﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(032)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين

(032)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين

3-إجابات الكتور العسال على أسئلة موضوع البلاغ المبين

السائل: المعوقات الخارجية؟


طبعاً المعوقات الخارجية يعني، ما يرمينا به أعداء الإسلام من الأحابيل ومن الألاعيب، وهذا أمر ضخم، فإن هناك دوائر كبيرة تعمل للكيد وللتخطيط ولتغيير خطتها من وقت إلى آخر، وينبغي على الدعاة أن يعرفوا ذلك، والله تبارك وتعالى يذكرنا بذلك: {وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال...} {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين....}، فمعرفة مكر هذه الدوائر، دوائر التنصير، دوائر الاستشراق والدوائر السياسية العليا، والدوائر الإعلامية، هذا معوقات هائلة، وجزء من البلاغ، وجزء من تجاوزها هو العلم بها ومعرفتها، وهذا أمر يحتاج إلى اهتمام وإلى رعاية وإلى تعليم وإلى فهم ولكل عصر أساليب المكر وأساليب الختل.



السائل: تقسيم الناس عند الإمام الغزال في هذا الباب؟



فضيلة الشيخ الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله يقول في كتابه "فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة" ما خلاصته أن الناس ثلاثة أقسام:



قسم بلغه الإسلام على حقيقته فإذا لم يستجب فهو من أهل النار.



وقسم لم يبلغه الإسلام أصلاً فهذا معذور.



وقسم بلغه مشوهاً.



وضرب مثالاً بأن بعض الناس قد يبلغهم أن هناك نبياً يسمى محمداً كما بلغنا نحن أن نبياً يسمى ابن المقفع وكذبناه.



يقول عن هذا القسم الثالث حكمه حكم الثاني (أي إنه معذور) ما رأيكم في هذا التقسيم وهل يوجد القسم الثالث في هذا العصر؟



الشيخ: أعد لي القسم الثالث.



السائل: القسم الثالث بلغه الإسلام مشوهاً منفرا،ً ولم يبلغه على حقيقته، فحكمه حكم من لم يبلغه الإسلام أصلاً.



أظن أن هذا التقسيم تقسيم موفق، خاصة لا بد أن نربط كلام الإجابة على هذا السؤال بالكلام الأول الذي هو البلاغ المبين، البلاغ المبين الذي تنقطع به الحجة، وينقطع به العذر، ويقوم به الإعذار إلى الله سبحانه وتعالى، ثم أيضاً ما كرره القرآن: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا...} وأيضاً فحوى قوله تعالى: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ...} هذه الفحوى قائمة.



ثم ما وجدناه من خلال الرسالات، أن الرسول يأتي فيظل يبلغ ويدعو، فلا شك أن الله تبارك وتعالى له الحكمة البالغة، وأن القرآن ذكر هذا بشكل عظيم، وأن الرسالات جميعها في قضية البيان وقضية البلاغ، أن النبي كان يتلبث في قومه وكان يكرر عليهم، وحينما نقرأ في رسالة سيدنا نوح: )قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهارا. فلم يزدهم دعائي إلا فرارا. وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا. ثم إني دعوتهم جهارا. ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا...( فذلك يدلنا على أنه لا بد أن تبلغ الدعوة على وجه ينقطع به العذر.



وأما موضوع القسم الثالث فأظننا نشهده من خلال المسلمين الذين لم يكرمهم الله عز وجل لأن يكونوا مثلاً صالحاً للإسلام، ويخرجوا من بلادهم طلباً للرزق، ولم يكونوا قد تأهلوا أو صبغوا الصبغة الإسلامية أو قد علموا، ثم ذهبوا هناك مسلمين بأسمائهم، فهم لا تفرقهم عن الرجل الغربي، فهم يمارسون العادات، ويمارسون الحفلات، ويمارسون الحياة المادية كالغربيين، وربما تذكروا الإسلام في العيد أو في الأعياد، بينما الصلوات بينما الأخلاق، وبينما الآداب بينما خشية الله عز وجل، تكون أشباحاً هائمة في نفوسهم.



فلا شك أن مثل هؤلاء هم الذين يبلغون الإسلام على صورة مشوشة، فالرجل حينما ينظر إليهم يفتن عن الإسلام، وقد سمعت أحد الصالحين يقول: إن من معاني قوله تعالى: )
ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم...( أن نكون على صورة نصد الناس بها عن دين الله عز وجل، أظن أن التقسيم والله أعلم تقسيم صحيح، وأنا أيضاً أذكر أن الإمام محمد عبده في تفسيره أشار إلى أنه لا بد أن تبلغ الدعوة على وجه تقوم به الحجة وينقطع به العذر.




السؤال الرابع: هل تقوم الحجة بالفطرة والعقل ودقة الكون؟


هذا يجرنا إلى السؤال إلى دور العقل والفطرة وما أودعه الله في الكون من إبداع في إقامة الحجة على الناس في مسألة الإيمان، فإن كتب العقائد تذكر هذا المعنى، ولا سيما المعتزلة، يرون أن العقل الذي أودعه الله في الإنسان، والفطرة، ودقة الكون كلها تدل على الخالق، فلا بد أن يتحرك عنده وازع حتى يؤمن على الأقل بالله ويشكره على تلك النعم، ما رأيكم في هذا؟.



هذا تحليل فلسفي عقلي، لكننا ليس عندنا أي دليل من الأدلة الشرعية على ذلك، ومن المؤسف أن المعتزلة قد كبروا العقل أكثر من حجمه، العقل يهديه الوحي ويدله وإلا لما كانت هناك حاجة إلى إرسال الرسل، ولما كانت حاجة أيضاً إلى بقاء البلاغ في هذه الأمة، لأن هذه الأمة هي امتداد للنبوة، فإذا كانت النبوة ختمت بمحمدصلى الله عَليه وسلم، فأمة الإسلام بما فيها من القرآن والسنة وبما فيها من الصالحين، هي استمرار إقامة الحجة على البشرية كلها.



ولهذا فإننا نلمح في القرآن الكريم هذه الإشارات بل هذا التصريح، {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس...} وهل معنى الشهادة إلا بالبلاغ والدعوة {هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج، ملة أبيكم إبراهيم، هو سماكم المسلمين من قبل، وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس.. } {كنتم خير أمة... } {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير...} {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر...}



إذن فكلام المعتزلة كلام لا يقوم عليه دليل ولا تمضي به حجة، وهذا يعني كما نقول شيء من الملَح، وليس شيئاً من صلب العلم كما علمنا سلفنا الصالح.





السابق

الفهرس

التالي


15251357

عداد الصفحات العام

151

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م