﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(06)سافر معي في المشارق والمغارب

(06)سافر معي في المشارق والمغارب

مأساة أمثالها كثير:

قال الأخ يحيى: إن أحد الإخوة العرب، وهو مسلم استمالته جمعية نصرانية، فانساق معها، وتزوج امرأة نصرانية، وبدأوا يستغلونه حتى ترجم لهم بعض الكتب، ثم أفاق من غفوته، وقد ولدت له زوجته ابنتين، فرجع إلى دينه وترك الجمعية، فسلطوا عليه امرأته، وأمروها بالصبر عليه، فبقي معها في مد وجزر، كل منهما يحاول التغلب على الآخر، ثم أراد طلاقها واستمر فترة في معاملة الطلاق، وبنتاه عند أمهما، وهو يحاول حفظهما، والله أعلم ماذا سيجري.؟!

وتزوج مسلم باكستاني امرأة ألمانية نصرانية، واشترط عليها أن يكون أولاده مسلمين، فوافقت وأنجبت له ثلاث بنات، وبدأت تنصيرهن سراً، فلما علم ذلك، بدأ بينهما الصراع، واستطاع في النهاية أن يطلقها وأقنع بناته بالبقاء معه، وهو يعاني مشكلات في تربيتهن. وذكر قصصا أخرى من هذا النوع، كلها محزنة.

معلومات عن المسلمين في سويسرا:

قال الأخ يحيى: إن عدد المسلمين في سويسرا سبعون ألفاً تقريباً، وقال المسلم السويسري: حاتم كول: إن عددهم مائة ألف تقريباً. وأكثر المسلمين في المنطقة الألمانية، وهم من الأتراك، واليوغسلاف، وأكثر المسلمين العرب في جنيف ولوزان، والمسلمون في جنيف من مختلف بلاد العالم.

المراكز الإسلامية في سويسرا:

1 ـ المركز الإسلامي في زيورخ، وقد اشترى مقره الشيخ زايد بن سلطان، وسُمِّى مركز زايد الإسلامي، وفيه جمعية إسلامية تديره، ورئيسه الآن يوغسلافي، واسمه عادل ذو الفقار. 2 ـ ويوجد مركز صغير في مدينة بازل. 3 ـ ومركز إسلامي في بيرن وغالب جمعيته من الأتراك. 4 ـ والمركز الإسلامي في جنيف، وهو الذي أنشأه الدكتور سعيد رمضان سنة 1961م ويقوم بالنشاط فيه الآن مجموعة من الأتراك. 5 ـ المؤسسة الثقافية الإسلامية، ورئيسها مدحت شيخ الأرض، ومديرها العام الجديد هو اللواء المتقاعد كمال سراج الدين المرغلاني. 6 ـ المركز الإسلامي في لوزان، ويؤم الناس فيه ويقوم بتعليمهم جميل حسن، وهو تلميذ للشيخ عبد الله الحبشي صاحب لبنان.

ضياع كثير من أجيال المسلمين في الغرب:

وكثير من الذين ولدوا في أوربا أصبحوا لا ينتمون إلى الإسلام انتماءً سليماً، ولا ينتمون إلى أوروبا انتماءً صحيحاً، بل هم إلى الضياع أقرب نسأل الله السلامة. من الأمثلة أن غلاماً جزائرياً عمره (12 سنة) صوته جميل وقد استُغِلَّ للغناء، ويمكن أن يصبح بعد فترة من مشاهير المغنين ذوي الملايين وأمه فرنسية.
وبعض الفتيات يبعن أعراضهن وهن مسلمات، ولكنهن قليلات. فهذا الجيل جيل ممسوخ لا يدري إلى ماذا ينتمي. وهذا النوع موجود في أوروبا كلها، وإن كان في فرنسا أكثر وضوحاً، ويمكن أن يكون أغلب المسلمين ضائعاً، وقليل منهم استطاع أهلهم الحفاظ عليهم.

ما الحل لهذا الضياع؟

وقال الأخ يحيى بعد أن سرد هذه المعلومات: وما الحل لهذه المشكلة؟ الحل محاولة جمع أكثر المسلمين الذين لهم صلة بالدين وبالمسجد، وتوجيههم إلى التعاون في تربية الأبناء، بإنشاء مدارس وربط الأولاد بالمساجد، كل في مدينته أو حارته. ويستفاد من المشايخ الذين تبعثهم الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ورابطة العالم الإسلامي، وهم قليل لا يكفون، وحتى بعض هؤلاء يواجهون مشكلات، والناس يعانون منهم إلا الذين عندهم صدور واسعة وسعة أفق ومعرفة باللغات الغربية، فإن الناس يستفيدون منهم بخلاف ذوي الآفاق الضيقة والصدور الحرجة. ولا بد من إصدار صحف في كل منطقة بلغة أهلها وإذاعات محلية.

