﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(036)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين

(036)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين



2-إجابات الشيخ مناع القطان على أسئلة البلاغ المبين



3-السائل: اختلطت العادات التي يخالف كثير منها الإسلام، بأعمال المسلمين وتصوراتهم. ما دور البلاغ المبين في مثل هذا الأمر؟



الجواب: البلاغ المبين كما أوضحنا هو إيصال الهداية بالطرق الواضحة البينة، وكما ذكرنا في الإجابة عن السؤال السابق في معنى الهداية ومقتضيات العصر فيما يحتاج إليه من بلاغ، فإن العادات التي دخلت في البلاد الإسلامية، وفدت إليهم من مجتمعات غربية لعوامل مختلفة، في عصور الاستعمار وما أدى إليه من في عصور الاستعمار وما أدى إليه من اختلاط.



وكان الاستعمار حريصا على إفساد الدول التي استعمرها من بلاد الإسلام، وأن يجردها من شخصيتها الإسلامية، فصبغها بعاداته وتقاليده، وكان له أثره في مناهج التعليم، وكان للبعثات المتتابعة من العالم الإسلامي إلى ديار الغرب، كان لها تأثيرها أيضا في مسخ عقول (كثير من) الذين ذهبوا وتلقوا العلم للتخطيط الذي يتخذ في هذا.



وهذه العادات التي أشرتم إليها وفدت إلى العالم الإسلامي نتيجة هذه العوامل وغيرها من العوامل الأخرى لمسخ الشخصية الإسلامية، شخصية الفرد وشخصية الجماعة وشخصية الأمة، وهي التي جعلت كثيرا من الدول (في البلدان) الإسلامية لا تخرج في عاداتها وتقاليدها وصفاتها العامة عن أن تكون مجتمعا غربيا. ولذلك فإني أضم هذه القضية إلى القضايا التي ذكرتها من قبل هذا من قضايا الإسلام المعاصرة.



4-السائل: فضيلة الشيخ. ما مصادر البلاغ المبين، وهل ترى أنه ينبغي تلاوة القرآن على غير العربي الذي لا يفهم اللغة العربية، وإذا رأيتم ذلك فما الحكمة فيه؟



الجواب: مصادر البلاغ المبين هي مصادر أصلية، ومصادر تابعة:



المصدر الأول: القرآن الكريم. والمصدر الثاني: السنة الصحيحة عن رسولنا صَلى الله عليه وسلم، والسنة قرينة القرآن. وكثير من العلماء يجعل القرآن والسنة شيئا واحدا، وذلك هو ما تدل عليه النصوص في قول الله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. ولا يمكن معرفة القرآن وأحكام الشريعة إلا بالسنة: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}. والانحرافات التي وجدت عند بعض الناس بالنسبة إلى السنة، قد رد عليها علماء المسلمين في الماضي والحاضر. فالسنة هي المصدر الثاني، أو هي والقرآن المصدر الأصيل للبلاغ.



وهناك مصادر أخرى تابعة لهذا. ومن هذه المصادر: سيرة الصحابة بالدرجة الأولى، وقصص الأنبياء،توجد في القرآن وفي بعض الأحاديث. وسيرة الصحابة تحكي أنهم في البشرية الأمثل بعد سيرة الرسول صَلى الله عليه وسلم. ولكن النماذج التي صنعها الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته بالصحابة هي الرعيل الأول. فما كان منهم، سيرة عملية، أو كان منهم سيرة قولية، أو من مواقف متعددة، هو من وسائل البلاغ.



ومن مصادر البلاغ: سيرة المجددين المصلحين في عصور الإسلام المتعددة المختلفة، فإن الاستقاء من سيرتهم من شأنه أن يرشد الناس في كل عصر إلى واجبهم أولا وتبصيرهم به، ويرشدهم إلى الطريقة المثلى في بلاغ الدعوة، وفي الحديث: (إن الله ليبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد دين هذه الأمة). فهذا مصدر من مصادر البلاغ.



من مصادر البلاغ كذلك: الخبرات الشخصية والتجارب الشخصية، فإن الذين يقومون بأمر الدعوة يكتسبون في حقل التجربة الخاصة فيما يمارسونه من بلاغ، كثيرا من الأمور التي لا تدرس في الكتب ولا يعرفها الإنسان في المصادر المكتوبة والمقروءة. وهؤلاء يكونون مصدرا بالاتصال بهم والاستفادة من خبراتهم وآرائهم.



ومن مصادر البلاغ: ما يكون من اجتهاد في ضوء هذه المصادر كلها. ففي ضوء هذه المصادر كلها يجتهد الداعية والمبلغ في استنباط أمور من هذه المصادر، بما يتفق مع قواعد الدين وأصول الشريعة وثوابت الدعوة إلى الله وثوابت البلاغ، مما يسمى بالمتغيرات أو المستجدات، وهذا يكون بطريق اجتهادي في الاستفادة من المصادر التي ذكرتها.



السائل: هل ينبغي تلاوة القرآن على غير العربي الذي لا يفهم اللغة العربية، وما الحكمة في ذلك؟



الجواب: إن تلاوة القرآن على غير العربي بالعربية أثبتت جدواها، وهي تكشف عن حكمته، فإن ألئك الذين لا يعرفون العربية، يقرءون القرآن بباعث روحي ودافع إيماني، لأنهم يعلمون أن هذا هو كلام الله الذي أنزله على رسولنا محمد صَلى الله عليه وسلم بألفاظه وحروفه، فتتوافر في نفوسهم الدوافع الكافية لأن يقبلوا على هذا القرآن-لأنه كلام الله-بالعربية، وليس الدوافع إلى قراءة معاني القرآن بغير اللغة العربية كهذه الدوافع الإيمانية.



