﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(034)سافر معي في المشارق والمغارب

(034)سافر معي في المشارق والمغارب


حوار مع الدكتور هيلف:

وفي الحوار معه شيء من الطول، ولهذا سأقسمه على حلقات:

الحلقة الأولى:

جرت عادتي أن أبدأ أنا مع من أريد محاورته بطرح أسئلتي إليه، التي غالباً ما تبدأ بطلب التعريف بنفسه، لكن الدكتور "هيلف" شرع يتحدث إلي قبل أن أبدأ بسؤاله، لذلك لم أتمكن من السير معه بالترتيب الذي اعتدته مع غيره.


الدكتور هيلف يجيب على أسئلة الكاتب في مكتب الدكتور عبد

قال: هو الآن محال للتقاعد، وكان مستشاراً في وزارة الخارجية الألمانية في منطقة "بافاريا" في السياسة الخارجية والأمن، والعالم الثالث. وقد كتب كتابه "الإسلام قوة عالمية". [وقد أهداني الكتاب الأستاذ عبد الحليم خفاجي في رحلة سابقة في 1/1/1409 ﻫ ، وهو من محتويات مكتبتي، وهو باللغة الألمانية، وكان هدفه من تأليف هذا الكتاب تعريف الحكومة الألمانية، والشعب الألماني بحقيقة الإسلام، كما فهمه، وقد بذل جهداً في الحصول على معلومات موثقة في موضوعاته، ولم يجد من يعينه على ذلك إلا من بعض المسلمين الذين تمكن من الاتصال بهم، في حدود إمكاناتهم، فأخرج كتابه متضمناً ما تيسر له من المعلومات، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وقد تُرْجِمَتْ خلاصة مقدمته للكتاب إلى اللغة العربية، وقد سجلتها في الكتاب السابع من سلسة (في المشارق والمغارب ص: 59) ولعلي أسجلها هنا في آخر هذا الحوار، ليكون القارئ على علم بذلك].


الكاتب يحاور الدكتور هلف

تخصصه في التاريخ والاقتصاد والسياسة والصحافة. [وهي تخصصات خطيرة، كما ترى! إضافة إلى خطورة وظائفه، ومع ذلك لم يتردد في إشهار إسلامه ولا في نشر كتابه، مع ما يعلم من تعصب كثير من أهل بلده ضد الإسلام، وعدم رضاهم عمن أثنى على الإسلام، فضلاً عمن أعلن إسلامه ممن هو في منزلته، ولكنه الإيمان الذي جعل سحرة فرعون يقولون له: { إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنْ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [سورة طه، أية:73].

وسألته عن ديانته السابقة؟ فقال: الكاثوليكية. قلت: كيف كان تدينك؟ فقال: قصة طويلة تصعب حكايتها، وكانت عائلته كاثوليكية متدينة. وكان عسكرياً في الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية، وبعد الحرب بدأ يدرس في ميونخ، وكان أثناء دراسته ملحداً.

بعد عشر سنوات من الحرب بدأ يميل إلى الإيمان بالإسلام، وكان ذلك بالدراسة وبالتدريج. والسبب في ذلك أنه كان يحب أن يقرأ عن العالم الإسلامي كثيراً وبشغف، بحكم وظيفته، وكان له أصدقاء عرب مسلمون، ومن الصدف أنه قرأ كتاباً لرجل مستشرق فرنسي، وهو الذي لفت نظره إلى الإسلام، برغم تحفظ العرب على آراء المستشرقين، ولم يكن في هذه الفترة مسلماً، وكانت عنده شكوك، والشيء الذي لفت انتباهه في كتاب الفرنسي المذكور قوله: لو كان هناك رسل لكان محمد واحداً منهم.

ولم يذهب "هيلف" إلى أي مركز إسلامي في تلك الفترة، لأنه لم يكن جاداً في الدخول في الإسلام، وإنما كان راغباً في المزيد من القراءة والاطلاع، وقد أحب شخصية محمد صلى الله عليه وسلم، وظهر ذلك لأصدقائه الذين كانوا يقولون له: كفاك الحديث عن محمد! لكثرة ما كان يتحدث عنه أمامهم، وكان يتحدث مع أصدقائه السياسيين، فيبدأ معهم بالحديث عن السياسة، وينتهي بالحديث عن الدين.