ومن أهم الوسائل إنشاء مدارس خاصة لأبناء المسلمين، يتوافر فيها المدرس والمنهج والكتاب، وإقامة المدارس تحتاج إلى مال، ويمكن أن يبدأ في أول الأمر بروضة أطفال على مستوى عال، ويمكن أن تغطي نفقاتها من نشاطها وسيتعامل معها المسلم وغير المسلم، ويتدرج بعد ذلك في إنشاء مدارس ابتدائية ثم ثانوية. وتوجد مدارس تجارية كثيرة، ولا يمكن استمرارها بدون أرباح، ومعنى هذا أنه لو أراد بعض الأثرياء من المسلمين أن يعملوا خيراً بإنشاء مدارس خاصة، سيربحون على المدى البعيد، أو على الأقل لا يخسرون.

مع الدكتور سعيد رمضان:

وبعد عصر هذا اليوم زرنا الدكتور سعيد رمضان في منزله وكتبت عنه بعض المعلومات عن نفسه وعن

العمل الإسلامي في سويسرا:

ولد الدكتور سعيد رمضان سنة 1926م في شبين الكوم بمصر، نشأ في مدينة طنطا، ثم في القاهرة، وبها حمل الشهادة الجامعية ونال شهادة الدكتوراه من ألمانيا في يناير 1959م، [وموضوعها: التشريع الإسلامي.] والتحق بالدعوة ـ في حركة الإمام حسن البنا، رحمه الله ـ سنة 1939م. وخرج من مصر سنة 1954م. و بعد إطلاقه من السجن ذهب إلى القدس، وكان أمين عام المؤتمر الإسلامي في القدس، وبقي سنة في القدس.

ثم ذهب إلى دمشق سنة 1955م. وعقد المؤتمر الإسلامي الكبير سنة 1956م. وخرج من سوريا سنة 1957م إلى بيروت. وجال في العالم الإسلامي من أجل المؤتمر، وحضره مائتان وخمسة وسبعون، بدون بطاقات سفر، يعني أن الناس حضروا على حساب أنفسهم، وممن حضر المؤتمر الأستاذ المودودي والأستاذ الدكتور محمد ناصر الإندونيسي والأستاذ أبو الحسن الندوي.

وكان أهم قرار صدر من قبل المؤتمرين أن قضية فلسطين قضية إسلامية، وكل تعامل مع اليهود خيانة يعاقب صاحبه بضرب النار. كما صدر قرار مهم جداً ـ ولم يطلع عليه إلا بعض كبار الحاضرين ـ منهم الندوي والمودودي والهضيبي ـ وكان في السجن ـ ومحمد ناصر وهو إنشاء مركز إسلامي يكون خارج بلاد المسلمين واختيرت جنيف لتكون مقراً له، ويتولى تمويله الدكتور محمد ناصر [وقد فرضت عليه الحكومة الاندونيسية في عهد سوهارتو الإقامة الجبرية في منزله. ]عن طريق التجار المسلمين في أمستردام. وحصلت مشكلات قضت على المشروع في إندونيسيا وغيرها. ثم ذهب الدكتور سعيد رمضان إلى قطر، بدعوة من الشيخ أحمد آل ثان. وأقام في مدينة جنيف من سنة 1958م.

وسألت الدكتور: هل يرى أن الأوروبيين قد أقيمت عليهم الحجة بتبليغ الإسلام؟ فقال: نحن المسؤولون عن الذين لم تبلغهم الدعوة، فإذا لفت نظر الكافر إلى الإسلام بدعوة صحيحة، فقد قامت عليه الحجة، وإذا لم يبلغه الإسلام بمعناه الصحيح فحكمه حكم أهل الفترة.[هذه المسألة تحتاج إلى تمحيص وجمع للأدلة والواقع ومذاكرة أهل العلم فيها ولعل ذلك يتيسر لي في الكتاب الذي أنوي تأليفه بعنوان: البلاغ المبين. ]

وقال: الغربي الذي لا يعرف الإسلام إلا عن طريق الكتب الغربية التي شوهت الإسلام، لا ينتظر منه أن يسلم. وسألته عن ترجمات معاني القرآن، هل تؤدي الغرض من إقامة الحجة؟ قال: الترجمات هي عبارة
عما فهمه المترجم من القرآن، وقد لا يصح فهمه أساساً، وقد يصح فهمه، ولكن اللغة لا تسعفه في تأدية المعنى. وأهم وسيلة لنشر الإسلام، هي تطبيق المسلمين للإسلام، والإنفاق على الدعوة دون ضجيج إعلامي، وقال: إن الحرية الموجودة في الغرب تفتح المجال للدعوة إذا استغلت تلك الحرية بذكاء.
وأجهزة الإعلام في الغرب يسيطر عليها اليهود، وسوء أخلاق العرب ومعاملتهم مع سيطرة اليهود، تعتبر عقبة كبيرة دون فهم الإسلام والدخول فيه.

