغة النرويجية، وسألتقيه قريبا شخصيا في هذا الشأن، بإذن الله.
د. عبد الله قادري الأهدل الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رد الدكتور آينر بيرج على أسئلتي السابقة: خطاب من الأستاذ آينر -جامعة أوسلو بالنرويج
معهد الدراسات السامية-قسم الدراسات الإسلامية والعربة 16ديسمبر 1988م.

[ترجم هذا الخطاب أحد الموظفين في الجامعة الإسلامية، ويدعى "محمد كمال علي" في قسم الترجمة بأمر من رئيس الجامعة د/عبد الله بن صالح العبيد، وكانت الترجمة بتاريخ: 29/5/1409 هـ ويلاحظ أن كثيرا من خطابات آينر لم أثبتها هنا، لعدم وجود ترجمة كافية لها، لأن خطاباته كانت باللغة الإنجليزية وترجمة هذا الخطاب كانت في غاية الرداءة]

إلى فضيلة الدكتور عبد الله قادري، قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية.
من آينر.
سيدي العزيز تلقيت بسرور خطابكم المؤرخ 25/41409هـ.

وإني أتفق معكم في أن مسألة ختان البنات لا تستحق مزيدا من المناقشة، طالما أنها ليست أمرا واجبا، إلا أنني أقدم جزيل الشكر على ما أفدتموني به من معلومات. كما يسرني أنكم قد قبلتم ترجمة "أوتاد فرعون" على أنها تعني أهرامات-أي المنزل الكبير الحجم أو الضخم-وهذا في الحقيقة هو معناه في اللغة المصرية القديمة.

وبالنسبة لسؤالكم رقم (1) فإني أستطيع أن أجزم بكل قلبي بأنني أومن بأن القرآن منزل من عند الله على نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم).

أما بالنسبة لسؤالكم رقم (2) حول ما إذا كان الكتب المقدسة لليهود والنصارى، قد تعرضت للتحريف، فينبغي القول: بأنني لست عالما أصوليا، ولكن إذا كان أهل المدينة قد اعتقدوا أن أسلوب حياة النصارى وأفعالهم، وبخاصة اليهود، كانت وفق كتبهم المقدسة، فلا بد من اعتبارهم (لست أدري أكان الكاتب يقصد اليهود والنصارى أم كتبهم-المترجمة) لا بد أن يكونوا قد فسدوا، لأن الله لم يكن ليقرهم على أفعالهم. وأنا أعتبر المسيح قد ولد ولادة عادية (طبيعية) على الرغم من أن الإسلام [راجع ردي عليه في خطابي الآتي على كل ما ذكره في هذا الخطاب].يقبل بفكرة الميلاد العذري، فليس ثم مشكلة بالنسبة لله أن يخلق عيسى (عليه السلام) في رحم مريم، حيث إنه خلق آدم من قبل. ولكن عيسى كان نبيا، وعاش حياته وهو على صلة بأبيه، إلهنا (باعتبار مرجعه أو مصدر سلطته) تماما كما فعل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كما لو كان يربط بينهما خط هاتفي مفتوح، ومن خلال تأملاتهما استطاعا تقديم مشكلاتهما إلى ربنا، أو أن الله استطاع أن يوحي إليهما بصورة تلقائية، بكلمته وحكمته، ويتضح هذا في القرآن، حيث إن المجاهدين هم عند الله أفضل درجة من القاعدين، إلا أن المؤمنين من المعوقين والمكفوفين الذين لم يشاركوا في الجهاد، قد أوحى الله إلى نبيه الترخيص لهم، (استثناهم)
إني أعتقد أن المسيح قد صلب، إلا أنهم لم يقتلوه، ولكن شبه لهم، وفي سِفر بطرس الذي تم العثور عليه مؤخرا، فقد رأى في المنام المسيح وهو يحلق فوق الصليب، وقد ارتسمت على محياه ابتسامة، عندما شاهد الجنود يسومون جسده أنواع العذاب، إ ذًا فهم لم يقتلوا سوى جسده، وإنني أعتقد أنه والنبي محمد (عليهما الصلاة والسلام) أحياء بالقرب من الله لصالح المؤمنين بهما. وهناك أيضا رواية تقول إنه هو في طريقه إلى مكان الصلب، ثم صلب شخص آخر، بطريق الخطأ بدلا من عيسى (عليه السلام).

أما بالنسبة لسؤالكم رقم (3) فإنني أشك ما إذا كنت سأفهم عبارة (خاتم النبيين) تماما كما يختم المزارعون زجاجات خمر الحصاد، أو أنها تعني آخر الأنبياء؟. فالقرآن لم يحسم هذه المسألة، ولست أدري ما إذا كان الله خلال آلاف السنوات القادمة سيرى من الضروري إرسال نبي آخر أو أكثر، فهذا الأمر يفوق رؤياي (يقصد رأيه وتفكيره).

إنني شديد الامتنان أن أعلم أنكم قد تحدثتم مع الدكتور نصيف، وكان آخر خطاب تلقيته من الرابطة، يحمل توقيع السيد محمد سعيد قطب، إلا أنني لم أتلق قرارهم بعد.وبالنسبة لإعادة طبع القرآن الكريم، فالعمل يجري فيها حاليا، وستضم كل صفحة عمودين: أحدهما للغة العربية، والآخر للترجمة النرويجية.

وبالنسبة للترجمة التي أضطلع بها الآن، فإني أتحمل مسئولية ذلك أمام الله والناس، وسأقوم بنقل النص العربي من النص الموجود في ترجمة (مارمادوك بيكثال)، وإنني أرى النص العربي صحيحا[نسيت أن أنبهه على أخذ نص القرآن من المصاحف الموجودة نسخه عند المسلمين في أوسلو، وهو يعرف كثيرا منهم، ولكن الرابطة إذا وافقت على طبع ترجمت ستتولى ذلك].

أما بالنسبة للترجمة الإنجليزية، فهي ذات مستوى متدنٍّ، وقد قرأت في إحدى الصحف الصادرة في المملكة العربية السعودية أنه قد تم سحب (منع) هذه الترجمة من التداول، إلا أنني لا أرى خطأ بالنسبة للمتن العربي، فهل تفضلتم بالتحقق من ذلك من أجلي؟

إنني أشكركم جزيل الشكر على جهودكم التي بذلتموها من أجلي حتى الآن، وإنني أقدر لكم كل التقدير عونكم الكريم لي. لقد طالت هذه الرسالة.. وفي الواقع فأنا لا أجد من أتناقش معه في مثل هذه الأمور الإسلامية هنا في (جامعة أوسلو) لذا فإن الكتابة إليكم تشعرني بأن لي شريكا في الحوار والمناقشة.

ثمة سؤال أخير في سورة (الممتحنة) أية: (11)، فيما يتعلق بالزوجات اللاتي فاتوكم إلى الكفار فعاقبتم [يقصد قوله تعالى {وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون}]. [يسأل الدتور آينر بيرج ،عن معنى قوله تعالى: {وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11) [سورة الممتحنة]

فإن الترجمة العادية تقول: فزتم وانتصرتم عليهم وعاقبتم، فإذا أخذنا في الاعتبار الاشتقاقات العديدة لأصل الفعل (عقب)، فهل يمكن أن يعني هذا: خذوا على سبيل التكافل والتضامن، النتيجة (أي العاقبة) الزوجة التي فقدت، وادفعوا للرجل أي عوضوه كلا؟‍ المخلص: آينر

وسيأتي الجواب على أسئلته هذه في الحلقة الخامسة إن شاء الله.





السابق

الفهرس

التالي


15251419

عداد الصفحات العام

213

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م