﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(029)سافر معي في المشارق والمغارب لقاء مع الأخ بسطامي محمد سعيد السوداني:

(029)سافر معي في المشارق والمغارب لقاء مع الأخ بسطامي محمد سعيد السوداني:


ولد سنة 1945م في مدينة الغضارف.


وتخصص في العقيدة الإسلامية، أخذ الماجستير من جامعة الملك سعود (جامعة الرياض سابقاً)، قسم الدراسات الإسلامية سنة 1982م وموضوع الرسالة: مفهوم تجديد الدين.



وهو يحضر الدكتوراه الآن في جامعة أدنبرا، وموضوع البحث: الحاكمية في التصور الإسلامي.

كان مدرساً في مدارس السودان الثانوية، ثم عمل معيداً في جامعة الإمام محمد بن سعود

الكاتب وعلى يساره الشيخ بسطامي محمد سعيد السوداني في مدينة أدنبرا



الإسلامية، ثم معيداً في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، من سنة 1402ه إلى 1405ه (درس في شعبة اللغة العربية عندما كانت تشرف عليها كلية اللغة العربية وكنت عميداً آنذاك للكلية).



وجاء إلى أدنبرا مبعوثاً للدعوة من قبل الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، في الرياض سنة 1406ه.



المراكز الإسلامية في أدنبرا ثلاثة، وهي:



1 ـ المسجد المركزي الذي يقوم بإمامته والتدريس فيه الأخ بسطامي.

2 ـ مسجد روكزبرا.

3 ـ ومسجد بلوك.



وكانت الجمعيات الإسلامية في أدنبرا كلها في جمعية واحدة، وهي جمعية هذا المسجد، ثم حصلت بينهم خلافات، فانقسموا إلى ثلاث مجموعات: إحداها جماعة المسجد المركزي، واسمها الرسمي : مجلس أمناء المسجد المركزي في أدنبرا.



ويتكون هذا المجلس من عشرة أعضاء، يرأسهم الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض! وللمجلس نائب مقيم في أدنبرا وهو اسكتلندي الأصل، أسلم قبل فترة ويسمى صلاح الدين كمنز (وسيأتي اللقاء معه قريباً) وهو يعمل موظفاً في إدارة البريد.



وأمين المال عبد الرحمن المطرودي، طالب في علم الاجتماع وهو سعودي. [وهو الآن وكيل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية. هذا التعليق كتب في مطلع عام:1419ه].


نشاط المركز:


يؤم المركز عدد من المصلين في كل الأوقات، وهو في قلب المدينة الجامعية، ولهذا فإن معظم رواده من الطلبة. وعدد المصلين في يوم الجمعة أكثر من ثلاثمائة. تعقد فيه حلقات دروس للكبار رجالا ونساء. وفيه مدرسة مسائية للأطفال. وتلقى فيه محاضرات.



حوار مع بروفيسور مونتجمري (MONTGOMERY):


وقد فضلت أن أثبت هنا ترجمته التي أعطانيها ليطلع القارئ، وبخاصة المسلم، على اهتمام المستشرقين بالاطلاع على الموضوعات الإسلامية المختلفة التي تندرج تحت الأصول الثلاثة:

الله حَجلاله، محمد رسول الله صَلى الله عليه وسلم، الإسلام... هذا مع كثرة الأعمال والوظائف التي تأخذ كثيراً من الوقت، كل ذلك ليس حباً في الإسلام، وإنما هو في الغالب للطعن فيه مباشرة، أو بالأسلوب الماكر الذي لا يظهر إلا لذوي الفهم الثاقب والعلم النافع من المسلمين.



ولد سنة: 1909م في 13 مارس.



درس في كلية واتسون في أدنبرا، ثم في جامعة أدنبرا، وجامعة أكسفورد، نال شهادة الماجستير سنة 1930 في العلوم العتيقة. ودرس في كلية باليول بأكسفورد ما بين عام 1930م وعام 1933م. ودرس علوم اللاهوت بأكسفورد، وعين قسيساً في كنيسة القديس بولس لندن.

وحصل على شهادة الدكتوراه سنة 1944م.



عمل محاضراً في جامعة أدنبرا، وعمل مع هيئة الأسقف الإنجليكاني في فلسطين من عام 1943م، وكانت مهمته إعداد بحوث عن الإسلام. وعاد إلى أدنبرا سنة 1946م ودرس الفلسفة القديمة..وفي سنة 1964م عين أستاذاً في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية.