ومن ذلك أيضا أن لسانهم يطوع في النطق بالقرآن الكريم باللغة العربية، نحن نرى كثيرا منهم يقرءون القرآن بالعربية قراءة صحيحة سليمة، وإن كان لا يعرف العربية، وإن كان لسانه غير عربي. فهذا يساعد من فائدته وحكمته من تعريب اللسان. ومما أراه أيضا من الحكمة في ذلك ويحقق هدفا إسلاميا عاما. المسلمون جميعا على اختلاف لغاتهم وتباين أوطانهم تتكون بينهم وحدة لا في اللغة بمعنى اللسان، ولكن الوحدة في قراءة القرآن، وهذا رابط من روابط وحدة المسلمين، وإن اختلفوا لغة.



ومن الأسرار التي أراها أيضا في هذا أن البلاغة القرآنية في هذا الكتاب، لها تأثيرها السحري على النفس بما لا يبلغه أي كلام آخر. وهذا نجد شواهده في أولئك الذين لا يعرفون اللغة العربية ويقرءون القرآن أو يسمعونه، فإنهم يبكون ويخشعون، ولولا أن قراءة القرآن بلفظه العربي كما أنزله الله سبحانه وتعالى، لها تأثيرها في نفوسهم ما وجدنا هذه الظاهرة عندهم.



بل إن غير المسلمين إذا سمعوا القرآن وجدوا-دون أن يفهموا معانيه-لتلاوته وقراءته أثرا في نفوسهم. وكان لهذا القرآن أثره عند العربي غير المسلم الذي يعرف القرآن على النحو الذي نقرأه في السيرة، من أنهم كانوا يستخفون وهم كفار ليذهبوا إلى سماع القرآن، وإذا قابل أحدهم الآخر كان بينهم تلاوم.



وقصة الوليد معروفة عندما، سمع القرآن قال كلماته-لأنه يعرف لغة العرب-: إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق … وهكذا فللقرآن تأثيره حتى على غير العرب، وإن كان تأثيرا ضئيلا، لما في نظمه وحروفه وكلماته من آثار نفسية، وإن كانت المعاني أبلغ تأثيرا عند من يفهم المعاني إذا كان يعرف العربية.



السائل: بالنسبة للكفار-الذين لا يفهمون العربية-هل يقرأ عليهم القرآن إذا أريد دعوتهم إلى الإسلام، هل نتلو عليهم شيئا من القرآن؟



الجواب: العجم غير العرب هؤلاء لا تبلغهم الدعوة إلا بلغتهم، فنكون في حاجة إلى أن نبلغهم باللغة التي يفهمونها، وبلاغهم باللغة التي يفهمونها لا يكون بألفاظ القرآن العربية. ولكن لا يعني هذا أن لا تتلى عليهم ألفاظ القرآن بالعربية، باللفظ المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن قراءة القرآن بالعربية وحدها لا تكفي في البلاغ، إنما يكون البلاغ بلغتهم، وهذا هو السبب في أن الله بعث كل رسول بلغة قومه: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}.



فيكون البيان بلغتهم ، ويصحب هذا البيان بلغتهم بقراءة آيات من القرآن الكريم، واستشهادات من السنة أيضا باللغة العربية، وإن كانوا لا يفهمونها، فهم يتأثرون حتى بمواقف الاستشهاد أثناء البلاغ. وهذا فيما يتصل ببلاغ غير المسلمين بالإسلام، فيكون البلاغ بلغتهم، ويكون الاستشهاد ببعض آيات القرآن الكريم بلفظه.



5-السائل: فضيلة الشيخ. على من تقع مسئولية البلاغ المبين؟ المسلمون عندنا منهم العلماء، ومنهم الأغنياء، ومنهم ولاة الأمور الذين تقلدوا حكم الشعوب الإسلامية. فالبلاغ المبين بالنسبة لهؤلاء الأصناف، هل لكل صنف منهم نصيب في البلاغ المبين، أو أن المسئولية تقع على العلماء وحدهم؟.



الجواب: أنا أرى أن المسئولية مشتركة، لأن البلاغ يحتاج إلى أمور كثيرة: يحتاج إلى العالِم الذي يبلغ ويكون على فقه بالدعوة وفقه بما يدعو إليه، وإلى ولي الأمر والحاكم (إن الله ليزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن). حمايةً لبلاغ العالِم، وقياما على ما يقتضيه البلاغ، وأداءً لواجب هذا البلاغ، على مستوى مسئولية الدولة ومسئولية ولي الأمر فيها. ويحتاج إلى مال، لأن وسائل البلاغ تحتاج إلى نفقة ودعم مالي. فالأغنياء يسهمون أيضا في هذا البلاغ.



ولا تقع مسئولية البلاغ على طبقة واحدة من هذه الطبقات التي ذكرتها في السؤال، وإنما هي مسئولية مشتركة بين الجميع: العلماء وولاة الأمر والأغنياء على السواء، فكلهم يسهم بما في قدرته. فالبلاغ بالكلمة إلى العلماء. والحماية والنصرة والتنظيم والتوجيه من ولاة الأمر. والدعم المالي فيما يقتضيه يكون من السلطة الحاكمة من ولاة الأمر، ويكون من الأغنياء أيضا في أن يجعلوا في أموالهم نصيبا لمؤسسات الدعوة وتنشيطها.





السابق

الفهرس

التالي


15218151

عداد الصفحات العام

2950

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م