وكان لدى الدكتور سعيد عندما قابلناه الأستاذ جمال البنا، وهو أخو الإمام حسن البنا رحمه الله، ويشتغل بالتجارة وله بعض المؤلفات.


الكاتب مع الدكتور سعيد رمضان والأستاذ جمال البنا.

هل هو مجتهد أو لا يقرأ القرآن؟!

صدرت للرجل "جمال البنا" تصريحات خالف فيها ما جرى عليه علماء الإسلام قديماً وحديثاً، مع أن الرجل نشأ في بيت علم، فقد كان والده محدثاً وهو الذي شرح مسند الإمام أحمد بن حنبل في كتاب سماه: "الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني" وكان أخوه الأستاذ حسن البنا رحمه الله من أعلام العصر في الدعوة، ولم يحرز غيره من الدعاة ما أحرزه هو من كثرة الأتباع المنتشرين في الأرض. ومن تصريحات جمال البنا المنسوبة إليه، ما نشرته جريدة الشرق الأوسط التي من عادتها تصيد ما يلائم توجهها من الفتاوى الشاذة.

وهذا نص ما نشرته الشرق الأوسط عن "جمال البنا":

شقيق حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين يهاجم الحجاب..
http://www.asharqalawsat.com/view/news/2004,03,09,222097.html
جريد الشرق الأوسط 9 مارس 2004م القاهرة ـ رويترز: قال كاتب مصري إن الحجاب تم فرضه فرضاً على الإسلام، وإنه ليس إلا تقليداً اجتماعياً، مشيراً إلى تأثر علماء المسلمين بالحضارات القديمة في كثير مما يخص المرأة. وقال جمال البنا، وهو شقيق حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أمس لـ«رويترز» إن مصر الليبرالية في الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين لم تعرف ظاهرة الحجاب إلا «باعتبارها قضية اتيكيت أو آداب وليست عقيدة». وأوضح أن للتمييز بين الرجل والمرأة جذوراً تعود إلى مراحل تاريخية قديمة في أكثر من حضارة «في قانون حمورابي وفي فلسفة أرسطو وفي القانون الروماني، وقد عززت اليهودية والمسيحية ذلك كما جرى على سننهم الفقهاء المسلمون».]

إذا صحت نسبة هذا الكلام إلى الأستاذ جمال البنا، فهو من أعجب ما ينطق به مثقف عادي نشأ في بلاد الإسلام وقرأ القرآن الكريم، ولو في الكتاتيب القديمة! هل قرأ قول الله تعالى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(31)} [النور].

وأيا كانت هذه الزينة التي نهى الله تعالى النساء المؤمنات عن إبدائها لغير من ذكر في الآية من محارمهن... فإنها تعني الحجاب. وهل قرأ قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً(59} [الأحزاب] .
وهل قرأ الأحاديث الصحيحة الصريحة الواردة في حجاب المرأة؟

إنني أجزم بأن الرجل قرأ ذلك وغيره من كلام المفسرين وشراح الحديث والفقهاء، وكلها واضحة في أن الحجاب أمر شرعي، وإن اختلف العلماء في ستر الوجه هل هو واجب أو لا؟ ولكن الرجل تأثر كغيره من المثقفين بدعايات الغربيين وتلاميذهم من أبناء المسلمين، فلا يجوز أن يخدع بهم المسلمون، وإن كانوا من الأسر الشهيرة بالعلم، وهو ما أرادت جريدة الشرق الأوسط أن تخدع به جهلة المسلمين، عندما قال: "وهو شقيق حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر" ونقول: لو أن زعيم جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا نفسه، قال هذا الكلام، لما جاز للمسلمين أن يأخذوا به، لمخالفته كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعامة علماء الإسلام. ثم ودعنا الدكتور سعيد رمضان.وقد توفي الدكتور سعيد رمضان في 8/3/1416 ﻫ ، 4/8/1995م (يوم الجمعة) في أحد مستشفيات جنيف راجع مجلة المجتمع عدد (1168) غرة جمادى الأولى سنة 1416 ﻫ 26/9/1995م ص 50 رحمه الله وخلفه في أسرته بخير.





السابق

الفهرس

التالي


15218149

عداد الصفحات العام

2948

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م