انتدب أستاذاً زائراً لعدد من الجامعات والمراكز: منها جامعة تورنتو في كندا في قسم الدراسات الإسلامية، والكلية الفرنسية في باريس، ومركز الدراسات العربية المعاصرة التابع لجامعة جورج تاون بواشنطن. وكان رئيسا لجمعية المستشرقين البريطانيين. وتقاعد سنة 1979م، وهو متزوج له ابن وأربع بنات.



وله مؤلفات كثيرة منها:



الجبر والقدر في فجر الإسلام، وعقيدة وسلوك الغزالي، ومحمد (صَلى الله عليه وسلم،) في مكة، ومحمد (صَلى الله عليه وسلم) في المدينة، وحقيقة الإله، وعلاج مشاكل البشرية، والإسلام ووحدة المجتمع، والحق في الأديان، ودليل القرآن، وما هو الإسلام، والفكر الإسلامي السياسي، والوحي الإسلامي والعالم الحديث، وتعريف بالقرآن، والأثر الإسلامي في أوروبا خلال القرون الوسطى، عصر تكون الفكر الإسلامي، مجد الإسلام الغابر، الإسلام..، الإسلام والمسيحية اليوم، النبي المكي في القرآن. [أشكل عليّ عنوان كتابين في الترجمة فتركتهما، وتركت تواريخ تأليف هذه الكتب، فقد ذكر مع كل كتاب أو بحث تاريخه].




وعندما سألته: ما اختصاصك؟ قال: اللغة الإغريقية، واللاتينية، والعربية، والدراسات الإسلامية والفلسفة، وقال: إن عنده أكثر من عشرين كتاباً.



قلت: ما سبب اتجاهك للدارسات الإسلامية واللغة العربية؟ قال: بعد تقسيم الهند جاء شباب للدارسة في هذا القسم، وكانت تحصل مناقشات معهم في موضوعات إسلامية متنوعة، في أوقات الفراغ وتناول الوجبات كالفطور، فاهتم بذلك، وفي هذا الوقت كان أستاذاً للفلسفة، وزار كلكتا، وعمل ثلاث سنوات بالكنيسة الإنجليكانية، حيث كان يقوم بإعداد دراسات للأساقفة. قلت له: متى سمعت عن الإسلام في حياتك؟ فقال: لا يذكر.



الكاتب ومعه المستشرق اللاهوتي مونتجمري



قلت: متى بدأ اتصال الإنجليز بالمسلمين أو المسلمين بالإنجليز؟ قال: في الحروب الصليبية في عهد الملك ريتشارد الذي عاصر صلاح الدين، وكان ملكاً كبيراً.



قلت: أول شخص أو طائفة من المسلمين دخلوا بريطانيا؟



قال: في بداية القرن التاسع عشر في عهد الخلافة العثمانية كان يوجد السفير التركي، وجاء بعده طلاب. وبدأ بعث الطلاب المسلمين إلى أوروبا، قبل مائة وخمسين سنة من قِبَل محمد علي باشا، هذا في فرنسا، أما بريطانيا فهو غير متحقق إن كان جاء في هذه الفترة منهم أحد.



وقال: المعروف من الكتب أن الطلبة المصريين جاءوا إلى فرنسا للدارسة سنة 1820م.

وفي عهد الحكم العثماني [عندما ترجم لي الأخ عبد الخالق قال: الحكم التركي، فوقفه مونتجمري وقال: لا تقل التركي، فإن التركي معناه المعدم وتطلق الكلمة للاحتقار، ولكن قل العثماني فإنهم يعتزون بذلك]. كان لدول أوروبا سفراء، في تركيا ولتركيا سفراء في أوروبا.



قلت: هل يوجد أثر في بريطانيا يدل على وجود مسلمين في القديم؟ قال: لا يعرف.



قلت: من أول مسلم بريطاني؟



قال: في القرن التاسع عشر الميلادي، أسلم واحد أو اثنان، ولا يعرف الأسماء، وقال: بعض الناس قد يظهرون الإسلام ولكن لا يعتقد أنهم مسلمون حقاً، منهم: ريتشارد بيرتون الذي زار مكة والمدينة في حوالي 1860م. [المتظاهرون بالإسلام من الغربيين يدخلون البلدان الإسلامية وبخاصة أرض الحرمين للتجسس]



قلت: كم عدد المسلمين في بريطانيا؟



قال: مليون تقريباً [والمسلمون يقدرون بأكثر من مليونين] وأما البريطانيون فبضع مئات.