وذات يوم جاءه الدكتور "علي جريشة" ومعه صديقان، وانتهى بهم الحديث عن الإسلام، ولم يكن راغباً ويبدو أنه يقصد تلك الزيارة].

وفي أوائل الثمانينات، لم يكن يصعب عليه النطق بكلمة التوحيد [يعني أنه أصبح موقناً بها] وبعد سنة ذهب إلى المركز الإسلامي، وأعلن إسلامه رسمياً. قلت: ما أهم ما شدك إلى الإسلام من موضوعاته؟ قال: التوحيد.

قلت: ما الأثر الذي أحدثه ضعف المسلمين على دينهم وعلى العالم كله الذي هو في ضرورة لهذا الدين؟
قال: في سنة 1918م، كانت نهاية بعض القوى المعروفة، كقوة النمسا، وقوة العثمانيين، وقوة الكنيسة البيزنطية. في ذلك الوقت انقسم العالم العربي والإسلامي، وهبط إلى الحضيض، ومن ذلك الوقت إلى اليوم لم يتمكن العالم الإسلامي من تخطي الصعوبات التي واجهته، ليخرج من ضعفه، وأكثر المسلمين انضموا إلى الغرب، وداروا في فلكه، بدلاً من السعي إلى الاستقلال السياسي والاقتصادي....

والأمل الوحيد في استعادة المسلمين قوتهم أن يؤمنوا بالتوحيد ديناً، ويتحدوا هم أنفسهم على ذلك التوحيد ـ كأن الدكتور يرمز لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا103 (103)} [آل عمران]آل عمرانٍ ـ لأنهم إذا لم يستطيعوا إيجاد أصل لوحدة حقيقية بينهم، فإن غيرهم ـ يعني أهل الغرب واليهود بالذات ـ سيلعبون بهم [قلت: وهذا ما يحدث اليوم ـ ونحن في منتصف عام 1416، بل ازدادت الأمور سزء بعد ذلك كما يحصل اليوم من التمزق بين المسلمين وخاصة العرب منهم ومن سفك الدماء بين بينهم، ونحن في مطلع عام 1440ﻫ.]
ثم قال الدكتور هلف: العالم الإسلامي الآن فيه حركات، ولا بد أن تتمخض عن شيء طيب يخلصهم من نير الغرب. وفي العشر سنين الأخيرة تمخض العالم، ومنه الغرب، عن تغيرات أساسية. ويجب على العالم الإسلامي أن يتنبه، فإن لعبة التسلط عليه ستتغير طريقتها، فالخلاف الذي كان يقال له بين الشرق والغرب، سيصبح بين الشمال والجنوب، وإذا غفل المسلمون والإفريقيون فإن هذا الخلاف ستكون له آثار سيئة عليهم، أما إذا تنبهوا فقد يختلف الأمر. وباختصار فإن العالم بوضعه الحالي، توجد به ثلاث قوى رئيسة: أوربا الغربية، والدول الشرقية، والعالم الإسلامي ـ ومنه العرب ـ.

وهناك رأي أن بعض هذه القوى تتفسخ، ومنها القوة الروسية، ورأيه "هيلف" أنه لا بد من بقاء نفوذ لها. وهذه القوى الثلاث يجب أن يكون تعاملها فيما بينها على أساس التعاون الذي يحقق لها جميعاً مصالحها، لمنع فكرة تسلط بعضها على بعض، وهذا التعاون مهم، لمنع تسلط أمريكا على العالم بسبب تقنيتها الحديثة التي تغريها بذلك التسلط، فإذا تعاونت هذه القوى تعاوناً غير تسلطي، بل تعاوناً يحقق لكل منها سد حاجتها، فإنها تستطيع أن تمنع تسلط أمريكا عليها أو على بعضها. والمهم أن يتضح السبيل لهذا التعاون، فماذا سيعمل العالم الإسلامي لتحقيق ذلك؟‍





السابق

الفهرس

التالي


15248428

عداد الصفحات العام

859

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م