﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(038)سافر معي في المشارق والمغارب

(038)سافر معي في المشارق والمغارب

السبت: 25/10/1405ه.


المركز الإسلامي الثقافي اليوغسلافي.


في هذا اليوم السبت قمنا بزيارة المركز الإسلامي الثقافي لليوغسلاف، مع الأخ محمد الأمين الذي رافقنا في كل زياراتنا جزاه الله خيرا.



ويقع المركز في شمال غرب مدينة شيكاغو، وإمام مسجده هو الأستاذ مصطفى إبراهيم شَرَكْ الذي تخرج في كلية اللغة العربية بالجامعة الأزهرية سنة 1978م، وقد وصلنا إلى المركز في الساعة العاشرة صباحا.



سألْنا الأخ مصطفى عن الزمن الذي بدأ فيه اليوغسلاف الهجرة إلى هذا البلد، فقال: لا نعرف بالضبط متى كانت أو ل هجرتهم.



ولكن تشير بعض التحريات إلى أن الفوج الأول هاجر إلى هذا البلد سنة 1905م. والسبب وراء هذه الهجرة اقتصادي، أي كان لأجل العمل لكسب الرزق.



وهذا الفوج انقرض، وأغلبهم لم يتزوجوا، وبذلك لا يكون لهم عقب، وعددهم يتراوح ما بين سبعين ومائة شخص.[ قد يكون تزوجوا مسيحيات، وذاب أولادهم في البيئة المسيحية، كما حصل لكثير من المسلمين في كثير من البلدان غير الإسلامية، كحال الأفغان في أستراليا …].



والفوج الثاني جاء بعد الحرب العالمية الثانية، وكانوا كثيرين، منهم من جاء للكسب، ومنهم من جاء بدافع الأوضاع السياسية في بلاده، ونسمي هذا الفوج الذي جاء للكسب بالعمال المؤقتين.



والإمام كامل الذي كان قبلي، وهو متخرج في الأزهر، حاول تنظيم مسلمي يوغسلافيا، ويوجد الآن أكثر من ألف يوغسلافي في شيكاغو خاصة، ويزيد عددهم في أمريكا كلها على عشرة آلاف.



وقد اجتمعوا واشتروا مبنى لممارسة نشاطهم في سنة 1954م، وجمعيتهم أسست سنة 1906م، والمركز الذي أنشئوه يقع في شارع هالستد.



سنة 1973م اشتروا قطعة أرض في نورث بروك لبناء مركز إسلامي في مكان يحيط به المسلمون الأفغان.



وقد وضع حجر الأساس له في سنة 1974م، وتم بناء المرحلة الأولى منه في سنة 1976م، وهي تشمل ما يأتي:



1- ستة فصول للدارسة.

2- المكتبة.

3- المكاتب الإدارية.

4- حضانة للأطفال.

5- قاعة كبرى لإلقاء المحاضرات.

6- قاعة لإعداد الطعام.

7- المرافق الصحية.



وقد حصلوا على رخصة لبناء المسجد من المجلس المحلي بنورث بروك سنة 1984م، وقد وضع حجر الأساس في نفس السنة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك لبناء المرحلة الثانية، وقدرت تكلفة المشروع كله بمبلغ مليون وثلاثمائة ألف دولار، أسهم أعضاء الجالية فيه بمبلغ سبعمائة ألف دولار، وأسهمت بعض المؤسسات في كل من المملكة العربية السعودية والكويت وليبيا بمبلغ ثلاثمائة ألف دولار، ولا زال المشروع في حاجة إلى مبلغ ثلاثمائة ألف دولار.



أهداف المركز: وتتلخص أهداف المركز فيما يلي:



1-الحفاظ على الإسلام والمسلمين المهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية.

2-تعميق الحضارة الإسلامية والعربية بين الشعب الأمريكي.

3-نشر القيم الإسلامية بين أبناء الجاليات الإسلامية، وخاصة الذين ولدوا على هذه الأرض.

4-توثيق العلاقات الدينية والثقافية بين البلدان الإسلامية والعربية ومسلمي الولايات المتحدة الأمريكية.

5-نشر الأخبار والكتب باللغتين العربية والإنجليزية.

6-تعميق المودة والأخوة بين المسلمين من مختلف الجنسيات.



ومن نشاطات المركز التي يقوم بها:



1-تقديم دروس اللغة العربية للصغار والكبار.

2-تأدية الصلوات كما فرضها الله.

3-إلقاء محاضرات إسلامية يوم الأحد من كل أسبوع، وفي المناسبات المختلفة.

4-نشر الدعوة الإسلامية بين الجاليات المختلفة من المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية.

