﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


تمهيد :معنى الردة لغةً وشرعاً:
?
تمهيد :معنى الردة لغةً وشرعاً:
الردة في اللغة: صرف الشيء بذاته، أو بحالة من أحواله، يقال: رددته فارتد..
قال تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}. [1]
فمن الرد بالذات قوله: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}. [2]
ومن الرد إلى حالة كان عليها قوله: {يا أيها الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}.[3]149
وقوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. [4]
أي يرجعونكم إلى حال الكفر بعد أن فارقتموه.
والارتداد والردة: الرجوع في الطريق الذي جاء منه، لكن الردة تختص بالكفر، والارتداد يستعمل فيه وفي غيره..
قال: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ}. [5]
وقال: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. [6]
{فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}.[7] أي عاد إليه بصره.
والردة اسم من الارتداد، وهو التحول والرجوع.. ومنه الرجوع عن الإسلام.
والردة في الاصطلاح: رجوع المسلم عن الإسلام إلى الكفر، أيِّ كفر كان..
والمرتد: هو الراجع عن دين الإسلام إلى الكفر.[المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ص191 وانظر لسان العرب لابن منظور، ترتيب يوسف خياط، ونديم مرعشلي (1/1150) والقاموس المحيط، باب الدال فصل الراء (1/294) والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير (2/214).]
وقيد بعضهم التعريف، بالنطق بكلمة الكفر، فقال:
"أما ركنها ـ يعني الردة ـ فهو إجراء كلمة الكفر على اللسان بعد وجود الإيمان.. إذِ الردة عبارة عن الرجوع عن الإيمان، فالرجوع عن الإيمان يسمى ردة".
وظاهر هذا يفيد أن من اعتقد بقلبه الكفر بالإسلام، أو عمل ما يدل على احتقاره للإسلام، لا يحكم بردته.
وقد حمل بعض المعلقين على حاشية رد المحتار التقييد المذكور محملاً قد يسوغ هذا القيد، حيث قال: "هذا بالنسبة إلى الظاهر الذي يحكم به الحاكم، وإلا فقد تكون بدونه كما لو عرض له اعتقاد باطل، أو نوى أن يكفر بعد حين..".
ولكنه متعقب أيضاً، بأن الحاكم يجب أن يحكم بالردة على من تعمد إلقاء المصحف في القاذورات، إذا توفرت فيه شروط الردة، ومن أهمها أن يكون عالماً أن إلقاء المصحف في القاذورات يعتبر إهانة له، وأن يكون متعمداً ذلك، بخلاف من يجهله، كحديث عهد بإسلام عنده أوراق بالية من المصحف، رماها في إناء القمامة ظاناً جواز ذلك، أو ألقى المصحف مع غيره مما يلقى عادة في ذلك الإناء، وهو لا يدري أن المصحف مع تلك الأشياء، فمن كانت هذه صفته لا يكون مرتداً، لعدم توافر شروط الردة فيه...
فإذا توافرت فيه تلك الشروط كان مرتداً، ولو لم يتلفظ بالكفر.
وبهذا تعرف خطأ القول: "إن كلام الإنسان هو السبيل الوحيد لمعرفة مراده".
فإن كثيراً من الأفعال تقوم مقام الأقوال، بل قد تكون أصرح دلالة على مراده من اللفظ، وهذا ما اعتبره أكثر الفقهاء..
قال في مختصر خليل: "الردة كفر المسلم بصريح من القول.. أو لفظ يقتضيه.. أو فعل يتضمنه، كإلقاء المصحف بقذر". [حاشية الدسوقي (4/301). وراجع بدائع الصنائع (9/4382) حاشية رد المحتار (4/231).]
أما من أظهر الإيمان ولم يظهر الرجوع عنه، بل واعتقد بقلبه الكفر، فهو باق على إسلامه في أحكام الدنيا، وباطنه إلى الله تعالى، وهذا هو سبيل المنافقين الذين عاملهم الرسول ‘ بحسب الظاهر الذي أعلنوه وهو الإسلام، مع أنهم كفار في الحقيقة، بل هم أشد كفراً ممن يظهرون الكفر وأشد ضرراً على الإسلام والمسلمين.
إذا ثبتت الردة على الشخص ترتب عليها أحكام أخروية وأحكام دنيوية..
وأهم الأحكام المتعلقة بالآخرة حبوط العمل والخلود في نار جهنم ـ أعاذنا الله منها ـ إذا مات على ردته ولم يتب، وقد وردت بذلك نصوص كثيرة وقد جمعت الأمرين معاً هذه الآية: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.[6]

1 - يوسف 110
2 - الأنعام 28
3 - آل عمران
4 - القرة 109
5 - محمد 25
6 - البقرة 217
7 - يوسف 96
8 - المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ص191 وانظر لسان العرب لابن منظور، ترتيب يوسف خياط، ونديم مرعشلي (1/1150) والقاموس المحيط، باب الدال فصل الراء (1/294) والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير (2/214).
9 - حاشية الدسوقي (4/301). وراجع بدائع الصنائع (9/4382) حاشية رد المحتار (4/231).
10 - البقرة 217



السابق

الفهرس

التالي


15251232

عداد الصفحات العام

26

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م