﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


المسألة الثانية:معنى الكلمة والقول والكلام والكلم.

المسألة الثانية:معنى الكلمة والقول والكلام والكلم.

[sh]
وَحَدُّ كِلْمَةٍ فَقَوْلٌ مُفْرَدُ=وَهْيَ اسْمٌ اْوْ فِعْلٌ وَحَرْفٌ يُقْصَدُ
[/sh]

الكلمة:
بعد أن بين الناظم رحمه الله حد الكلام شرع في بيان حد الكلمة، فقال: (وحد كِلْمَةٍ فقول مفرد).
والْكَلِمَة تأتي مفتوحة الكاف مكسورة اللام على وزن نَمِرَة وهذه الصيغة هي الأفصح، وتأتي مكسورة الكاف ساكنة اللام على وزن كِسْرَة، وتأتي مفتوحة الكاف ساكنة اللام على وزن تَمْرَة.
وهي تطلق في اللغة العربية على الكلام المفيد، كما قال تعالى: {{كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا}}. المراد بالكلمة-هنا-قوله تعالى قبل ذلك: {{قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}} [1] وهذا الإطلاق كثير في اللغة العربية على ما حققه ابن هشام في (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، خلافا له [أي لابن مالك حيث أشار في الألفية إلى قلة إطلاق الكلمة على الكلام المفيد، كما قال (وكِلْمَةٌ بها كلام قد يُؤَم) أي يقصد، على ما تقتضيه (قد) غالبا من الدلالة على التقليل]، كما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَصْدَقَ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِلٌ) [3]. ففي هذه الجملة من الحديث سبع كلمات، يطلق عليها جميعا عند أهل اللغة (كلمة)
أما الكلمة عند النحاة فهي القول المفرد.
فلا يطلقون الكلمة عندهم على قول لبيد السابق، وإنما يطلقون عليه كلاما.

القول.
والمراد بالقول اللفظ الدال على معنى، مثل:(إيمان و بِرّ وعدل وتقوى وجنة، وكفر وعقوق وظلم وفسوق ونار) فإذا لم يكن لِلَّفْظِ معنى كقولك: (ديز) مقلوب (زيد) لم يطلق عليه (قول).
والمفرد مالا يدل جزؤه على جزء معناه، مثل كلمة (فلاَح) فإن كل جزء من أجزائها الأربعة، لا يدل على شيء مما دلت عليه الكلمة المكونة من تلك الأجزاء.
ويخرج بالمفرد الكلام والكلم لأن كلا منهما قول مركب كما يأتي.
ويظهر من تعريف الكلام والكلمة، أن الكلمة تخالف الكلام من وجهين:
الوجه الأول: أن الكلمة قول مفرد، وليست مركبة، أما الكلام فلابد أن يكون مركبا من كلمتين فأكثر، كما مضى.
الوجه الثاني: أن الكلمة لا تفيد فائدة تامة يحسن السكوت عليها، وإنما تدل على معنى مفرد، بخلاف الكلام فإنه يفيد فائدة تامة يحسن السكوت عليها.
هذا وقد أهمل الناظم رحمه الله الكلم، فلم يذكره، لحرصه على الاختصار، فقد ذكر في آخر منظومته أن عدد أبياتها مائة.

الكلم.
وأما الكلم فيعرف بأنه ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر، أفاد أم لم يفد، مثال ما تركب من ثلاث كلمات وأفاد: قوله تعالى: {{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}}. [4] فقد تركبت الجملة من ثلاث كلمات، وهي: (قد) المفيدة للتحقيق و (أفلح) وهو فعل ماض و (المؤمنون) وهو فاعل (أفلح)، وهي جملة مفيدة، فيصح أن يقال: إنها كلم، لأنها تركبت من ثلاث كلمات، كما يصح أن يطلق عليها كلام، لأنها تركبت من أكثر من كلمتين وأفادت. ومثال ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر ولم يفد، قوله تعالى: {{وَمَا تُقَدِّمُوا لأَ نْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ}}. [5] فقد تركبت هذه الجملة من تسع كلمات، وهي واو العطف، و (ما) الشرطية، وفعل الشرط (تقدموا) وفاعله: واو الجماعة، ولام الجر ومجرورها، وأنفس، وضمير المخاطبين مضاف إليه، وحرف الجر (من) ومجرورها (خير)، ومع ذلك لم تفد، فيصح أن يقال: إنها كلم، لأنها تركبت من ثلاث كلمات فأكثر، ولا يصح أن يقال: إنها كلام، لأنها لم تفد فائدة تامة يحسن السكوت عليها إذ هي جملة شرطية، لا تتم إلا بجملة الجواب، وهي قوله تعالى: {{تجدوه عند الله}}.
وتبين من تعريف القول بأنه اللفظ الدال على معنى، شموله للكلام والكلمة والكلم، فيصح أن يطلق على كل منها أنها قول لأنها تدل على معنى في الجملة أفاد أم لم يفد.

وقد ذكر الكلم ابن مالك رحمه الله في الألفية، فقال:
(واسْمٌ وَفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ الْكَلِمْ).


1 - المؤمنون: 99-100
2 - أي لابن مالك حيث أشار في الألفية إلى قلة إطلاق الكلمة على الكلام المفيد، كما قال (وكِلْمَةٌ بها كلام قد يُؤَم) أي يقصد، على ما تقتضيه (قد) غالبا من الدلالة على التقليل
3 - البخاري، ومسلم، ولعل إعراب هذه الجملة يأتي في باب الاستثناء.
4 - المؤمنون: 1
5 - المزمل: 20



السابق

الفهرس

التالي


15249113

عداد الصفحات العام

1544

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م