5-تصحيح الفهم عن الدين الإسلامي، ودحض الافتراءات التي تثار ضده.

وللمركز لائحة تنظيمية.



والأصل فيه أن الإشراف الإداري لجميع المسلمين بدون نظر إلى قومية، ولكن لما كان معظم الأعضاء من يوغسلافيا، واللغة المشتركة من أهم مفاتيح التجاوب، وتعتبر من الحواجز بين من لا يشتركون فيها، ولوجود عدد كثير من المراكز الإسلامية التي يتجمع فيها أهل كل لغة على حدة كالعرب والهنود والباكستانيين، فقد أصبح هذا المركز في يد اليوغسلاف، وكان يشترك في إدارته بعض العرب وبعض الأتراك، ولكن العرب انسحبوا إلى المسجد الذي يتحدث أغلب رواده باللغة العربية.



ويشترط في إمام هذا المركز أن يجيد اللغة اليوغسلافية واللغة العربية واللغة الإنجليزية.



ومركزنا هذا هو المركز الوحيد الذي توجد فيه كل الجنسيات الإسلامية: من فلسطين، ومصر والأردن وتركيا وبلغاريا وأمريكا وإيران وأفغانستان.



أما مصادر ميزانية المركز لبنائه، فإن أغلبها من الأعضاء وقد أسهم الملك فيصل رحمه الله فيه بمائتي ألف دولار.



وأسهمت الكويت وليبيا ببعض المبالغ، وتبرعت رابطة العالم الإسلامي بخمسة وعشرين ألف دولار.



الإيمان الصادق وبناء العقول قبل بناء المساجد والمدارس.



ثم تحدث الأخ مصطفى عما يرى أنه الحل الأول لمشكلات المسلمين، وهو أن يغرس في نفوسهم الإيمان ويُقَوَّى، حتى يبذلوا ويجاهدوا في سبيل الله لرفع راية الإسلام، وليس الحل هو إيجاد المباني من مساجد ومدارس، وإن كان المسلمون في حاجة إليها، ولكن المباني إذا وجد الإيمان ستوجد ولا صعوبة في وجودها، ولكنها هي لا تُوجِد الإيمانَ بذاتها.



إن الواجب على المسلمين أن يدللوا على إيمانهم ببذل المال والتبرع به من عند أنفسهم، ومشكلة المسلمين هنا الآن أنهم يشعرون كأنهم يتامى يجب أن تبعث لهم الأموال من الخارج.



وكلام المسلمين كثير ولكن عملهم قليل، ومشكلتنا هي عدم تعليم أولادنا، وعلى من يريد مساعدتنا من الشعوب الإسلامية أو الدعاة إلى الله أن يجتهدوا في بناء عقول المسلمين، قبل الاجتهاد في بناء المساجد



والمدارس، المباني كثيرة وسهلة ولكن العقول السليمة قليلة وصعبة.



إننا نحاول تدريس أبنائنا حاليا يوم الأحد مبادئ الإسلام، ولكن الحاجة ماسة إلى بناء الأسرة المسلمة التي هي المسؤولة الأولى عن المحافظة على النشء.



ويجب على حكام الشعوب الإسلامية نشر الكتب الإسلامية باللغة العربية والإنجليزية وغيرهما، وكذلك المجلات والنشرات وأن تصل إلى أيدينا هنا، لنتابع ما يحدث وما يستجد من مشكلات المسلمين وحلولها.



إن المسلمين يبنون الجنة حولهم، ولكن جهنم في قلوبهم (يقصد أنهم يقولون ما لا يفعلون).



واقترح الأخ مصطفى إقامة مؤتمر إسلامي لتدارس أحوال المسلمين الذين يعانون من التنصير، وتوجد منظمات خاصة لتنصير المسلمين.



وقد عقد مؤتمر عام 1979م في كلورادو من أجل تنصير المسلمين الذين يسمونهم كفارا.

ويجب عليكم ـ وأنتم أساتذة الجامعات ـ أن تدرسوا الطلاب الأحوال الاجتماعية والثقافية الغربية، لمعرفة ما يدور في هذه المجتمعات، وأن توضع خطة عمل للحفاظ على المسلمين الموجودين في الغرب أولا، قبل دعوة غيرهم إلى الإسلام.



إننا إذا قارنا ماذا نخسر من المسلمين الناشئين، وماذا نربح من الداخلين في الإسلام نجد خسارتنا فادحة! إن أولاد المسلمين يضيع كثير منهم، وإن المنصرين يحاولون تشكيك المسلمين في دينهم.



