﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(010) سافر معي في المشارق والمغارب

(010) سافر معي في المشارق والمغارب

متى دخل الإسلام الجزر الإندونيسية؟

علم مما سبق أن صلة العرب بأرخبيل الملايو قديمة جداً، حتى قال بعض الكتاب معتمداً على مصادر موثوق بها: إن صلة العرب بهذه المنطقة كانت قد بدأت من القرن الثاني الميلادي [راجع المدخل إلى تاريخ الإسلام في الشرق الأقصى للسيد علوي بن طاهر الحداد، بتحقيق وتعليق محمد ضياء شهاب، ص: 91، الطبعة الأولى، عالم المعرفة جدة. أي قبل البعثة النبوية بخمسة قرون تقريباً. وقد استمرت هذه الصلة تتصاعد حتى أصبح العرب هم سادة التجارة في المنطقة، بلا منازع كما قال أرنولد].

وإذا كانت صلة العرب قديمة بالمنطقة ومستمرة، فإنه يؤخذ من ذلك أن المسلمين العرب يمكن أن يصلوا إليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، تجاراً كعادتهم، ولا دليل يدل على انقطاعهم عنها، ولا يلزم من وصول المسلمين مبكرين إلى المنطقة دخول أحد من السكان في الإسلام أو عدم دخوله، هذا من حيث الجملة.

أما إذا رجعنا إلى بعض ما كتب عن وصول المسلمين إلى هذه الجزر، فسنجد ما يؤكد دخول الإسلام في القرن الأول الهجري، من ذلك ما ذكره الدكتور يوسف شلبي الأستاذ بجامعة الأزهر بقوله: "تؤكد الوثائق المكتوبة باللغة الصينية أن الإسلام دخل إلى جزر الأرخبيل في القرن الأول الهجري ـ السابع الميلادي ـ فقد عثر في هذه الوثائق على نص يفيد أنه في عام 675 ـ 674م وصل إلى جاوة رجال من العرب، وقد أقاموا قرية على شاطئ سومطرة الشمالية عام 684م، ويقابل هذا التاريخ بالهجرة عام 52 ،62 بمعنى أن هناك قافلتين وصلتا إلى هذه البلاد في القرن الأول الهجري، واستطاعت أن تؤسس لها مركزاً تستعين به على نشر مبادئ الإسلام" [ص: 49، من كتاب الإسلام في أرخبيل الملايو].

وقال الحاج عبد الله بن نوح في محاضرة ألقاها في الندوة التي عقدت في مدينة ميدان بسومطرة الشمالية من 17 ـ 20 من شهر مارس سنة 1963م وهي تتعلق بدخول الإسلام إلى إندونيسيا [وقد توصل المشاركون في هذه الندوة أن الإسلام دخل إلى إندونيسيا في القرن الأول الهجري، ما بين القرن السابع والثامن الميلادي]. وقال: "وقد قرأنا أن التجارة غربي سيلان كانت منذ أقدم العصور بأيدي العرب والفرس، وأن جنوب جزيرة العرب قبل الإسلام، كان مهد حضارة ومركز تجارة، بل ورد أن تجارة البحر مع الشرق الأقصى كانت للعرب، فمن الطبيعي أن نبأ ظهور النبي العربي صلى الله عليه وسلم، وصل إلى الشرق الأقصى من طريق العرب بقدر سرعة الرياح التي كانت تسير بها السفن التجارية، وبعد إسلامهم كانوا أيضاً بطبيعة الحال رسل الدعوة الإسلامية. فلا بد أن الإسلام قد وصل إلى إندونيسيا في أول القرون الهجرية، بل قبل ذلك حصل في عهد خلافة عثمان t، ذلك بأن اتصال العرب بإندونيسيا كان قد وجد من قديم بسبب الملاحتين العربية والإندونيسية..." [كتيب: "الإسلام في أندونيسيا، لمحمد ضياء شهاب، وعبد الله نوح، ص: 14، طبع الدار السعودية للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، 1397ﻫ ـ 1977م].

وقال محمد ضياء شهاب في محاضرته في نفس الندوة المذكورة: "تقول الكتب العربية القديمة والآثار: إن العلاقات بين الشرق الأقصى عموماً قديمة جداً، كانت علاقات تجارية، ثم تلتها علاقات دينية. وإذا كانت علاقات الصين بالمسلمين بدأت في القرن الأول الهجري، فمن المؤكد أن المسلمين قد وصلوا إلى جزائر إندونيسيا لأنها واقعة في خط الملاحة بين الشرق والغرب منذئذٍ.

قال الدمشقي في كتابه (نخبة الدهر) ص132،168، عند ذكر بلاد (الصنف): إن المسلمين وصلوا في زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقال: إن العلويين الذين هربوا من ظلم بني أمية والحجاج بن يوسف جاءوا ودخلوا بحر (الزفتي) واستوطنوا جزيرة معروفة باسمهم إلى الآن [أي إلى عهد الدمشقي]. وزفتي كما رأينا أنه في سومطرة، وقد فصلنا ذلك في كتابنا "تاريخ إندونيسيا بإسهاب، كما أننا نرى أن المراد بالعلويين هم أتباع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه" [المرجع السابق، ص: 15-16. وراجع: خلاصة ما خرج به أعضاء هذه الندوة وتعليقات السيد محمد ضياء شهاب على كتاب المدخل إلى تاريخ الإسلام في الشرق الأقصى، ص: 204].