قلت: ما سبب قلة الداخلين في الإسلام من الأوربيين، وبخاصة البريطانيين؟



قال: الأفارقة غير متحضرين، والحضارة الإسلامية أعلى مما عند الأفارقة، والحضارة الإسلامية تنافس الحضارة الغربية، ولذلك يدخل الأفارقة بكثرة في الإسلام، إضافة إلى عداوة الأفارقة للأوربيين، بسبب الاستعمار، بخلاف الأوربيين فإنهم عندهم حضارة، ولذلك لا يرون في الإسلام ما يجذبهم إليه!



قلت: ما الأسلوب النافع لعرض الإسلام في أوروبا؟



[أسأله هذه الأسئلة وأنا أعرف شدة امتعاضه منها ولكن كنت أريد أن أحصل على ما في قلبه من حقد في أجوبته ليعلم الذين يحاولون إحسان الظن بكثير من المستشرقين وبخاصة الذين يخدمون المحتلين الذين يسمون بالمستعمرين زور وبهتانا دوافعهم الحقيقية، في وقت يقول فيه المستشرقون: أنهم يدرسون العلم للوصول إلى الحقيقة وليست دراستهم كما كانت من قبل استعمارية!!!].



قال: الذي يقدم الإسلام للغربي، يجب أن يعرف الثقافة الغربية، وأن يقدم الإسلام في صورة عصرية حديثة، وليس في صورته التقليدية، فإن صورته التقليدية منفرة (يقصد بصورته التقليدية ما نزل به الوحي، وما كان عليه الرسول صَلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويقصد بالعصرية ما استقاه الكتاب المنتسبون للإسلام من المستشرقين من التحريفات والتشويهات ومن ذلك فئة العلمانيين المنافقين الذين لا يرون الإسلام صالحاً للتطبيق في هذا العصر).



ثم قال: توجد طرق مختلفة، ولكن علماء المسلمين لا يعرفون الفلسفة الغربية وطريقة التفكير الغربي، مثال ذلك: ما يتعلق بصلب المسيح الوارد في القرآن، هذه حقيقة تخالف ما عند الغربيين، وبعض المسلمين منهم محمود أيوب اللبناني حاول أن يثبت أن ما في القرآن لا يتعارض مع ما يفهمه المسيحيون، وهذه محاولة لتأويل ما في القرآن لمعرفة الرجل لفلسفة الغربيين وطريقة تفكيرهم. [وهذه من أمثلة الأسلوب العصري الذي يريده المستشرقون: التنازل عن صميم الإيمان الذي جاء به القرآن!].



وسألت الرجل: ماذا ترى في مستقبل الإسلام في العالم، وبخاصة في أوروبا؟

فأجاب - ووجهه يتلون -: يعتمد ذلك على ما تتمخض عنه الحرب في الخليج، لأن لهذه الحرب آثاراً واسعة، بعيدة المدى، لأن الخميني وعد وعوداً كثيرة، فإذا فشل في تحقيقها وخسر المعركة، فإن الناس سيتجهون ضده وضد ما يمثله من مبادئ، ويتجهون أكثر إلى العلمانية والشيوعية، وإذا حصل سلم فقد لا تحصل تحولات كثيرة، ولكن يمكن للدول الإسلامية أن تلعب دوراً، وعلى المسلمين أن يتعاونوا أكثر مع غير المسلمين وخاصة السياسيين.



[صرح مونتجمري هنا بما يعتقده الغربيون وبخاصة المفكرين والسياسيين وهو أنه إذا ساد السلم بين المسلمين فإن المسلمين يمكن أن يلعبوا دوراً، ولم يفسر هذا الدور ولكنه مفهوم وهو الثقل السياسي والاقتصادي الذي تنافس به أوروبا، ولهذا نصح المسلمين أن يتعاونوا مع الغرب إذا ساد السلم وبخاصة مع السياسيين، والسياسيون المسلمون متعاونون مع الغرب، تعاونا فيه ما يخالف الإسلام، ولكن هذا لا يكفي عند مونجمري وطلابه].






السابق

الفهرس

التالي


15251239

عداد الصفحات العام

33

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م