وقد أصبحت بنت زميل لي مسيحية، ذهبت تدرس في ولاية كاليفورنيا، واتصلت بالمسيحيين، وذكرت لهم أنها حزينة فقالوا لها: إن جوزيف ـ أي عيسى في زعمهم – يحل لها كل المشكلات إذا هي آمنت بالمسيحية، وقالوا لها: إن محمداً صَلى الله عليه وسلم، كان مجنوناً، وإن أتباعه كانوا مجانين فقراء متخلفين.



وعندما جاءت البنت إلى أبيها قالت: إنها مستعدة أن تموت من أجل عيسى لشدة إيمانها بالمسيحية، ولما شدد عليها أبوها وضربها هربت، وهي الآن خارج الأسرة التي تحاول إقناعها بالرجوع إلى دينها. والحقيقة أن الخطأ خطأ الأسرة، لعدم قيامها بتربيتها تربية إسلامية.



والكبار منهم من يلتزم بالإسلام، ومنهم من لا يلتزم، ولكنهم مسلمون في الجملة، والخطر يهدد الجيل الجديد.



وقال الأخ مصطفى: إن الأمريكيين يتوجسون خيفة من هذا الدين ويعلنون خوفهم منه، وقد نشرت بعض الجرائد هنا في شيكاغو، تقول: إن الدين الإسلامي ازدهر في الغرب، وإن قباب المساجد ومآذنها تنبت مثل الفطر (نبات ينتشر بسرعة) في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.



وقال الأخ مصطفى: وليس هذا بغريب، فشيكاغو وحدها يوجد بها ستة وعشرون مركزا إسلاميا، تقام فيها صلاة الجمعة والاحتفالات الدينية في المناسبات المختلفة، وقالوا: إن انتشار دين الإسلام بهذه السرعة في الغرب وغيره، وبخاصة بين المتعلمين في معاهد أوروبا وأمريكا، لا بد أن يكون وراءه سر يسوق الناس إليه، ولا يدرون ما هذا السر؟



لا أبالغ إذا قلت: إن كل لفظة من هذه المعلومات نطق بها الأخ مصطفى الذي يتحدث باللغة العربية

الفصحى، وبعاطفة إسلامية جياشة، تدل على إيمان عميق [ولا أزكي على الله أحدا] كما أن الرجل واع لما يقول، وعنده إلمام بالدين الإسلامي، وبالأوضاع الغربية وأوضاع المسلمين في الغرب، وعنده مقترحات مفيدة للعمل الإسلامي كما يظهر من كلامه.



وقد أطلعنا على ما تم من مشروع المركز من المسجد والقاعات والمكاتب الإدارية والمرافق المختلفة، وهو منظم تنظيما ممتازا ومبني بناء رائعا.


ساعة ترقب وحذر:


ثم ذهبنا إلى أعلى عمارة في العالم شيدت في مدينة شيكاغو، لنشرف على المدينة التي يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين، والتي تمتد من قلب المدينة إلى جميع جهاتها عشرات الأميال، بشوارع مستقيمة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.



تعطلت بنا سيارة الأخ محمد الأمين الشنقيطي، بسبب انفجار موصل الماء المطاطي إلى ماطور التبريد، فتركنا عند السيارة وذهب يستدعي الشركة التي هو عضو فيها، لسحب سيارته واستبدال سيارة أخرى بها.



ولكن الأخ الشنقيطي تأخر ما لا يقل عن ساعة، وكانت السيارة في شارع فرعي في مكان منْزو، وبقينا نحن فيها طول مدة غيابه نحاول أن نختفي عن أنظار الناس، لأنا نلبس لباسنا العربي والبلد بلد إجرام، كما هو معروف عن مدينة شيكاغو بالذات مثل نيويورك، وبخاصة أننا حجاج، كما يسمينا الشيخ تشبيها بكثير من الحجاج الذين يفدون إلى الحجاز وهم لا يفهمون اللغة العربية فيتعبون، وكان الخوف من أحد أمرين:



الأمر الأول: أن يعثر علينا بعض المجرمين الذين يلتمسون رزقهم بقتل الناس للحصول على غنيمة منهم.

الأمر الثاني: أن يرانا البوليس في هذا المكان المنزوي في حالة غير عادية، فيظن أننا من المخربين من قبل إيران أو ليبيا أو الفلسطينيين، كما يسمونهم بذلك. لذلك كانت هذه الساعة ساعة ترقب وحذر:



ثم جاء الأخ محمد وبعد قليل جاء مندوب الشركة، وجاء أحد الإخوة من زملاء الأخ محمد بسيارة أسعفنا بها، وواصلنا السير إلى أعلى عمارة في العالم.







السابق

الفهرس

التالي


15253025

عداد الصفحات العام

1819

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م