وقال الدكتور قيصر أديب مخول:

"إلا أن التجار العرب وصلوا بتجارتهم ـ على ما يظهر ـ إلى الصين، فقد كشفت السجلات الصينية القديمة أنه كان للعرب ـ وربما الفرس أيضاً ـ في الصين سنة 300 ميلادية، أماكن استيطان ومراكز محاسبة في كانتون" [مدينة في جنوب الصين].

لذا يمكن القول بصورة عامة أن العرب في العصور القديمة والوسطى ملكوا زمام التجارة البحرية بين مصر وإيران والهند من جهة، وبين الهند وشرقي وجنوب شرقي آسيا من جهة أخرى. وفي العقد الأول من القرن السابع [يقصد الميلادي] ازداد عدد التجار "العرب والفرس" ازدياداً كبيراً، وفي أواسط القرن الثامن
758م ارتفع عدد المسلمين في كانتون بالصين إلى درجة استطاعوا معها أن يغزوا البلد ويحرقوها ويأخذوا غنائمهم إلى مراكبهم ويبحروا بها [كتاب الإسلام في الشرق الأقصى، تعريب الدكتور نبيل صبحي، ص: 17، والدكتور قيصر ولد في الفلبين من أب سوري هاجر إلى الفلبين عام 1901م تقريباً، وأم فلبينية، وكان الدكتور قيصر عميد الكلية الجامعية وأستاذ الفلسفة في جامعة الفلبين، وكان مسيحياً ثم اعتنق الإسلام وعمره ثمانون سنة عندما كان يحضر لشهادة الدكتوراه في أمريكا، انظر مقدمة المعرب في نفس الكتاب].

ونقل الدكتور الْحِبْشِي عن دائرة المعارف الإندونيسية أن مستعمرة إسلامية ظهرت في ميناء صغير يقال له باروس (BAROS) بالساحل الغربي لجزيرة سومطرة عام 63هـ 684م وذلك في عهد يزيد ين معاوية بن أبي سفيان" [دخول الإسلام وانتشاره في أندونيسيا حتى القرن السابع عشر، ص: 233]. كما ذكر الدكتور الْحِبْشِي التقرير الصيني عن بعث ملك عربي وفداً إلى مملكة هولنج، واختلف في موقع هذه المملكة، فقيل في جاوة الشرقية، وتسمى كالنج أو كولنج، وقيل في جاوة الوسطى، وقيل في "كده" [تنطق "قدح" بالحاء]. في شبه جزيرة الملايو، ورجح القول الأول الدكتور همكا، ورجح القول الثاني الدكتور الْحِبْشِي، ورجح القول الثالث بعض المستشرقين.

كما اختلف في الملك العربي، وتشير المراجع الصينية إلى أن مملكته تسمى: تاشي، ورجح الدكتور همكا أن هذا الملك هو معاوية بن أبي سفيان، بعث وفداً للاطلاع على أحوال هذه المملكة ـ هولنج ـ وما قيل من عدالة ملكتها المسماة سيمو (SIMO) ويقول الدكتور همكا: إن الصينيين يطلقون كلمة تاشي (TASHEH) على العرب، ويرجح بعض المستشرقين أن مملكة تاشي هذه مستعمرة عربية في ساحل سومطرة الغربي.

ويرجح الدكتور الْحِبْشِي أن هذه المملكة هي مملكة آتشي الواقعة في شمال سومطرة، وهي أول بقعة في الجزر الإندونيسية أقيمت فيها مستعمرة عربية وهذا التقرير الصيني حدث في عهد الأسرة الحاكمة الصينية التي يطلق عليها أسرة تانج (TANG).

ثم قال الدكتور الْحِبْشِي، بعد أن سرد مجمل التقرير وآراء المؤرخين فيه وعلق عليه بما يرى، قال: "كل هذا يؤكد وجود الإسلام والمسلمين في الجزر الإندونيسية مبكراً في القرن الأول الهجري، السابع الميلادي. [المرجع السابق، وقد ذكرت خلاصة ما ذكره الدكتور الحبشي بالمعنى، ص: 42-50. بل ذكر الطالب الأندونيسي محمد هداية نور وحيد في رسالة الماجستير سنة 1407ﻫ: الباطنية في أندونيسيا، التي نال شهادتها في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ـ نقلاً عن كتاب السنة والشيعة ـ لمؤلفه الأستاذ علي هاشمي رئيس مجلس العلماء في محافظة آتشيه وأستاذ الدراسات العليا في الجامعة الحكومية بها أن مملكة إسلامية قامت في منطقة فولاك بسومطرة الشمالية في شهر محرم من سنة 255ﻫ ـ الموافق لسنة 840م، راجع الرسالة المذكورة "الباطنية في أندونيسيا ص: 83، وراجع ص: 233، من كتاب دخول الإسلام وانتشاره في أندونيسيا حتى القرن السابع عشر الميلادي].






السابق

الفهرس

التالي


15331789

عداد الصفحات العام

3922

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م